شتاينماير لـ {الشرق الأوسط}: السعودية تستحق التقدير لاستضافة المعارضة السورية

  • 12/8/2015
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

قال وزير الخارجية الألماني، فرانك فالتر شتاينماير، إن السعودية تستحق التقدير البالغ لتحملها الخطوة العملية الأولى في استضافة المعارضة السورية، من أجل وقف إطلاق النار، والترتيب لعملية سياسية انتقالية، وإن الإرهاب في سوريا لا يمكن القضاء عليه بالوسائل العسكرية فقط، مشيرًا إلى أنه على يقين من أنه لن يكون من مصلحة إيران على المدى الطويل تحقيق المصالح الأمنية الخاصة بها ضد جيرانها العرب وبمعزل عنهم، ولا تغير نظم الأسلحة الجديدة شيئا هنا. وأوضح فرانك فالتر شتاينماير في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط» أن ألمانيا وسعت خلال الأسبوع الماضي مساهمتها العسكرية في مكافحة «داعش»، وذلك بواسطة طائرات استطلاعية وحاملات وقود وسفن وأقمار صناعية، إلا أن الإرهاب لا يمكن القضاء عليه بالوسائل العسكرية فقط، بل يجب في نفس الوقت إيجاد حلول للخروج من الفوضى السياسية التي أتاحت المجال لانتشار «داعش». وقال وزير الخارجية الألماني إنه «تم للمرة الأولى اتفاق في محادثات فيينا بشأن سوريا على صياغة أفق وخريطة طريق في هذا السياق، حتى ولو كان الطريق إلى هناك لا يزال طويلا، وبقي كثير من المسائل العالقة، ويجب مواجهتها الآن خطوة خطوة، وتستحق السعودية تقديرنا البالغ لتحملها المسؤولية عن الخطوة الأولى التي هي خطوة عملية للغاية، وهي استضافة اجتماع المعارضة السورية المعتدلة، الذي سيبدأ غدًا في العاصمة الرياض، بهدف إعداد المفاوضات حول وقف إطلاق نار وعملية سياسية انتقالية». وأشار شتاينماير إلى أن آخر ما تحتاج إليه المنطقة هو صراع جديد بين لاعبين رئيسيين فيها، في تعليقه على الأزمة الروسية التركية أخيرًا، وقال: «بعد ما يقرب من خمس سنوات من الحرب الأهلية في سوريا، نجحنا في هذا الوقت أخيرًا في جمع كل الدول المعنية المهمة حول طاولة المفاوضات من أجل العمل المشترك على خوض عملية سياسية انتقالية وعلى وقف إطلاق نار، فإنني آمل أن نتمكن من تجنب تصعيد آخر». وأضاف: «من الجيد أن وزيري الخارجية التركي ونظيره الروسي اجتمعا على هامش اجتماع منظمة الأمن والتعاون في أوروبا المنعقد في بلغراد الأسبوع الماضي، وأتمنى أن يكون قد انكسر الجمود وأن تتواصل عملية الحوار». وحول الدعم الروسي الإيراني بالصواريخ، أكد وزير الخارجية الألماني أنه على يقين من أنه لن يكون من مصلحة إيران على المدى الطويل تحقيق المصالح الأمنية الخاصة بها ضد جيرانها العرب وبمعزل عنهم، ولا تغير نظم الأسلحة الجديدة شيئا هنا. وأضاف: «لا يمكن تحقيق الاستقرار المستدام في المنطقة إلا إذا أدرك جميع الأطراف في منطقة الخليج أنهم لن يكونوا آمنين على المدى الطويل إلا إذا حققوا الأمن معا، وإذا تمكنا من الوصول إلى تقدم ملموس خلال محادثات فيينا بشأن سوريا وخلال محادثات جنيف بشأن اليمن، فيمكن أن تكون ذلك أيضًا خطوة نحو التغلب على شدة انعدام الثقة المتبادلة». وحول البدء في تنفيذ إيران للاتفاق النووي مع مجموعة «5+1»، قال شتاينماير إنه «لم يبدأ تنفيذ اتفاقات فيينا إلا الآن، وأكد لنا جميع الشركاء في الحوار الذين قابلتهم أثناء زيارتي لطهران أن إيران مصممة على الإيفاء بالتزاماتها، إلا أننا لن نعول على التصريحات، بل على المراقبة الشاملة التي تمارسها الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وإذا أكد المفتشون أن إيران قد أوفت بالتزاماتها شاملة فسيتم رفع العقوبات، أما سرعة التوصل إلى هذه النقطة فذلك يتعلق بتصرف طهران نفسها في نهاية المطاف». وأكد وزير الخارجية الألماني أن «السعودية تواجه تهديدا إرهابيا منذ سنوات طويلة، وأنها بذلت جهودا هائلة لمكافحة الإرهاب ودفعت ثمنا غاليا في هذا السياق، ونحن نعلم أيضًا أن الإرهاب ليس له دين ولا وطن، بل هو يهدد المسلمين والمسيحيين واليهود والذين لا يؤمنون بأي دين، وكذلك يهدد السنة والشيعة والعرب والأوروبيين على حد سواء». وأضاف: «يجب أن يكون من مصلحتنا المشتركة التعاون في مكافحة الإرهاب، ولا يعني ذلك تبادل المعلومات بين الأجهزة الأمنية فحسب، بل أيضًا التبادل المنفتح حول التجارب والخبرات الخاصة بمنع انتشار ظاهرة التطرف خصوصا بين الشباب، ويعني ذلك أيضًا أنه يجب أن نتخذ معا كل الإجراءات لتجفيف تمويل الإرهاب وإغلاق أية ثغرات». وذكر شتاينماير أن ألمانيا والسعودية شريكان منذ سنوات كثيرة، «ويربط بيننا تعاون عميق، ليس فقط في كل من مجالات الاقتصاد والتدريب المهني والتعليم الأكاديمي، بل إنما أيضًا وبشكل خاص الاهتمام المشترك بالاستقرار والسلام في المنطقة. وتحدثت خلال الأشهر الماضية عدة مرات مع نظيري السعودي عادل الجبير عن الأوضاع في اليمن، ونحن متفقان على أن الحل في اليمن لا يمكن أن يكون عسكريا». وأضاف: «إنه أمر جيد أن الحوثيين أيضًا أعلنوا عن استعدادهم لإجراء محادثات سلام بناء على القرار 2219 لمجلس الأمن، وعلينا أن نقوم بكل ما في وسعنا للمساهمة في بدء محادثات الوساطة في جنيف بإشراف إسماعيل ولد شيخ أحمد المبعوث الخاص للأمم المتحدة لدى اليمن، وذلك بلا تأخير آخر، حتى لا يوقع هذا الصراع مزيدا من الضحايا، ولا يمكن أن يكون من مصلحة أي شخص مواصلة انتشار الجماعات الإرهابية مثل (داعش) أو (القاعدة) في البلد».

مشاركة :