بوتين يحذر الغرب من «رد صاعق» في كييف

  • 4/29/2022
  • 02:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

حذر الرئيس فلاديمير بوتين، أمس الخميس، من رد صاعق إذا تدخلت الدول الغربية في أوكرانيا، في حين قالت الخارجية الروسية: إن بلادها لم تتلقَ ردًا بعد من كييف على أحدث مقترحاتها بشأن اتفاق سلام محتمل.وطلبت روسيا من الولايات المتحدة الكف عن إرسال أسلحة إلى أوكرانيا، قائلة: إن وصول شحنات أسلحة كبيرة من الغرب يشعل الصراع.وفي كلمة إلى نواب البرلمان في سان بطرسبرج قال بوتين: إن الغرب يريد تقسيم روسيا إلى أجزاء واتهمه بدفع أوكرانيا للدخول في صراع مع موسكو.وذكر في كلمة مصورة نشرتها وسائل إعلام روسية «إذا كان هناك من يعتزم التدخل في الأحداث الجارية من الخارج وخلق تهديدات إستراتيجية لروسيا فهذا غير مقبول بالنسبة لنا. عليهم أن يعلموا أن ردنا سيكون صاعقًا»، وأضاف: «نملك كافة الأدوات لذلك، أشياء لا يمكن لغيرنا التفاخر بامتلاكها الآن، ونحن لن نتفاخر لكننا سنستخدمها إذا تطلب الأمر، وأريد أن يعلم الجميع ذلك».وبدأت الحرب بأوكرانيا في 24 فبراير وحوَّلت مدنًا وبلدات إلى أنقاض وأجبرت أكثر من خمسة ملايين شخص على الفرار إلى الخارج.وردت الدول الغربية بفرض عقوبات على روسيا وبمد أوكرانيا بالسلاح لخوض حرب أثارت مخاوف من نشوب صراع أوسع نطاقا في الغرب.ومن المقرر أن يدلي الرئيس الأمريكي جو بايدن لاحقًا بتصريحات دعمًا «للأوكرانيين الذين يدافعون عن بلدهم وحريتهم في مواجهة الحرب الروسية الوحشية».دعوة تحريضوقالت ماريا زاخاروفا المتحدثة باسم خارجية موسكو: إن الدول الغربية تدعو أوكرانيا علنًا إلى مهاجمة روسيا، مضيفة إن على الغرب أن يأخذ موسكو على محمل الجد عندما تقول إن توجيه ضربات على الأراضي الروسية سيؤدي إلى رد.وأبلغت روسيا عن سلسلة من الانفجارات في جنوب البلاد وحريق في مستودع ذخيرة، الأربعاء، في أحدث حلقة في سلسلة حوادث وصفها مسؤول أوكراني كبير بأنها رد على غزو موسكو.وبينما تواصل روسيا هجومها العسكري في شرق وجنوب أوكرانيا يهدد صراعها الاقتصادي مع الغرب إمدادات الغاز إلى أوروبا ويقوّض الاقتصاد الروسي الذي يواجه أسوأ أزمة منذ سقوط الاتحاد السوفيتي في 1991.وقالت أوكرانيا: إنه يتعيّن على أوروبا وقف اعتمادها على روسيا في التجارة بعدما أوقفت موسكو إمدادات الغاز إلى بلغاريا وبولندا لعدم سداد مستحقات الغاز بالروبل الروسي.وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أمس: «كلما كان إدراك الجميع في أوروبا أنهم لا يستطيعون الاعتماد على روسيا في التجارة سريعًا، كانت إمكانية ضمان استقرار الأسواق الأوروبية أسرع».وتأمل ألمانيا، أكبر مشترٍ للطاقة الروسية، في وقف استيراد النفط الروسي في غضون أيام، لكنها حذرت من أن فرض حظر على الطاقة الروسية أو حصارها سيدفع أكبر اقتصاد أوروبي نحو الكساد.فيما تستضيف فرنسا اجتماعًا لوزراء الطاقة بالاتحاد الأوروبي في 2 مايو، أظهرت بيانات، أمس الخميس، ارتفاع الطلب الأوروبي على الغاز الروسي المار عبر أوكرانيا، وذلك بعد وقف الضخ لبولندا وبلغاريا. مواطن محلي يقف وسط مرآب مدمر بعد غارة عسكرية على «ليمان» (رويترز) عبور الغازونقلت وكالة أنباء «إنترفاكس» الروسية عن سلطات تنظيم عبور الغاز في أوكرانيا أن الطلب على ضخ الغاز الروسي ارتفع الأربعاء من طلبات أولية عند 49.8 مليون متر مكعب إلى 64.8 مليون متر مكعب، وأن الطلبات ليوم الخميس عند 63.4 مليون متر مكعب.