د . غادة ابو القمصان كثير ما يختلط على المرضى الفرق بين أنواع الحشوات التي تُطرح عند الطبيب في العيادة, فكثيراً حينما يتم إخبار المريض قد تم عمل حشوة العصب ومتبقي له آخر جلسة لحشوة الضرس, يكون رد المريض المعتاد ( ماذا فعلنا ؟ ), لذلك فإن هنالك فئة من المجتمع الذي يخلط بين الحشوات, واليوم سنطرح الفرق بين حشوات الأسنان بالمجمل, وسنتعرف عن الفروق والحاجة لكل نوع على حِدا, من حشوة الضرس التجميلية, حشوة الضرس الفضية, حشوة العصب. بداية يجب أن نعلم مما يتكون الضرس أو ماهي طبقات الضرس إن صح التعبير عن السؤال ؟ الضرس عبارة عن ثلاث طبقات, الطبقة الأولى وهي الطبقة الخارجية, وهي التي تُسمى بطبقة المينا, وتتميز هذه الطبقة بعدم نقلها للإحساس وهي رقيقة, وهذا ما يجعل التسوس ينخر فيها دون أدنى شعور من قبل الفرد, والطبقة الثانية هي الطبقة الوسطى والتي تُسمى بطبقة العاج وهذه الطبقة حينما يصلها التسوس يبدأ الشعور بالألم عند أكل أي من أنواع الحلويات, وذلك لأنها طبقة حساسة, تعمل على توصيل الشعور من البيئة الخارجية الفموية إلى أعمق طبقة وهي الطبقة الثالثة وهي العصب بذاته, لذلك يشعر الفرد بالألم, ولكن خفيف و سريع ما يبدأ وسريع ما ينتهي, الطبقة الاخيرة وهي العصب بذاته أي أنه مركز الإحساس كله للضرس, حيث أن كل ضرس أو سن يحتوي على هذه الطبقات, و جديراً بالمعرفة أن الإحساس يأتي من العصب فقط ولا ينتقل غير للطبقة الوسطى أما الطبقة الخارجية لا يصل لها الإحساس إلا في بعض الحالات (الأسنان الحساسة). وبعد معرفة طبقات الضرس, نتطرق الآن للحشوات, وما يناسب كل طبقة من الضرس. أولاً: الحشوة التجميلية: هذه الحشوة توضع عند تآكل الطبقة الخارجية والوسطى من قبل التسوس أو عندما يحدث كسر يشمل الطبقة الخارجية أو الطبقتين الخارجية والوسطى, وهذه الحشوة سُميت بالتجميلية وفقاً لجماليتها, فيمكن استخدامها في الأسنان الأمامية أو الخلفية فعند استخدامها بالطريقة الصحيحة يصعب التفرقة بينها وبين بنية السن الأساسية, ولذلك سُميت بالتجميلية, ويمكن في بعض الحالات تستخدم كبديل مباشر للقشور الخزفية. ثانياً: الحشوة البلاتين (الحشوة الفضية): هذه الحشوة هي عبارة عن معدن, لا يمكن استخدامها غير في حالات محددة, وندر استخدامها في العصر الحالي, لشدة التركيز على الجانب الجمالي, فهي تصنف سيئة جمالياً, فلذلك لا تستخدم غير في الضروس الخلفية ولا يمكن استخدامها للأسنان الأمامية لانعدام جماليتها, لكنها تتميز عن الحشوة التجميلية بطول عمرها الإفتراضي, وقلة اعادة التسوس باستخدامها؛ لذلك نلاحظ أن الفئة العمرية التي يتم استخدام معها الحشوة المعدنية, هي الفئة الأكثر عُرضة للتسوس وهي مرحلة تبديل الأسنان اللبنية بالدائمة, فيكون الطفل اقل وعيا للاهتمام في نظافة الأسنان ونسبة التسوس أعلى, أو مع فئة الناس الذي يعانون من سرعة التسوس بغض النظر سبب ذلك لكن لتميزها بقلة اعادة التسوس وصلابتها. ثالثاً : حشوة العصب: وهذه الفئة من الحشوات هي الأهم في مقالنا هذا؛ وذلك لأن لدينا فئة من المجتمع ليست بالقليلة, تجهل مفهوم حشوة العصب, وهذا المقال كُتب لتوضيح الفرق بين حشوة العصب وحشوة الضرس أيّاً كانت جمالية أو بلاتينية, وسأحاول جاهدة لتقريب مفهوم حشوة العصب لاستيعاب كل فرد بالمجتمع بغض النظر عن مستواه العلمي. الضرس بطبيعته مكتملاً ليس بحاجة لأي حشوة تُضاف عليه كطبقة اضافية, وهذا الشيء يمكن أن يسبب ضخامة في حجم الضرس, لذلك يجب ازالة طبقة من الضرس وغالبا تكون هذه الطبقة منعدمة بالتسوس أو حدث لها أي كسور او تشوهات, أدت لحاجة اضافة طبقة من الحشوة تعوض الطبقة التالفة. وهذه الحالة تماماً مع العصب أيضاً, فالعصب طبقة من طبقات الضرس, ولكنها الأعمق, وهي طبقة لينة, وفي بعض الحالات نلجأ لما يسمى بإزالة العصب, لعدة أسباب سنتطرق لها في مقال آخر, ولكن هنا يجب توضيح أن كل ما يتم ازالته يجب التعويض عنه ولا يمكن تركه فارغا بدون تعويض, فعند إزالة العصب, هنالك ما يسمى بحشوة العصب, وهي حشوة من نوع شمعي يتم ملئ مكان العصب بها, وغالبا تتم عملية سحب العصب في جلسة وجلسة اخرى يتم فيها عمل حشوة العصب وجلسة أخيرة يتم عمل حشوة الضرس الخارجية, يمكن أن تقتصر على جلسة ويمكن أن تطول الجلسات وذلك تبعا لحالة الضرس, و انتظام المريض. الجدير بالذكر أي سن/ ضرس يتم عمل له حشوة عصب يجب عمل تركيبة أو ما يسمى بالتاج أو التلبيسة له, بعد فترة ما يقارب اربع الى ستة أشهر, وذلك لأن العصب هو تغذية الضرس وهذه التغذية يتم قطعها في جلسة ازالة العصب, ويصبح بذلك الضرس بلا تغذية, أي مع مرور الزمن يبدأ جسم الضرس بالضعف, ويصبح هشاً, ويمكن لأي نوع من المأكولات أن تسبب بكسر الضرس بأقل قوة, وذلك لهشاشة الضرس, كما هو الحال للنباتات عند نزعها من مصدر تغذيتها الشجرة, تبدأ بالذبول ومن ثم تبدأ بالجفاف, ويمكن أن تتأثر بأي عامل خارجي بسهولة, لذلك يجب العناية بالضرس/السن بعد نزع العصب بعمل التلبيسة للحماية من الكسر أو خسارة الضرس/السن في وقت أقل من العمر المفترض. و في الصورة المرفقة في المقال يتم توضيح الفرق بين أ/ حشوة البلاتين الفضية وَ ب/ الحشوة التجميلية التي اذا تم عملها بطريقة صحيحة لا يمكن تفرقتها عن بنية الضرس الطبيعية كما هو موضح بالصورة, وَ ج/ حشوة العصب وهي الحشوة الشمعية, التي تظهر عادة باللون البرتقالي, وفي هذه الصورة يتم توضيح الوضع التشريحي الداخلي للسن عند وضع حشوة الشمع حشوة العصب في قناة العصب.
مشاركة :