كتاب تاريخ الفن، أو متحف الفنون الجميلة في مدينة ديجون الفرنسية، واحد من أقدم المتاحف في فرنسا. تم تشييده أواخر القرن الثامن عشر الميلادي، وكان عبارة عن قصر الدوق السابق، لكنه تحوّل إلى متحف أوائل القرن الماضي، وأعيد ترميمه في مشروع عملاق استغرق 13 عاماً بدأ في مايو 2006 وانتهى العمل في مايو الماضي، بتكلفة قدرها 60 مليون يورو، ويتكوّن المتحف من 50 قاعة عرض، تضم 130 ألف قطعة أثرية وفنية رائعة تؤرّخ لتاريخ الفن عبر جميع العصور، منها 1500 قطعة فقط مسموح للجمهور مطالعتها، أما باقي القطع فلا تزال في طور الإعداد. ويقول ديفيد ليور، مدير المتحف لـ«البيان»، إن متحف ديجون هو واحد من أقدم المتاحف الفرنسية، ونسميه «اللوفر الصغير»، وجمال المتحف يستمده من المدينة القديمة التي تعد نفسها متحفاً معمارياً مفتوحاً، حيث تم تأسيس المدينة بالكامل أواخر القرن الثامن عشر، وتضم كاتدرائية قديمة جداً في الشمال، أما المتحف أو قصر الدوق فينتصب في منتصف المدينة، وتحيط بالقصر أو المتحف المنازل الخشبية الراقية، التي تعكس ذوق ذلك العصر، إبان حكم فيليب هاردي، ودوقات بورغوندي، الذين كانوا يتمتعون بسلطة قوية في مملكة فرنسا مثل بورغيا أو سفورزا أشهر الدوقات الإيطالية في القرنين الخامس عشر والسادس عشر، إنها متحف لعصر النهضة. بانوراما متنوعة ويضيف ليور: أما بالنسبة للمتحف نفسه، فهو يضم بانوراما متنوعة من اللوحات والمنحوتات الأثرية التي تؤرّخ لعصور متنوعة في تاريخ أوروبا، أكثرها روعة وجذباً للجمهور هي فنون عصر النهضة، كما يضم المتحف قاعة للمومياوات الأوروبية القديمة والفرعونية، ولوحات فنية لكبار مشاهير الفن والنحت، مثل مايكل أنجلو ورفائيل ومازتشو وكارفاجيو وفيليبو ليبي وغيرهم من الفنانين الكبار، كما يقيم المتحف ندوة شهرية يحضرها كبار المؤرخين والباحثين في مجال الفنون يوم الأحد الأول من كل شهر، لتعريف الجمهور بتاريخ الفنون الأوروبية والعالمية، وخاصة عصر النهضة في أوروبا، ويفتح المتحف أبوابه أمام الجمهور مجاناً جميع أيام الأسبوع من العاشرة صباحاً وحتى الثامنة مساءً.
مشاركة :