يقدم معرض البحرين السنوي للفنون التشكيلية في نسخته الثامنة والأربعين في مسرح البحرين الوطني وحتى نهاية شهر يونيو القادم أعمالا فنية تعكس عراقة الحراك الفني التشكيلي في البحرين، من أهمها تلك التي فازت بجوائز المعرض، والتي تتصدّرها جائزة الدانة التي حصل عليها الفنان جعفر العريبي، فيما فازت بالجائزة الثانية الفنانة مريم النعيمي وجاءت الفنانة نوف الرفاعي في المركز الثالث. ويقدم المعرض للجمهور أكثر من 100 عمل فنّي لـ60 فنانا تشكيليا من البحرينيين والمقيمين، تعكس مختلف المدارس والاتجاهات الفنية وتتنوع ما بين الرسم بشتى أنواع الخامات والمواد، وأعمال التركيب والفيديو والتصوير الفوتوغرافي، والنحت وغيرها. وقال الفنان العريبي إن فوزه بجائزة الدانة للمرة الثانية زاد من مسؤوليته الاجتماعية كفنان للاستمرار في العطاء وتقديم المزيد خلال مسيرته الفنية التي تقوم على البحث والتجريب في إطار لغة فنية تشكيلية معاصرة، مشيرا إلى أن استمرار معرض البحرين السنوي للفنون التشكيلية يعكس حرص هيئة الثقافة على الحركة الفنية التشكيلية في البحرين بما يقدّم الصورة المشرفة للفنان البحريني محليا وإقليميا وعالميا. وحول عمله الفائز “طبوغرافيا بلا عنوان” الذي يتكون من 24 لوحة تم ابتكارها بوسائط متعددة تتنوع ما بين الصور الفوتوغرافية والخرائط الجوية وتقنيات الطباعة اليدوية، أوضح العريبي أنه يعكس الامتداد الحضري والتفاعل ما بين التواجد البشري والتنوع الحيوي والبيئة، والذي ينتج عن تجمّع المياه الجوفية العذبة. وقالت الفنانة النعيمي التي فازت بالجائزة الثانية إنها تشعر بسعادة غامرة كونها استطاعت من خلال عملها خلق مساحة للتأمل تدمج ما بين البيئة والذاكرة الإنسانية والسرد، ويتكون عملها من 33 لوحة لخرائط جزر أرخبيل البحرين، حيث أشارت إلى أن عملها يلقي الضوء على التغيرات الجغرافية التي أدت إلى تحولات مكانية في شكل الجزيرة على الخارطة، وهذه التحولات تنعكس على النظام البيئي والثقافة والذاكرة وأنماط الحياة. أما الفنانة الرفاعي، والفائزة بالجائزة الثالثة عن عملها “عمر افتراضي”، فقالت إن فوزها يدفعها إلى المزيد من الابتكار والطموح في المجال الفني. واشتغلت الفنانة الرفاعي في عملها الفني هذا على خامة غير معتادة، فكانت مساحتها للتشكيل عبارة عن أجزاء من سيارات انتهى عمرها قبل أوانها، وقالت إنها اختارت هذه الخامة من أجل التركيز على ما يتعرض له الأشخاص من تغيير في خططهم ومشاريعهم وأهدافهم وهو ما يعرض عمرها الافتراضي إلى الانتهاء، وأضافت أن من واجب كل فنان في البحرين أن يسعى للمشاركة في المعرض كونه يعد من أهم المعارض الفنية السنوية في المملكة. وضمن سعي هيئة الثقافة لإشراك المجتمع في صناعة الحدث الثقافي، يمكن لروّاد المعرض المشاركة في “جائزة الجمهور”، وهي الجائزة الرابعة للمعرض، حيث سيفوز بها الفنان الحاصل على أكبر عدد من أصوات الزوّار والذي ستعلن عنه الهيئة في ختام المعرض، ويمكن التصويت للعمل الفني المفضّل من خلال المنصّة الخاصة الموجودة في بهو المعرض في مسرح البحرين الوطني.
مشاركة :