كتب فاضل منسي: تحت الرعاية السامية من لدن حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المفدى، نظم الاتحاد العام لنقابات عمال البحرين الاحتفال بيوم العمال العالمي، مساء أمس، لتكريم 242 عاملا تم ترشيحهم من الوزارات والهيئات والمؤسسات العاملة في المملكة. وألقى وزير العمل والتنمية الاجتماعية جميل حميدان كلمة بمناسبة يوم العمال العالمي: يشرفني أن أنقل إليكم وإلى جميع عمال البحرين تحيات وتقدير المقام السامي لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، راعي حفلنا والداعم الأول لعمال البحرين، معرباً لكم عن خالص أمنيات وتهاني جلالته بمناسبة الأول من مايو، يوم العمال العالمي، كما يشرفني أن أنقل إلى عمال البحرين تهاني وتقدير واعتزاز صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، بعطائهم المستمر في تحقيق التنمية الشاملة في مملكتنا الحبيبة. ولا يفوتني في هذه المناسبة أن أتقدم بخالص الشكر والتقدير للإخوة رئيس وأعضاء الأمانة العامة للاتحاد العام لنقابات عمال البحرين على إقامة هذا الحفل المميز وعلى تعاونهم المثمر، كما أجدد التهنئة إلى رئيس وأعضاء غرفة تجارة وصناعة البحرين، بمناسبة حصولهم على ثقة أصحاب العمل وبالنجاح اللافت لانتخابات مجلس الإدارة الذي عقد مؤخراً، متمنياً لهم مزيداً من النجاح والتوفيق. كما لا يفوتني في هذا اليوم أن أوجه التحية والتقدير إلى جميع العمال المخلصين، وممثليهم في النقابات والاتحادات العمالية، الذين سطروا صفحات جديدة من التميز في البذل والعطاء خلال ما شهدته البلاد والعالم من ظروف تفشي وباء كورونا (كوفيد-19)، لنحتفي اليوم معهم وبهم بتجاوز البلاد مرحلة صعبة بإذن الله، بفضل جهود وإخلاص وتكاتف جميع المخلصين لهذه الأرض الطيبة. حضرات الأخوات والإخوة، يأتي احتفالنا لهذا العام في وقت يشهد فيه سوق العمل تحولاً مهماً إثر انحسار جائحة كورونا (كوفيد-19) وإطلاق الحكومة الموقرة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، حفظه الله، مرحلة التعافي الاقتصادي، التي رسمت ملامح النهوض من خلال خمس استراتيجيات تستهدف القطاعات الحيوية لتحقيق تنمية اقتصادية شاملة الأبعاد، يرافقها تطوير للخدمات الحكومية، وتنفيذ للمشاريع التنموية، وتخطيط لاستقطاب المزيد من رؤوس الأموال والاستثمارات، ما سيكون له الأثر الإيجابي على سوق العمل، ودفعه نحو المزيد من النمو والتماسك والاستقرار وخلق فرص العمل النوعية للمواطنين. لقد تصدرت أولويات خطة التعافي الاقتصادي خلق فرص عمل واعدة وجعل المواطن الخيار الأول في سوق العمل، مع هدف توظيف 20 ألفا وتدريب 10 آلاف بحريني سنوياً حتى عام 2026، وقد بدأت وزارة العمل والتنمية الاجتماعية في تنفيذ هذه الخطة فعلياً بالتعاون مع شركائنا أصحاب الأعمال، وتم خلال الأشهر الثلاثة الأولى من هذا العام تحقيق نمو في معدلات التوظيف بنسبة 32%، حيث تم توظيف 7.740 بحرينياً في القطاع الخاص في الربع الأول من هذا العام، مقارنة بعدد 5.856 في الربع الأول من العام الماضي، كما شهد الربع الأول من العام الحالي تدريب نحو 3.722 باحثاً عن عمل، مرتفعاً بنسبة 36% عن ذات الفترة من العام الماضي، والذي يعكس التحسن الملحوظ في مؤشرات الاقتصاد الوطني، التي بدأت تصب في صالح تسريع وتيرة توظيف المواطنين وإدماج الأيدي العاملة الوطنية بالقطاع الخاص في وظائف نوعية وجاذبة. كما شهد الربع الأول من عام 2022 زيادة مطردة في توظيف الجامعيين، حيث تم توظيف 2.281 جامعياً، بارتفاع نسبته 32% مقارنة بأعداد الجامعيين