"امرأة الميترو المحجبة"، عنوان مقال أثار انتباه قراء الصحافة الفرنسية بداية هذا الأسبوع، وذلك بما أن كاتبه لوك لو فاليون، استخدم تعابير جنسية لوصف سيدة ترتدي هذا الزي الإسلامي وأشار إلى أن الجميع يتخوفون من تفجيرها لنفسها. وكتب الصحفي في عموده المنشور بجريدة "ليبرالسيون"أمس الاثنين بأسلوب أدبي أن لباس العباية الذي ترتديه هذه السيدة يخفي مناطق جسدها الحميمية، وأن هناك في الشرق من يحلم بأن يعرّي هذا الجسد المملوك لشخص واحد، كما أن هذه السيدة، ورغم إحساسها بنظرات الخوف في أعين الآخرين، إلّا أنها قد تكون سعيدة ببثها لهذا الشعور في محيطها. كما تغزّل الكاتب في الوجه الظاهر لهذه السيدة، وتحدث أن هناك من يتخوّف داخل الميترو من أن تكون مسلّحة بحزام ناسف، قبل أن يشير إلى أنه قرّر في النهاية النزول من المترو قبل وصوله إلى المحطة بعيدًا عن الهواجس التي أثارتها فيه "المرأة-الشبح" كما أسماها. الضجة التي خلقها العمود على تويتر وفيسبوك كانت كبيرة، واتهم الكثير من القراء الجريدة بنشر كتابات عنصرية ضد المسلمين، كما عبّر عدد من الصحفيين داخل الجريدة عن عدم موافقتهم لمضمون هذا المقال الذي "لا يعبّر عن قيم الجريدة وأخلاقياتها"، إذ أشار بيان باسم تجمع صحافيي "ليبرالسيون" إلى أن العمود لا يلزم إلّا صاحبه وليس آراء بقية الطاقم. غير أن مدير نشر الجريدة، لوران جوفرين، قال في تصريحات صحفية، إن الكاتب قام بعرض تخيّلات تسود في المجتمع الفرنسي في هذه الفترة حول النساء المحجبات، متحدثًا عن أن المقالة ليست رأيًا مبنيًا على حجج، بل عمودا أدبيًا وساخرًا يحاكم حتى الأفكار المسبقة للكاتب. وقد تقدم مدير نشر الجريدة المحسوبة على اليسار باعتذار للقراء الذين "مسّهم هذا المقال"، وذلك أيامًا قليلة بعد انتقادات كبيرة لعمود آخر للصحفي نفسه، قال فيه إن فرنسا لا تحتاج لمن يصلي من أجلها بعد هجمات باريس.
مشاركة :