لا أعرف على وجه التحديد من أين جاء الأدب الشعبى المصرى بهذا التعبير أى أن "الضرب فى الميت حرام"... حيث الميت والمقصود به إنسان توفى إلى رحمة الله فالضرب فيه غير ذى أثر على المضروب وربما كان المثل يشير إلى ما يقال (تذكروا محاسن موتاكم) أى يجب على الأحياء أن يتغاضوا عن نقائص المتوفيين حيث لا يجوز أن نذكر عنهم السيىء من أعمالهم. فهم قطعًا فى حساب الأخرة ولهم رب يحاسبهم على ما فعلوه – وبالتالى من الظلم أن يحاسبوا فى الأخرة ونحن فى الدنيا نزيد ونهيل عليهم الأتربة بما فعلوه فى دنياهم ربما.. !! لكن ما يشدنى هنا أن هذا المثل ينطبق على كثير من الأحياء الذين هم فى عداد الأموات !!. حيث كثير ممن لا يعلمون بأن كل شيىء زائل ولا يبقى إلا وجه الله العلى العظيم، العمل الطيب، الصدقة الجارية، أو الأبناء الصالحين الذين يدعون لهم طيلة حياتهم. كثير من الأحياء لا يعلمون ذلك أو يعلمون ولكن يتناسون !! وبالتالى فإن ما نراه فى حياتنا وفى كثير من تشابكات التعامل مع الغير أن هناك وعلى قدر كبير جدًا ممن يجب أن يعلموا بل الأكثر من ذلك ما يحملوه من شهادات أو ما يحتلونه من مراكز أو وظائف عليا من المفترض أنهم لديهم قليل أو جزء كافى من التعليم والخبرة نجد كثيرين من هؤلاء يستحقون هذا المثل المصرى الأصيل. حيث يجب الإبتعاد عنهم وإعتبارهم موتى وهم أحياء يرزقون ولكن هكذا العقل المصرى الفصيح يجب أن يعتبر صاحبنا تولاه الله برحمته وبعدله ونحن البشر يجب أن ندعوا له بالمغفرة وقبول توسلاته وهو فى ضيق سوف يُحْكِمْ أضلاعه وفى هذه الحالة ينطبق المثل "الضرب فى الميت حرام " !! ولعل من حسن الطالع أن يكون اليوم هو يوم الجمعة ونحن سوف نتوجه إلى المساجد لصلاة الجمعة حيث تزداد كثافة المصليين فلننتهز فرصة التجمع وندعوا الله مخلصين بأن يرحمنا ويعفوا عنا ويرزقنا برزق من نعول ويرزقنا بالكلمة الطيبة والإخلاص فى نوايا الناس الذين نتعامل معهم والله خبير عليم !! ولا إيه !! [email protected]
مشاركة :