المتوظفين في العام الماضي، ونتطلع إلى استمرار الجهود والتعاون المثمر مع أصحاب الأعمال خلال الفترة القادمة بما يصب في صالح توظيف وتطوير العمالة الوطنية. الأخوات والإخوة الكرام.. لقد عملت مملكة البحرين طوال السنوات الماضية على تأهيل وتدريب المواطنين وتزويدهم بكافة المهارات اللازمة وبما يتواكب مع متطلبات واحتياجات سوق العمل، وقد تم تحقيق العديد من النجاحات في مجال توفير الأيدي العاملة الوطنية المؤهلة لأصحاب العمل، من خلال تطوير الأنظمة الإلكترونية والربط بين الجهات ذات العلاقة لتسريع وتيرة التوظيف والتدريب، وذلك بالتعاون مع صندوق العمل (تمكين) ومؤسسات التعليم والتدريب التي شاركت في تطوير مناهج التدريب الاحترافي لتكون متوائمة مع احتياجات سوق العمل على مدى السنوات القادمة، حيث أتى هذا التعاون المثمر في ظل الاهتمام المتزايد من الحكومة الموقرة في تطوير منظومة التعليم والتدريب لتكون ملبية لاحتياجات السوق، مثمناً في هذا السياق مبادرات المجلس الأعلى لتطوير التعليم والتدريب برئاسة سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة نائب رئيس مجلس الوزراء، وما تم تحقيقه من طفرة نوعية في مجالات التعليم والتدريب، ما أوجد قاعدة من الكفاءات الوطنية تسهم في المسيرة التنموية الشاملة في بلدنا العزيز. بعد ذلك ألقى الاتحاد العام لنقابات عمال البحرين كلمته بمناسبة يوم العمال والتي أكدوا فيها سعادتهم بعودة الحفل بَعْد اِنقِطاع دام سنتيْنِ بِسَبب جَائِحة كُرُونَا ومَا فرضتْه مِن مَحاذِير واحْترازات. وأضاف: فِي هذَا الحفْل اَلكرِيم اِسْمحوا لِي بِداية أن نَشكُر رَاعِي الحفْل جَلالَة اَلمَلِك حمد بْن عِيسى آل خَلِيفَة، وَكذَلِك نُحيِّي مُمثِّل رَاعِي الحفْل سَعادَة الأسْتاذ جميل بْن مُحمَّد عَلِي حميدَان وزير العمل والتَّنْمية الاجْتماعيَّة كمَا نُحيِّي سَعادَة السَّيِّد سمير ناس رئيس غُرفَة تجارة وصناعة البحْرين ونجدِّد التَّهْنئة لَه وَلجمِيع الأعْضاء الفائزين لِلدَّوْرة 30 بِمجْلس إِدارة غُرفَة تِجارة وصناعة البحْرين، كمَا نُرحِّب بِجميع مُمَثلِي الشَّركات والْمؤسَّسات الاقْتصاديَّة والاجْتماعيَّة ورؤسَاء النِّقابات والنِّقابيِّين والْمكرَّمين والضُّيوف الكرَام. اليوْم يُكْمِل اِتِّحادنَا عقْديْنِ مِن النِّضَال لِلدِّفَاع عن حُقُوق اَلعُمال، عقْديْنِ مِن العمل الدَّؤوب والْمتواصل من دُون اِنقِطاع حَتَّى فِي أَحلَك الظُّروف، وَآخرِها جَائِحة كُرُونَا، فقد أَقَام اِتِّحادنَا مُؤتمَره اَلْعام الرَّابع فِي 4 - 5 مَارِس 2020م، وتمَّ اِنتِخاب أَمانَة عَامَّة جَدِيدَة تَحْت شِعَار الاتِّحاد اَلْعام لِنقابات عُمال البحْرين اَلقدِيم اَلجدِيد «حُرٍّ دِيمقْراطيٍّ مُسْتَقِل مُوحَّد». ونُؤكِّد أَننَا فِي الاتِّحاد اَلْعام لِنقابات عُمَّال البحْرين مُؤْمنون بِالْعَمل كشركَاء مع الجانب الحكوميِّ وأصْحَاب العمل، لِذَا نَحْن نَدعُو إِلى إِعادة العمل بِبرْنامج العمل اللَّائق وَإلَى عَودَة أَفضلِية تَوظِيف البحْرينيِّ اَلمُؤهل والطُّموح. كَذلِك نَحْن مع المحافظة على مُكْتسبات المتقاعدين وَعدَم المسَاس بِحقوقهم، ونحْن أيْضًا مع المحافظة على حُقُوق اَلعُمال المواطنين والْمهاجرين وَعدَم التَّهاون مع حالات الاتِّجار بِالْبَشر. كمَا نَدعُو إِلى إِنشَاء مَجلِس اِقْتصاديٍّ اِجْتماعيٍّ لِمراجعة مُستَوَى اَلأُجور، وَلِهذَا كُلّه فَإِننَا نُقيم هذَا الحفْل اَلمُميز وبحضوركم اَلكرِيم تَحْت شِعَار «البحْرينيِّ قَرَار وليْس خِيَارا».
مشاركة :