ينتمي جيمس بوند إلى عالم الخيال، ولكنه يلهب مشاعر الكثيرين للقيام برحلات ونشاطات مشابهة لما يقوم به في أفلامه. وفي فيلم جيمس بوند الأخير «سبكتر» سافر العميل البريطاني إلى دول متعددة منها إيطاليا والمكسيك والمغرب والنمسا وكلها بلاد ساحرة. ولكن السفر إليها لن يتضمن بعض الإثارة ولا جزءا من النشاطات التي قام بها بوند في هذه الدول في فيلمه الأخير، فالشرطة الإيطالية مثلا لن تسمح لأي سائح أن يقود سيارته بهذا الجنون كما يفعل بوند. ومن هنا، جاءت فكرة توفير نشاطات بوند للسياح في الدول التي يمكن القيام فيها بهذه النشاطات، وهي فكرة تقدمها بعض وكالات السياحة وتلقى إقبالا كبيرا من جمهور السياح الذين يبحثون دوما عن الإثارة والجديد. من بين النشاطات التي قام بها بوند ويمكن تقليدها عمليا قيادة سيارة على الجليد، والغوص في غواصة، وركوب زورق سريع على نهر التيمز يمر بمقر المخابرات البريطاني، وركوب طائرة عسكرية أو طائرة هليكوبتر، والتزلج من على مرتفعات جليدية. وكل هذه الأنشطة متاحة لمن يريد القيام بها وكل ما على السائح أن يفعله هو أن يتوجه إلى المكان المناسب. ويمكن الجمع بين بعض هذه النشاطات في رحلة واحدة أو القيام بها جميعا في عدة رحلات. وسوف يتطلب الأمر السفر إلى أنحاء كثيرة من العالم من بينها روسيا وأميركا الجنوبية وأنحاء أوروبا وجزر البحر الكاريبي. وهي رحلات سوف توفر في مجموعها ذكريات لا تنسى لنشاطات لا يقوم بها أي سائح آخر. وهذه هي بعض النشاطات التي تقدمها شركات السياحة لمن يبغي مغامرات غير عادية: > القيادة على الجليد: صنعت شركة أستون مارتن سيارة خاصة بهذا الفيلم أطلقت عليها اسم «دي بي 10» وعرضتها في معرض دبي للسيارات مؤخرا، وقالت إنها سوف تبيعها بالمزاد فيما بعد لأغراض خيرية، ولكنها في الواقع صنعت عشر سيارات من هذا النوع تحسبا لتحطم أو غرق بعضها أثناء التصوير، ولكن السيارات العشر أكملت الفيلم بسلام. وتقدم شركة اسمها «كريستيد بيوت» في ولاية كولورادو الأميركية تجربة القيادة على الجليد خلال شهر فبراير (شباط) 2016. وتأتي التجربة عبر ثلاثة أيام ويتم استخدام سيارات أستون مارتن كافة، ومنها دي بي 9 ورابيد وفانكويش، وهي تجربة مشابهة لأحداث فيلم سابق لبوند هو «الموت في يوم آخر» على سطح بحيرة مجمدة. وفي الليل، يتم الاستمتاع بوجبات العشاء في مناخ المزارع الأميركية التقليدية في ظل جبال «روكيز» وتبدأ الأسعار من نحو ألفي دولار لليوم الواحد. > الغوص في الباهاما أو جزر فيجي: في جزر الباهاما يوجد مركز غوص اسمه «ستيوارت كوف» يوفر لزواره فرصة الغوص في غواصة فردية تبحر بسرعة مستقرة تبلغ عقدتين وتغوص إلى عمق سبعة أمتار تحت الماء. وهي توفر فرصة مشاهد خلابة للشعاب المرجانية في المنطقة وتعد رخيصة نسبيا بنحو 150 دولارا في الساعة. أما لمن يريد المزيد من الإثارة بميزانية أعلى فعليه التوجه إلى جزيرة لوكالا ضمن مجموعة جزر فيجي، حيث تقدم شركة «إكسترا إنتل» فرصة الغوص في غواصة كبيرة اسمها «ديب