الطاقة النووية والأزمة البيئية المتجددة

  • 4/29/2022
  • 01:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

تعهدت‭ ‬بعض‭ ‬دول‭ ‬العالم،‭ ‬وبخاصة‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭ ‬بالتخلص‭ ‬من‭ ‬الطاقة‭ ‬النووية‭ ‬كمصدر‭ ‬غير‭ ‬آمن‭ ‬وخطر‭ ‬لتوليد‭ ‬الكهرباء،‭ ‬وبخاصة‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬نزلت‭ ‬على‭ ‬البشرية‭ ‬عدة‭ ‬كوارث‭ ‬عمَّت‭ ‬الكرة‭ ‬الأرضية‭ ‬جمعاء‭ ‬نتيجة‭ ‬للتسرب‭ ‬الإشعاعي‭ ‬من‭ ‬المفاعلات‭ ‬النووية،‭ ‬مثل‭ ‬كارثة‭ ‬احتراق‭ ‬المفاعل‭ ‬النووي‭ ‬في‭ ‬تشرنوبيل‭ ‬في‭ ‬أوكرانيا‭ ‬في‭ ‬26‭ ‬أبريل‭ ‬1986،‭ ‬ثم‭ ‬الطامة‭ ‬الكبرى‭ ‬في‭ ‬فوكوشيما‭ ‬في‭ ‬اليابان‭ ‬11‭ ‬مارس‭ ‬2011‭.‬ ولكن‭ ‬هذه‭ ‬التعهدات‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الدول،‭ ‬مثل‭ ‬فرنسا‭ ‬والولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬لم‭ ‬تدم‭ ‬طويلاً،‭ ‬ولم‭ ‬تصمد‭ ‬أمام‭ ‬التغيرات‭ ‬التي‭ ‬طرأت‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬وعلى‭ ‬سياساتها‭ ‬المتأرجحة‭ ‬وغير‭ ‬المستقرة‭. ‬فهناك‭ ‬عدة‭ ‬عوامل‭ ‬وظروف‭ ‬مستجدة‭ ‬انكشفت‭ ‬فجعلت‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬لا‭ ‬تفي‭ ‬بالتزاماتها‭ ‬وتعهداتها‭ ‬في‭ ‬التخلي‭ ‬عن‭ ‬الطاقة‭ ‬النووية،‭ ‬منها‭ ‬التغير‭ ‬المستمر‭ ‬في‭ ‬حكومات‭ ‬هذه‭ ‬الدول،‭ ‬فلكل‭ ‬حكومة‭ ‬استراتيجياتها‭ ‬وسياساتها‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬أمن‭ ‬ومصادر‭ ‬الطاقة،‭ ‬ومنها‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬مصدر‭ ‬بديل،‭ ‬آمن‭ ‬ومثالي‭ ‬للطاقة‭ ‬النظيفة‭ ‬المتجددة‭ ‬غير‭ ‬الملوث‭ ‬للبيئة،‭ ‬والذي‭ ‬يمكن‭ ‬الاعتماد‭ ‬عليه‭ ‬والوثوق‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬الظروف‭ ‬والأحول‭ ‬والتغيرات‭ ‬المناخية،‭ ‬فلا‭ ‬يوجد‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬مصدر‭ ‬واحد‭ ‬متجدد‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يحل‭ ‬كلياً‭ ‬محل‭ ‬الوقود‭ ‬الأحفوري‭. ‬كذلك‭ ‬ضغط‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬البيئي‭ ‬لمكافحة‭ ‬قضية‭ ‬التغير‭ ‬المناخي‭ ‬العصيبة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تبني‭ ‬واستخدام‭ ‬مصادر‭ ‬للطاقة،‭ ‬مثل‭ ‬الطاقة‭ ‬النووية‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تنبعث‭ ‬عنها‭ ‬الملوثات‭ ‬المتهمة‭ ‬بظاهرة‭ ‬التغير‭ ‬المناخي‭ ‬وسخونة‭ ‬الأرض،‭ ‬وعلى‭ ‬رأسها‭ ‬غاز‭ ‬ثاني‭ ‬أكسيد‭ ‬الكربون‭. ‬فكل‭ ‬هذه‭ ‬العوامل‭ ‬أحدثت‭ ‬ردة‭ ‬جديدة‭ ‬نحو‭ ‬استخدام‭ ‬الطاقة‭ ‬النووية‭ ‬وبناء‭ ‬مفاعلات‭ ‬جديدة‭ ‬حالياً‭ ‬وفي‭ ‬المستقبل‭.‬ ولكن‭ ‬هذا‭ ‬التوجه‭ ‬نحو‭ ‬الطاقة‭ ‬النووية‭ ‬له‭ ‬عواقب‭ ‬وخيمة‭ ‬قديمة‭ ‬ومتجددة،‭ ‬ويحيي‭ ‬في‭ ‬ذاكرتنا‭ ‬أزمة‭ ‬عقيمة‭ ‬لم‭ ‬تحل‭ ‬بعد‭ ‬منذ‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬ثمانين‭ ‬عاماً،‭ ‬ومتعلقة‭ ‬باستخدام‭ ‬هذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬التقنية‭ ‬النووية‭ ‬الانشطارية‭ ‬بشكلٍ‭ ‬عام،‭ ‬سواء‭ ‬لأغراض‭ ‬عسكرية،‭ ‬أو‭ ‬لأغراض‭ ‬سلمية‭ ‬مثل‭ ‬توليد‭ ‬الكهرباء،‭ ‬وهذه‭ ‬الأزمة‭ ‬الخانقة‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬المخلفات‭ ‬المشعة‭ ‬بشكلٍ‭ ‬عام،‭ ‬ومخلفات‭ ‬وقود‭ ‬اليورانيوم‭ ‬المشع‭ ‬المستنفد‭ (‬spent‭ ‬nuclear‭ ‬fuel‭ ‬rods‭) ‬الذي‭ ‬ينجم‭ ‬سنوياً‭ ‬من‭ ‬مفاعلات‭ ‬الطاقة‭ ‬النووية‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تنتهي‭ ‬فاعليته‭ ‬ويفقد‭ ‬جزءاً‭ ‬من‭ ‬نشاطه‭ ‬الإشعاعي‭.‬ فهذه‭ ‬الأزمة‭ ‬الدولية‭ ‬التي‭ ‬تعاني‭ ‬منها‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬تستخدم‭ ‬المفاعلات‭ ‬النووية‭ ‬لإنتاج‭ ‬الطاقة‭ ‬الكهربائية‭ ‬منذ‭ ‬عقود‭ ‬طويلة‭ ‬من‭ ‬الزمن‭ ‬مازالت‭ ‬حاضرة‭ ‬ولا‭ ‬تغيب‭ ‬عن‭ ‬الذاكرة‭ ‬وعن‭ ‬الاهتمام،‭ ‬حتى‭ ‬إنها‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬قضية‭ ‬يتناولها‭ ‬العلماء‭ ‬ورجال‭ ‬السياسية‭ ‬والحكم‭ ‬والمعنيون‭ ‬مباشرة‭ ‬بهذه‭ ‬الأزمة،‭ ‬وإنما‭ ‬بسبب‭ ‬تداعياتها‭ ‬الأمنية‭ ‬على‭ ‬سلامة‭ ‬وصحة‭ ‬وبيئة‭ ‬الشعوب‭ ‬عامة،‭ ‬فقد‭ ‬تحولت‭ ‬إلى‭ ‬قضية‭ ‬رأي‭ ‬عام‭ ‬تتناولها‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬النووية،‭ ‬فهذه‭ ‬المخلفات‭ ‬ما‭ ‬هي‭ ‬إلا‭ ‬قنابل‭ ‬دمار‭ ‬شامل‭ ‬مشعة‭ ‬وموقوتة‭ ‬قد‭ ‬تنفجر‭ ‬في‭ ‬أية‭ ‬لحظة،‭ ‬ولأي‭ ‬سبب‭ ‬كان‭ ‬إذا‭ ‬أُهملت،‭ ‬وتُركت‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬علاجٍ‭ ‬جذري‭ ‬ومستدام‭.