عثر مزارع على تمثال حجري في قطاع غزة لإلهة الجمال والحب والحرب لدى الكنعانيين. ويقول علماء آثار فلسطينيون إن رأس الإلهة الكنعانية “عنات” يعود إلى 4500 عام، في أواخر العصر البرونزي. وعثر المزارع نضال أبوعيد على القطعة الأثرية خلال الحفر في أرضه في خان يونس جنوبي قطاع غزّة. ويذكّر اكتشاف التمثال المصنوع من الحجر الكلسي بأنّ القطاع، وهو جزء من طريق تجاري مهم للحضارات القديمة المتعاقبة، كان في الأصل مستوطنة كنعانية. وتُظهر المنحوتة التي يبلغ ارتفاعها 22 سم وجه الإلهة وهي ترتدي تاجا. وقال المزارع أبوعيد لموقع بي.بي.سي عربي “عثرنا عليه بالصدفة. كان مغطى بالوحل، وغسلناه بالماء”. وتحدث لبي.بي.سي قائلا “أدركنا أنه شيء ثمين، لكننا لم نكن نعلم أن له قيمة أثرية كبيرة”. تمثال "عنات" يعرض في قصر الباشا، ذلك البناء التاريخي الذي يستخدم كواحد من متاحف غزة القليلة وأضاف “نحمد الله ونفخر به، لأنه بقي في أرضنا، في فلسطين منذ العصر الكنعاني”. ويعرض تمثال “عنات” في قصر الباشا، ذلك البناء التاريخي الذي يستخدم كواحد من متاحف غزة القليلة. وأزاح مدير عام الثقافة والتراث في وزارة السياحة التابعة لحكومة حماس جمال أبوريدة الستار عن القطعة الأثرية في مؤتمر صحافي الثلاثاء، وقال إن التمثال كان “مقاوما للزمن”، وقد فُحص بعناية من قبل الخبراء. وأضاف أبوريدة “مثل هذه الاكتشافات تثبت أن لفلسطين حضارة وتاريخا، ولا يمكن لأحد أن ينكر أو يزيّف هذا التاريخ”. وتابع “هذا هو الشعب الفلسطيني وحضارته الكنعانية القديمة”. ولم تكن جميع الاكتشافات الأثرية في غزة موضع تقدير كبير. فقد سبق أن اتُهمت حركة حماس بتدمير بقايا بلدة كنعانية كبيرة محصنة، تل السكن، لإفساح المجال أمام تشييد مبان سكنية وقواعد عسكرية جنوب مدينة غزة المكتظة بالسكان. وكان صياد قد اكتشف تمثالا برونزيا قديما بحجم رجل للإله اليوناني أبولو عام 2013، لكنه اختفى لاحقا في ظروف غامضة. ومع ذلك، أعادت حماس هذا العام فتح أطلال كنيسة بيزنطية من القرن الخامس، بعد أن ساعد مانحون أجانب في دفع تكاليف مشروع ترميم دام سنوات. كما توقفت أعمال بناء في شمال غزة، بعد العثور على 31 قبرا من العصر الروماني في المنطقة.
مشاركة :