فلايت» تكلفتها نحو 1.5 مليون دولار. وتتيح الغواصة فرصة الانطلاق السريع تحت الماء ومشاهدة أسماك القرش بأنواعها. وكانت الشركة قد صنعت غواصة مماثلة استخدمت في فيلم سابق من أفلام بوند اسمه «من أجل عينيك فقط». وتأتي التجربة ضمن رحلة إلى جزر فيجي توفرها شركات سياحية وتتكلف نحو ألفي دولار في الليلة الواحدة. > الانطلاق السريع في نهر التيمز: وتقدمه شركة «دبلومات كروز» التي تملك الزورق الفعلي الذي استخدم في فيلم جيمس بوند «العالم لا يكفي» وهو من طراز «صن سيكر سوير هوك». وفي الفيلم انطلق الزورق بسرعة صاروخية في مطاردة زورق آخر على نهر التيمز مرورا أمام مبنى المخابرات البريطانية المطل على النهر. وتوفر الشركة فرصة استئجار اليخت بطاقمه لمدة ساعتين للاستخدام الخاص بتكلفة 1500 دولار، أو خوض تجربة جيمس بوند لستة أفراد تتخللها بعض النشاطات والضيافة وهي أيضا لمدة ساعتين ولكنها أغلى ثمنا بما يوازي 2200 دولار (1500 إسترليني) للرحلة. وتبدأ الرحلة من حي تشيلسي غرب لندن وحتى حاجز النهر في أقصى شرق العاصمة. > القفز من على تلال الجليد: وهو من أشهر النشاطات التي قام بها جيمس بوند في فيلم «الجاسوس الذي أحبني» وفيها قفز من على تل الجليد طائرا بواسطة مظلة مربوطة في ظهره. ولمن يجيدون التزلج على الجليد ويريدون إضافة هذه الخبرة إلى مواهبهم يمكنهم الذهاب إلى فرنسا خلال فصل الشتاء حيث منتجع «ليزارك» قرب جبال الألب الذي يمكن فيه تعلم رياضة القفز من على تلال الجليد في دورة تستغرق نصف يوم، أو تلقي تعليم خاص لتحسين الأداء الفردي خلال يوم كامل. ويقوم بالمهمة معلمان لهما خبرة سنوات طويلة. وتبدأ أسعار الدورات من مائة دولار إلى مائتي دولار لدورة التدريب الخاص. وتبدأ هذه الدورات بداية من شهر ديسمبر (كانون الأول) من كل عام. > قيادة طائرة عسكرية في روسيا: من المهارات التي قدمها جيمس بوند في فيلم سابق له هو «كوانتوم أوف سولاس» قيادة طائرة عسكرية. ويمكن للمغامر القيام بهذه المهمة وقيادة طائرة حربية روسية من طراز ميغ 29 الأسرع من الصوت التي يمكنها أن تطير على ارتفاعات شاهقة تلامس سقف الغلاف الجوي. الرحلة تستغرق 45 دقيقة يتم خلالها اختراق حاجز الصوت والقيام بعدة مناورات شاقة ويتسلم الزائر خلالها قيادة الطائرة لفترة من الزمن. ولكنها مغامرة باهظة تتكلف نحو 15 ألف دولار في الرحلة الواحدة وتقدمها شركة «ميغ فلوغ دوت كوم». وإذا كان المغامر يريد رحلة أرخص وأقل إثارة فعليه بشركة «فلاي فايتر جيت دوت كوم» التي توفر له طائرة من طراز «هانتر هوكر» تطير فوق جبال الألب السويسرية لمدة 25 دقيقة أو في رحلات أطول لمدة 45 دقيقة مع إمكانية القيادة الفردية للطائرة. ولا تزيد تكلفة هذه المغامرة عن ثلث تكلفة قيادة الطائرة ميغ الروسية. > الطيران بطائرة هليكوبتر عسكرية: وهي مغامرة قام بها جيمس بوند في فيلمه الأخير ويمكن تقليدها في جنوب أفريقيا التي تقدم تجربة القيام بمهمة عسكرية في طائرة هليكوبتر تماثل تلك التي كانت مستخدمة في