‬ فعلى‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬لا‭ ‬الحصر،‭ ‬نُشر‭ ‬مقال‭ ‬في‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬اليابان‭ ‬تايمز‮»‬‭ (‬Japan‭ ‬Times‭) ‬في‭ ‬17‭ ‬أبريل‭ ‬2022‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭ ‬‮«‬أطنان‭ ‬من‭ ‬المخلفات‭ ‬النووية‭ ‬اليابانية‭ ‬قد‭ ‬تُنقل‭ ‬إلى‭ ‬خارج‭ ‬البلاد‮»‬،‭ ‬حيث‭ ‬أفاد‭ ‬المقال‭ ‬بأن‭ ‬اليابان‭ ‬مازالت‭ ‬عاجزة‭ ‬وحائرة‭ ‬في‭ ‬كيفية‭ ‬الإدارة‭ ‬السليمة‭ ‬والمستدامة‭ ‬للمخلفات‭ ‬النووية‭ ‬التي‭ ‬بلغت‭ ‬أحجامها‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬57‭ ‬ألف‭ ‬طن‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬أنواع‭ ‬وأحجام‭ ‬المخلفات‭ ‬المشعة‭ ‬الناجمة‭ ‬من‭ ‬تشغيل‭ ‬المفاعلات‭ ‬النووية،‭ ‬ما‭ ‬اضطرها‭ ‬إلى‭ ‬التفكير‭ ‬في‭ ‬تصديرها‭ ‬إلى‭ ‬خارج‭ ‬اليابان‭.‬ كذلك‭ ‬نشرت‭ ‬وسائل‭ ‬إعلام‭ ‬أمريكية‭ ‬عن‭ ‬معضلة‭ ‬تخزين‭ ‬المخلفات‭ ‬المشعة‭ ‬بالقرب‭ ‬من‭ ‬مناطق‭ ‬الزلازل‭ ‬والمناطق‭ ‬الساحلية،‭ ‬وبالتحديد‭ ‬من‭ ‬‮«‬محطة‭ ‬سان‭ ‬أونفري‭ ‬للتوليد‭ ‬النووي‮»‬‭ (‬San‭ ‬Onofre‭ ‬Nuclear‭ ‬Generating‭ ‬Station‭) ‬الواقعة‭ ‬بالقرب‭ ‬من‭ ‬مدينة‭ (‬Laguna‭ ‬Beach‭) ‬جنوب‭ ‬ولاية‭ ‬كاليفورنيا‭. ‬ففي‭ ‬هذا‭ ‬الموقع‭ ‬هناك‭ ‬نحو‭ ‬1600‭ ‬طن‭ ‬من‭ ‬أعمدة‭ ‬الوقود‭ ‬المستنفد‭ ‬والمخلفات‭ ‬النووية‭ ‬المشعة‭ ‬الأخرى‭ ‬مكدسة‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬1968‭ ‬ومخزنة‭ ‬في‭ ‬براميل‭ ‬معدنية‭ ‬وبراميل‭ ‬من‭ ‬الخرسانة‭ ‬المسلحة،‭ ‬يبلغ‭ ‬مجموعها‭ ‬123‭ ‬برميلاً‭. ‬وهذا‭ ‬الموقع‭ ‬يُعرف‭ ‬بأنه‭ ‬مُعرض‭ ‬لنزول‭ ‬الزلازل،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬ارتفاع‭ ‬مستوى‭ ‬سطح‭ ‬البحر‭ ‬ووقوع‭ ‬السونامي،‭ ‬وهذه‭ ‬التهديدات‭ ‬تترتب‭ ‬عليها‭ ‬عواقب‭ ‬لا‭ ‬تحمد‭ ‬عقباها،‭ ‬ولا‭ ‬يستطيع‭ ‬أن‭ ‬يتكهن‭ ‬أحد‭ ‬بتداعياتها‭ ‬على‭ ‬البشر‭ ‬عامة‭.