وأعلن الاتحاد الأوروبي، أمس الأول، أن بولندا وبلغاريا تحصلان حاليًا على احتياجاتهما من الغاز من الدول المجاورة الأعضاء في الاتحاد.ورغم هذا الارتفاع في الطلب على الغاز المار عبر أوكرانيا، فإنه لا يزال أقل بكثير من إجمالي الالتزامات التعاقدية التي يمكن أن تضخّها جازبروم عبر أوكرانيا والبالغة نحو 109.7 مليون متر مكعب في اليوم.وتواصل روسيا ضخ الغاز إلى دول غربية أخرى رغم رفضها قرار موسكو بتحويل المدفوعات عن إمدادات الغاز للدول «غير الصديقة» للروبل.تجدر الإشارة إلى أن عائدات عبور الغاز الروسي ترفد الميزانية الأوكرانية بالمليارات من اليورو.وعلى الصعيد الميداني، ذكر مساعد لرئيس بلدية ماريوبول المدمرة أن القوات الروسية جددت هجماتها على مصنع آزوفستال للصلب، حيث يتحصن مقاتلون وبعض المدنيين.كما زادت المخاوف من احتمال امتداد الصراع إلى مولدوفا المجاورة، حيث اتهم انفصاليون موالون لروسيا أوكرانيا بشن هجمات هذا الأسبوع على منطقتهم التي تنتشر فيها قوات روسية منذ التسعينيات.كما قال الجيش الأوكراني إن حدة الهجمات التي تشنها روسيا على الجزء الشرقي من أوكرانيا، زادت، الخميس، حيث حذرت الحكومة من وجود تحركات من جانب روسيا والقوات الموالية لها على الحدود مع مولدوفا.وبحسب هيئة الأركان العامة للجيش الأوكراني، فقد زادت القوات الروسية من وتيرة هجماتها في شرق أوكرانيا بشكل كبير. وكتبت على صفحتها على موقع «فيسبوك»: إن موسكو تقوم أيضًا بحشد قوات إضافية بالقرب من مدينة «إيزيوم»، لغرض واضح يتمثل في محاصرة القوات الأوكرانية في الشرق.استقلال المنطقتينومنذ بدء الحرب، تم تركيز جزء كبير من العمليات القتالية في منطقتي لوجانسك ودونيتسك اللتين يسيطر عليهما الانفصاليون الموالون لروسيا في شرق أوكرانيا بصورة جزئية، وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قال قبل شن الحرب بوقت قصير: إنه اعترف باستقلال المنطقتين عن كييف.من جانبه، أعلن حاكم لوجانسك، سيرهي هايداي، الموالي لكييف، على «تليجرام»، أن مدينتي ليسيتشانسك وبوباسنا تشهدان دمارًا خطيرًا، موضحًا أن هناك أربعة أشخاص قتلوا، كما أصيب أربعة آخرون، في الهجمات التي شنتها روسيا في منطقة لوهانسك في اليوم الأخير.وقال هايداي: إن الجيش الروسي قام عشرات المرات بقصف أهداف مدنية، من خلال غارات جوية ومدفعية.وفي الوقت نفسه، تتابع الحكومة الأوكرانية بقلق التطورات في جنوب غرب البلاد بعد ورود تقارير تفيد بوقوع انفجارات في منطقة ترانسنيستريا الانفصالية الموالية لروسيا في مولدوفا.ونقلت وكالة الأنباء الاوكرانية المستقلة عن المستشار الرئاسي، ميخايلو بودولياك، القول في وقت متأخر من يوم أمس الأربعاء: «لطالما اعتبرنا ترانسنيستريا بمثابة جسر يشكّل مخاطر محددة بالنسبة لنا».وتقع المنطقة الانفصالية بالقرب من ميناء أوديسا الأوكراني.من ناحية أخرى، نصح عمدة كييف فيتالي كليتشكو، المواطنين، أمس الخميس، بشدة، بعدم العودة إلى المدينة في الوقت الحالي.في حين قالت وزارة الدفاع الروسية، أمس: إن صواريخها قصفت أربعة أهداف عسكرية أوكرانية خلال الليل ودمرت مخزنين للصواريخ والذخيرة قرب منطقتي بارفينكوف وإيفانيفكا في شرق البلاد.وأضافت إن القوات الروسية أسقطت أيضًا طائرة أوكرانية من طراز سو-24 قرب لوجانسك.

مشاركة :