تأتي زيارة رئيس وزراء باكستان شهباز شريف، إلى المملكة لتمثل محطة جديدة وقوية في تاريخ العلاقات بين السعودية وباكستان وتضيف المزيد من نقاط القوة وتوطد أواصر العلاقات الثنائية الممتدة بين البلدين لعقود طويلة. وتعود العلاقات بين السعودية وباكستان إلى عام 1940، قبل 7 سنوات من استقلال باكستان عن التاج البريطاني، ولتشهد مرحلة ما بعد الاستقلال آفاقًا جديدة من التعاون والصداقة، وتكون الحليف المسلم الأقرب للمملكة العربية السعودية التي بدورها كانت من أولى الدول التي اعترفت بسيادة باكستان وحدودها على خريطة العالم. مكانة خاصة لأرض الحرمين في قلوب الباكستانيين تحمل المملكة مكانة خاصة في قلوب الشعب الباكستاني لا تماثلها مكانة أخرى، كونها أرض الحرمين الشريفين، وتحظى باحترام وتقدير كبيرين لدى جميع الأوساط السياسة الرسمية والحزبية والإسلامية والشعبية الباكستانية، انطلاقاً من الروابط الإسلامية والأسس المتينة للعلاقات بين البلدين والشعبين الشقيقين على المستويين الثنائي والإسلامي؛ ما دفع رئيس الوزراء الباكستاني إلى اختيار المملكة لتكون الجهة الأولى في زياراته الخارجية بعد توليه مهام منصبه في إبريل الجاري. تاريخ من الزيارات المتبادلة تعتبر الزيارات المتبادلة بين قيادتي البلدين أحد العوامل المهمة التي أسهمت في تعزيز العلاقات الثنائية وتحقيق المصالح المشتركة على مدى العقود الماضية، وقد دشنت زيارة سمو ولي العهد، في فبراير 2019، مرحلة جديدة في العلاقات بين البلدين، بالإعلان عن إنشاء مجلس التنسيق الأعلى السعودي الباكستاني، الذي سيكون دوره محورياً في تطوير التعاون الثنائي والارتقاء به إلى آفاق أرحب. علاقات اقتصادية وعسكرية قوية العلاقات الممتدة بين الرياض وإسلام آباد لا تقتصر على المجال السياسي والدبلوماسي فقط، ولكنها تمتد كذلك لتشمل الكثير من الجوانب، وعلى رأسها المجالين الاقتصادي والعسكري. وقدمت المملكة العام الماضي وديعة بقيمة 3 مليارات دولار للبنك المركزي الباكستاني، و1.2 مليار دولار لتمويل التجارة لدعم ميزان المدفوعات لباكستان، وذلك كجزء من الأدوات المتاحة لتقديم الدعم للتعامل مع آثار جائحة "كوفيد-19" بما في ذلك دعم السيولة من النقد الأجنبي. وبلغت قيمة صادرات المملكة غير النفطية إلى باكستان 4.4 مليار ريال، فيما بلغت قيمة الواردات منها 1.8 مليار ريال، وذلك خلال العام 2021، وتعد البتروكيماويات أهم الصادرات إلى باكستان، إذ بلغت قيمتها 3.8 مليار ريال، تليها مواد البناء، فيما تحتل المنتجات الغذائية والمنسوجات النصيب الأكبر من واردات المملكة من باكستان. وتقيم جالية باكستانية كبيرة تقدر بنحو مليوني مقيم في المملكة، وهم محل ترحيب وتقدير لجهودهم وإسهاماتهم في العمل بشتى المجالات الاقتصادية والتنموية. كما يشهد الصعيد العسكري تعاونًا كبيرًا بين الجانبين، حيث تُنفذ تمارين عسكرية دورية ومناورات مشتركة. المجال الأمني هو الآخر لم يكن أقل تعاونًا من سابقيه، حيث ترتبط الرياض وإسلام آباد بتاريخ طويل ومشرف في مكافحة الإرهاب بشتى صوره وأشكاله، ووصل التعاون في المجال الأمني ومكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الاستخباراتية إلى مرحلة متقدمة.
مشاركة :