‬ ففي‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية،‭ ‬حسب‭ ‬تقرير‭ ‬‮«‬هيئة‭ ‬التنظيم‭ ‬النووي‮»‬‭ (‬Nuclear‭ ‬Regulatory‭ ‬Commission‭) ‬المنشور‭ ‬في‭ ‬أكتوبر‭ ‬2021،‭ ‬هناك‭ ‬80‭ ‬موقعاً‭ ‬للقنابل‭ ‬الموقوتة‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬تنفجر‭ ‬في‭ ‬أية‭ ‬لحظة‭ ‬في‭ ‬35‭ ‬ولاية،‭ ‬منها‭ ‬في‭ ‬ولاية‭ ‬كاليفورنيا‭ ‬4‭ ‬مواقع،‭ ‬وإلينوي‭ ‬8،‭ ‬وبنسلفانيا‭ ‬5،‭ ‬فلوريدا‭ ‬3،‭ ‬وميشيجان‭ ‬4،‭ ‬وتكساس‭ ‬4،‭ ‬وولاية‭ ‬نيويورك‭ ‬4‭ ‬مواقع‭.‬ أما‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الدولي،‭ ‬فالتفاصيل‭ ‬موجودة‭ ‬في‭ ‬سلسلة‭ ‬تقارير‭ ‬فنية‭ ‬صادرة‭ ‬من‭ ‬‮«‬الوكالة‭ ‬الدولية‭ ‬للطاقة‭ ‬الذرية‮»‬‭ ‬حول‭ ‬‮«‬الطاقة‭ ‬النووية‮»‬،‭ ‬وبالتحديد‭ ‬التقرير‭ ‬المنشور‭ ‬في‭ ‬يناير‭ ‬2022‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭: ‬‮«‬مبادئ‭ ‬وحالة‭ ‬وأنماط‭ ‬إدارة‭ ‬مخلفات‭ ‬الوقود‭ ‬المشع‭ ‬المستنفد‮»‬‭. ‬فبناءً‭ ‬على‭ ‬تقديرات‭ ‬التقرير،‭ ‬ومنذ‭ ‬بدء‭ ‬استخدام‭ ‬الطاقة‭ ‬النووية‭ ‬في‭ ‬توليد‭ ‬الكهرباء‭ ‬عام‭ ‬1954،‭ ‬هناك‭ ‬قرابة‭ ‬390‭ ‬ألف‭ ‬طن‭ ‬من‭ ‬مخلفات‭ ‬أعمدة‭ ‬وقود‭ ‬اليورانيوم‭ ‬المستنفد‭ ‬قد‭ ‬تولدت‭ ‬من‭ ‬المفاعلات‭ ‬النووية‭ ‬لتوليد‭ ‬الكهرباء‭ ‬في‭ ‬14‭ ‬دولة،‭ ‬ومعظم‭ ‬هذه‭ ‬المخلفات‭ ‬جاثمة‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬كالقنابل‭ ‬النووية‭ ‬التي‭ ‬تنتظر‭ ‬أن‭ ‬تنفجر‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬وقت،‭ ‬أو‭ ‬أن‭ ‬تتسرب‭ ‬منها‭ ‬الملوثات‭ ‬المشعة‭ ‬القاتلة،‭ ‬فمنها‭ ‬ما‭ ‬هي‭ ‬موجودة‭ ‬في‭ ‬أحواض‭ ‬مائية‭ ‬لتبريدها‭ ‬ومنع‭ ‬تسرب‭ ‬الإشعاع،‭ ‬ومنها‭ ‬ما‭ ‬هي‭ ‬مخزنة‭ ‬في‭ ‬براميل‭ ‬فوق‭ ‬الأرض،‭ ‬أو‭ ‬تحتها‭ ‬في‭ ‬أعماق‭ ‬مختلفة،‭ ‬وهذه‭ ‬أيضاً‭ ‬قد‭ ‬تتآكل‭ ‬وتصدأ‭ ‬وتنطلق‭ ‬منها‭ ‬الإشعاعات‭ ‬إلى‭ ‬الهواء‭ ‬الجوي‭. ‬كما‭ ‬أن‭ ‬خطورة‭ ‬هذا‭ ‬الوضع‭ ‬الدولي‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬في‭ ‬قيام‭ ‬بعض‭ ‬الجماعات‭ ‬بعمليات‭ ‬إرهابية‭ ‬باستخدام‭ ‬هذه‭ ‬المخلفات‭ ‬المشعة،‭ ‬كذلك‭ ‬هناك‭ ‬كلفة‭ ‬عالية‭ ‬لا‭ ‬تقدر‭ ‬بثمن‭ ‬لصيانة‭ ‬هذه‭ ‬المخلفات‭ ‬ومتابعة‭ ‬سلامتها‭ ‬وأمنها،‭ ‬ومنع‭ ‬وصول‭ ‬أيدي‭ ‬المجرمين‭ ‬إليها‭.