العمر كله فرصة عمل وطاعة

  • 4/30/2022
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

قال إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ د. عبدالله بن عبدالرحمن البعيجان - في خطبة الجمعة -: الشهور كلها مواسم عبادة وإن تفاوتت واختلفت في الفضل والوظائف، والعمر كله فرصة عمل وطاعة، وكل يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها، وكل ميسر لما خلق له، فاتقوا الله تعالى وبادروا أعماركم بأعمالكم، وحققوا أقوالكم بأفعالكم، فإن حقيقة عمر الإنسان ما أمضاه في طاعة الله، وإن الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني. وأضاف: ما أسرع الزمان، وما أعظم النسيان، ما أسرع أيام الشهر، وما أقل أيام العمر، ألا إن في انصرام الأزمان أعظم معتبر، وفي تقلب الأيام أكبر مزدجر، «إِنَّ فِى اخْتِلافِ الليل وَالنهار وَمَا خَلَقَ الله فِىالسَّموات والارض لَآيات لِّقَوْم يَتَّقُونَ». وأضاف: شهر كريم، وموسم عظيم، ينفح بالبركات والعطاء، ويعم بالخير والسخاء، يتنافس الناس فيه في الخير، ويتسابقون إلى الطاعة، أبواب الرحمة فيه مفتوحة، والأجر فيه مضاعف، أكرمكم الله بصيام نهاره، وقيام ما تيسر من ليله، ووفقكم فيه للكثير من أنواع الطاعات والعبادات، والأذكار والدعوات والصدقات، فلله الحمد والمنة، وله الشكر على هذه النعمة، ونسأله الثبات والقبول، ألا وإن الأعمال بالخواتيم، فاجتهدوا فما هي إلا أياماً معدودة، وساعات محدودة، ويذهب التعب والنصب، ويبقى الأجر إن شاء الله، فيا ليت شعري من المقبول فنهنيه، ومن المردود فنعزيه.   وتابع: أحسنوا الظن بالله وأبشروا، فإن الله تعالى كريم منان، واسع الفضل والإحسان، ذي الجود والفضل والامتنان، «وَهُوَ ٱلَّذِى يَقْبَلُ ٱلتَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُواْ عَنِ ٱلسَّيِّـئاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ* وَيَسْتَجِيبُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ»، وعن أبي هريرة رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يقول الله عز وجل: «أنا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بي، وأنا معهُ إذا ذَكَرَنِي، فإنْ ذَكَرَنِي في نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ في نَفْسِي، وإنْ ذَكَرَنِي في مَلَإٍ ذَكَرْتُهُ في مَلَإٍ خَيْرٍ منهمْ، وإنْ تَقَرَّبَ إلَيَّ بشِبْرٍ تَقَرَّبْتُ إلَيْهِ ذِراعًا، وإنْ تَقَرَّبَ إلَيَّ ذِراعًا تَقَرَّبْتُ إلَيْهِ باعًا، وإنْ أتانِي يَمْشِي أتَيْتُهُ هَرْوَلَةً». وأشار إلى أن الصبر على المداومة والاستقامة والثبات من أعظم القربات، فالثبات والاستمرار دليل على الإخلاص والقبول، «وأحب الأعمال إلى الله أدومها»، فالثبات الثبات على الطاعة، والاستقامة الاستقامة على البر، والمداومة المداومة على العمل.

مشاركة :