موسكو - الوكالات: حذرت روسيا الغرب أمس من أنه سيكون هناك رد عسكري قاس على أي هجوم آخر على الأراضي الروسية، متهمة الولايات المتحدة وحلفاءها الأوروبيين الرئيسيين بتحريض أوكرانيا علانية على مهاجمة روسيا. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا للصحفيين في موسكو: «إنهم في الغرب يدعون كييف علانية إلى مهاجمة روسيا بما في ذلك باستخدام أسلحة تسلمتها من دول حلف شمال الأطلسي. لا أنصحكم باختبار صبرنا». وأبلغت روسيا في الأيام الأخيرة بسلسلة من الهجمات شنتها القوات الأوكرانية على مناطق روسية متاخمة لأوكرانيا، وحذرت من أن مثل هذه الهجمات تهدد بتصعيد كبير. ولم تعلن أوكرانيا المسؤولية بشكل مباشر عن تلك الهجمات لكنها قالت ان الحوادث بمثابة دفع للثمن بينما استاءت موسكو من تصريحات بريطانيا العضو في حلف شمال الأطلسي بأن استهداف أوكرانيا بنية تحتية لوجستية للجيش الروسي أمر مشروع. وقالت وزارة الدفاع الروسية يوم الثلاثاء انه إذا استمرت مثل هذه الهجمات فإن موسكو ستستهدف مراكز صنع القرار في أوكرانيا بما في ذلك تلك التي قالت إن مستشارين غربيين يساعدون كييف منها. وقالت زاخاروفا: «يجب على كييف والعواصم الغربية أن تأخذ بيان وزارة الدفاع على محمل الجد بأن تحريض أوكرانيا على ضرب الأراضي الروسية سيؤدي بالتأكيد إلى رد قاس من روسيا». ووصفت زاخاروفا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بأنه دمية في يد الغرب تستخدمه الولايات المتحدة لتهديد روسيا. وقالت: «يتم استغلالك». من جانبه اعتبر الرئيس الأمريكي جو بايدن ان تهديد فلاديمير بوتين باستخدام السلاح النووي هو أمر «غير مسؤول». وتعرّضت كييف لقصف مساء أمس، في أول ضربات من نوعها تستهدف العاصمة الأوكرانية منذ منتصف أبريل الجاري، بحسب مراسلي وكالة فرانس برس. وشاهد مراسلو فرانس برس نيراناً تلتهم طابقاً في أحد مباني العاصمة ونوافذ محطّمة، في حين انتشرت في المكان أعداد كبيرة من عناصر الأمن والإسعاف. من جهته، أكّد فيتالي كليتشكو رئيس بلدية كييف عبر تطبيق تلجرام أنّ «ضربتين» استهدفتا أحد أحياء العاصمة. وذكرت مصادر أوكرانية أن «قصفا روسيا استهدف مصنع أريتيوما للصواريخ في العاصمة كييف». وقالت وزارة الدفاع الروسية أمس إن الجيش أطلق صواريخ على ستة مستودعات أسلحة ووقود في أوكرانيا فدمرها. وأضافت الوزارة أن روسيا قصفت 76 منشأة عسكرية أوكرانية. وأعلنت كييف أمس الإفراج عن 45 أوكرانيا في إطار عملية تبادل جديدة مع روسيا، من دون أن تكشف على عادتها عدد الروس الذين تم تسليمهم لموسكو. وأوضحت أن هؤلاء هم 13 ضابطا و20 جنديا بينهم خمسة جرحى، إضافة إلى 12 مدنيا. إلى جانب ذلك أبلغ الرئيس التركي رجب طيب أردوجان نظيره الروسي فلاديمير بوتين أمس باستعداده «لأخذ زمام المبادرة» لإنهاء الحرب في أوكرانيا، غداة تبادل سجينين بين واشنطن وموسكو في تركيا. وخلال اتصال هاتفي مع بوتين قال أردوجان إنه «مستعد لأخذ زمام المبادرة لإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا والتوسط في طريق السلام»، حسبما أفادت الرئاسة التركية في بيان. وعبر أردوجان عن رغبته في إقامة سلام دائم في المنطقة بأسرع ما يمكن من خلال زيادة الزخم المكتسب خلال محادثات اسطنبول. وأضافت الرئاسة التركية أن بوتين «شكر» أردوجان على تبادل السجينين بين واشنطن وموسكو الذي أعلن يوم الأربعاء و«جرى في تركيا بتنسيق وإشراف» أجهزة الاستخبارات التركية. وجرى تبادل جندي المارينز السابق تريفور ريد الذي حكم عليه بالسجن تسع سنوات في روسيا مع الطيار كونستانتين ياروشينكو الذي كان مسجونًا في الولايات المتحدة منذ عام 2010.
مشاركة :