‬ وهناك‭ ‬مدرستان،‭ ‬أو‭ ‬سياستان‭ ‬مختلفتان‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬مع‭ ‬هذه‭ ‬المخلفات‭ ‬المشعة‭ ‬الناجمة‭ ‬عن‭ ‬الأنشطة‭ ‬النووية‭. ‬أما‭ ‬المدرسة‭ ‬الأولى‭ ‬فهي‭ ‬تُفضل‭ ‬معالجة‭ ‬وتدوير‭ ‬مخلفات‭ ‬الوقود‭ ‬النووي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬استخلاص‭ ‬اليورانيوم‭ ‬والبلوتونيوم،‭ ‬واستخدامهما‭ ‬كوقود‭ ‬مرة‭ ‬ثانية‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬المفاعلات،‭ ‬وبالرغم‭ ‬من‭ ‬عملية‭ ‬المعالجة‭ ‬والتدوير‭ ‬هذه‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬كمية‭ ‬أخرى‭ ‬أقل‭ ‬تنجم‭ ‬كمخلفات‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬العملية،‭ ‬والدول‭ ‬التي‭ ‬تتبني‭ ‬هذه‭ ‬السياسية‭ ‬هي‭ ‬فرنسا‭ ‬واليابان‭ ‬وألمانيا‭ ‬وروسيا‭ ‬وبلجيكا‭ ‬وكوريا‭ ‬الجنوبية،‭ ‬ومؤخراً‭ ‬بدأت‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الدخول‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المدرسة‭. ‬وأما‭ ‬المدرسة‭ ‬الثانية‭ ‬فهي‭ ‬تعتمد‭ ‬سياسة‭ ‬التخلص‭ ‬المباشر‭ ‬من‭ ‬أعمدة‭ ‬الوقود‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬تخزينها‭ ‬في‭ ‬مواقع‭ ‬تحت‭ ‬الأرض،‭ ‬مثل‭ ‬فنلندا‭ ‬وكندا‭ ‬والولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬والسويد‭ ‬وسويسرا،‭ ‬ولكن‭ ‬الموقع‭ ‬المعتمد‭ ‬الوحيد‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬سيكون‭ ‬في‭ ‬فنلندا‭.‬ وإنني‭ ‬أتساءل‭ ‬اليوم‭ ‬هل‭ ‬أخذ‭ ‬زعماء‭ ‬هذا‭ ‬التوجه‭ ‬القديم‭ ‬الجديد‭ ‬لتوليد‭ ‬الكهرباء‭ ‬بطاقة‭ ‬الانشطار‭ ‬النووي‭ ‬في‭ ‬الاعتبار‭ ‬مخلفات‭ ‬الدمار‭ ‬الشامل‭ ‬التي‭ ‬تنجم‭ ‬عن‭ ‬توليد‭ ‬الكهرباء؟‭ ‬وهل‭ ‬وضعوا‭ ‬سياسة‭ ‬طويلة‭ ‬الأمد‭ ‬ومستدامة‭ ‬لإدارة‭ ‬هذه‭ ‬المخلفات؟‭ ‬أم‭ ‬أنهم‭ ‬سيكدسون‭ ‬المخلفات‭ ‬النووية‭ ‬المشعة‭ ‬الجديدة‭ ‬فوق‭ ‬المخلفات‭ ‬المتراكمة‭ ‬منذ‭ ‬عقود،‭ ‬ما‭ ‬سيؤدي‭ ‬إلى‭ ‬تعاظم‭ ‬وتفاقم‭ ‬الأزمة‭ ‬الحالية؟ bncftpw@batelco‭.‬com‭.‬bh

مشاركة :