حرب فيتنام. وتقلع الطائرة في رحلة تستغرق نصف ساعة تمثل مهمة عسكرية ويشترك في الطيران ثمانية أفراد تطير بهم الطائرة على مرتفعات منخفضة وتقوم بمناورات صعبة تشمل الصعود المفاجئ والالتفاف. وتتم كل هذه المغامرات بينما أبواب الطائرة مفتوحة من الجانبين. ويذهب البعض إلى هذه الرحلات في ملابس أنيقة تماثل ما يرتديه بوند في مغامراته. تكلفة هذه الرحلة لا تزيد على 250 دولارا للفرد الواحد. > تعلم فنون التجسس: لمن لا يريد القفز على الجليد ولا ركوب الطائرات والغواصات ويبغي فقط تعلم أصول المهنة لكي يصبح مثل جيمس بوند، هناك شركة بريطانية اسمها «سباي غيمز» توفر أكثر من بديل. البديل الأول والأرخص هو دورة تدريب لمدة ست ساعات في مركز الشركة الرئيسي في مدينة ميلتون كينز يتعلم فيها المتدرب كيفية استخدام الأسلحة النارية، وهي أسلحة صوت مثل تلك التي تستخدم سينمائيا. وهناك أيضا تدريبات على القنص والنزال من دون أسلحة وتخطي خيوط أشعة ليزر في غرفة مظلمة. أما من يريد أن يعيش التجربة بكل أبعادها فيمكنه الالتحاق بدورة تستمر لمدة شهرين يقوم خلالهما بمهام متعددة أثناء حياته العادية منها مهام مراقبة واستطلاع وتجنيد. وتنتهي هذه الدورة بقضاء ليلة تتخللها مفاجآت في فندق أوروبي استخدم في أحد أفلام جيمس بوند. التدريب السريع لمدة نصف يوم يتكلف نحو المائتي دولار بينما الدورة المكثفة لمدة شهرين لا تقل تكلفتها عن 11 ألف دولار. وهناك الكثير من المنشآت السياحية البريطانية التي تستغل فرصة شغف العامة بشخصية جيمس بوند لكي تسوق خدماتها بربطها بشخصية الممثل أو أماكن التمثيل. من هذه النماذج شركة سياحية اسمها «إنغلش كوتيجيز» تقدم رحلات سياحية في مواقعها القريبة من مواقع تصوير أفلام بوند ومن بينها قصر «وودسايد هاوس» الذي جرى تمثيل فيلم «غولد فنغر» فيه. وفي الواقع تبعد مواقع الشركة السياحية عن القصر بنحو نصف ساعة من القيادة. بعد جولة تسوق في حي نايتسبردج يمكن «تذوق الحياة بأسلوب بوند» وتناول الشاي مع بعض الفطائر والكافيار في فندق جميرة كارلتون تاور في الحي الغربي في لندن بثمن يعادل 90 دولارا للفرد الواحد. ويضيف فندق في إدنبره باسكوتلندا حلويات الفراولة بالشوكولاتة لوجبة الشاي المرتبطة باسم بوند ويحسبها بسعر يعادل 165 دولارا للفرد الواحد. وفي معرض متحف الشمع «مدام توسو» يشمل العرض أربع شخصيات لممثلين أدوا دور جيمس بوند. ويقدم فندق «لاندمارك» خدمة تفصيل أحذية عند شركة «كروكيت أند جونز» التي يستخدمها بوند. ويدفع العميل 3900 دولار (2600 إسترليني) ويتسلم الحذاء بعد ذلك بثمانية أسابيع. هناك أيضا باص برمائي استغل الفرصة لسياحة من نوع آخر يأخذ فيها السياح من وسط لندن ثم يهبط بهم إلى النهر أمام مبنى المخابرات وهو يصدح بنغمات فيلم بوند. وأخيرا هناك فندق في وسط العاصمة يقدم «تجربة بوند»، وعندما جرى الاستفسار عن هذه التجربة قال أحد العاملين فيه إن الغرفة التي ينزل فيها العميل فيها صور بوند ومشاهد من بعض أفلامه.
مشاركة :