نظمت مؤسسة التنمية الأسرية ورشة تحت عنوان «سحر المواساة والتعاطف»، ضمن برنامج تعزيز جودة حياة الأسرة، والتي تتمثل محاورها في ماهية الجرح العاطفي والمواساة، واستراتيجيات المواساة والاعتذار الفاعل، بالإضافة إلى لغات الاعتذار الفاعل. وذكرت أمل عزام الخبير الاجتماعي ومقدمة برنامج «تعزيز جودة حياة الأسرة» في مؤسسة التنمية الأسرية خلال الجلسات والورش التدريبية، أن التعاطف الذاتي يأتي في مقدمة المهارات التي يجب أن يتحلى بها الفرد ويمارسها في حياته، وذلك من خلال مراقبة النفس في الأوقات التي يشعر بها الفرد بالتحدي أو الصراع العاطفي، والحرص على تغيير الحديث الذاتي إذا كان فيه نوعٌ من السلبية التي تؤثر على نفسية الشخص، من خلال ملاحظة طريقة حديثه مع نفسه، وإعادة صياغة عباراته الذاتية الناقدة بطريقة أكثر إيجابية ودفئاً عاطفياً، ليكون قادراً على التركيز، بالإضافة إلى الحرص على الاهتمام بالنفس ورعايتها. وتطرقت عزام إلى سبل وطرق المواساة الفاعلة، والتي تكون من خلال إبداء الاهتمام بالشخص الذي تعرض لأي حدثٍ مؤلم أو تظهر عليه ملامح الحزن، وقراءة مشاعر الآخرين من خلال تصرفاتهم أو تعابير الوجه وإشعارهم بذلك، مع الحرص قدر الإمكان على تمييز المشاعر المؤلمة التي يشعر بها الشخص، والتركيز على تفهم واحترام مشاعر الآخرين وعدم إدانتها أو الاعتراض عليها، وأن يكون الفرد واضحاً ومباشراً من خلال العبارات أو الأفعال والاستماع التفاعلي وإبداء الاستعداد لتقديم الدعم والوقوف بجانب الطرف الآخر وفقاً لاحتياجاته». وأشارت خلال ورشة «سحر المواساة والتعاطف» إلى أن الاعتذار والتعبير عن الندم يعبر عما يصدر من الشخص من سلوكيات تسببت في إيذاء الآخرين، والاعتذار البسيط ولو بكلمة يكون له أثرٌ فاعلٌ على الفرد، بالإضافة إلى التعبير عن الحب وإبداء الرغبة الصادقة في طلب الصفح من الآخر. وأكدت عزام أن «تعزيز جودة حياة الأسرة» يعد برنامجاً تدريبياً تفاعلياً تطبيقياً يعتمد على التعلم الاجتماعي العاطفي والتدريب بالمشاركة، لإكساب جميع أفراد الأسرة من سن 19 سنة فما فوق المهارات اللازمة وتطبيقها من خلال الأدوات المستخدمة منها: (المحاكاة الاجتماعية، النمذجة، لعب الأدوار، السيناريوهات، الأنشطة التطبيقية خلال الحياة اليومية، التسجيلات الصوتية). فعاليات تستمر فعاليات وورش برنامج «تعزيز جودة حياة الأسرة» طيلة العام، انطلاقاً من حرص مؤسسة التنمية الأسرية على تعزيز جودة ترابط العلاقات الإيجابية على مستوى الأسرة، لبناء مجتمع متوازن ينعم أفراده بالسعادة، وتحسين نمط حياة الفرد الاجتماعي، بالإضافة إلى تحفيز كافة أفراد الأسرة والمجتمع على تبني قيم التفكير الإيجابية وقيم السعادة كأسلوب حياة.
مشاركة :