القيادة الباكستانية تقدر الدور القيادي للمملكة إسلامياً ومكانتها العالمية

  • 4/30/2022
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تترقب الأوساط الباكستانية والسعودية لقاء سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ورئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف الذي يعقد اليوم في جدة لتدشين شراكة سعودية - باكستانية طويلة الأمد، مؤسسة من خلال مجلس التنسيق السعودي - الباكستاني. وقال كل من وزيرة الإعلام مريم أورانجزيب ووزير التخطيط إحسان إقبال في تصريحات لـ»الرياض»: «إن تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين أولوية قصوى للحكومة»، مؤكدين أن قيادة المملكة تحظى باحترام وتقدير كبيرين لدى جميع الأوساط السياسة الرسمية والحزبية والإسلامية والشعبية الباكستانية. وقالا: «إن العلاقات بين البلدين تنطلق من الروابط الإسلامية والأسس المتينة للعلاقات بين البلدين والشعبين الشقيقين على المستويين الثنائي والإسلامي»، وأكدا أن المملكة قائدة العمل الإسلامي المشترك، وصاحبة دعم مستمر لجمهورية باكستان منذ استقلالها إلى اليوم. وأشارت مريم أورانجزيب إلى أن الزيارات المتبادلة بين قيادتي البلدين أحد العوامل المهمة التي أسهمت في تعزيز العلاقات الثنائية وتحقيق المصالح المشتركة بينهما على مدى العقود الماضية. وتقيم جالية باكستانية كبيرة تقدر بنحو مليوني مقيم في المملكة، وهم محل ترحيب وتقدير لجهودهم وإسهاماتهم في العمل بشتى المجالات الاقتصادية والتنموية. كما قدمت المملكة العام الماضي وديعة بقيمة 3 مليارات دولار للبنك المركزي الباكستاني، و1.2 مليار دولار لتمويل التجارة لدعم ميزانية المدفوعات لباكستان، وذلك كجزء من الأدوات المتاحة لتقديم الدعم للتعامل مع آثار جائحة «كوفيد- 19» بما في ذلك دعم السيولة من النقد الأجنبي. وبلغت قيمة صادرات المملكة غير النفطية إلى باكستان 4.4 مليارات ريال، فيما بلغت قيمة الواردات منها 1.8 مليار ريال، وذلك خلال العام 2021، وتعد البتروكيميائيات أهم الصادرات إلى باكستان، إذ بلغت قيمتها 3.8 مليارات ريال، تليها مواد البناء، فيما تحتل المنتجات الغذائية والمنسوجات النصيب الأكبر من واردات المملكة من باكستان. كما تعتبر عضوية باكستان في التحالف العسكري الإسلامي لمكافحة الإرهاب، الذي تقوده المملكة العربية السعودية، إضافة نوعية لهذا التحالف الذي يعد المنظومة الأساسية لمكافحة الإرهاب والتطرف ودعم قيم الوسطية والاعتدال على مستوى العالم الإسلامي، وقد عُين الجنرال الباكستاني رحيل شريف قائداً لهذا التحالف عام 2015. وبلغ حجم التبادل التجاري بين المملكة وباكستان في العام 2021 نحو 4331 مليون دولار، منها 3781 مليون دولار صادرات سعودية، و550 مليون دولار واردات من باكستان، وحقق الميزان التجاري فائضاً لصالح المملكة بقيمة 3231 مليون دولار، ويبلغ عدد المصانع ذات الاستثمار المشترك (سعودي/ باكستاني) 13 مصنعاً في عدد من المدن الصناعية بالمملكة. تعزيز الحوار الجيواستراتيجي ومنع التدخلات الإقليمية ودعم مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية حتى نهاية شهر مارس الماضي 147 مشروعاً تنموياً وإغاثياً في باكستان بقيمة 141.5 مليون دولار، شملت قطاعات الإيواء والمواد غير الغذائية، والأمن الغذائي، والصحة، والتعليم، والتغذية، والمياه والإصحاح البيئي، والتعافي المبكر، والأعمال الخيرية، وقطاعات أخرى متعددة. كما عززت زيارة رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف الحالية مسار العلاقات وإعادة بوصلة إسلام أباد إلى الرياض، كونها كانت ولا تزال العمق الاستراتيجي والإسلامي لها. ولن تكون زيارة رئيس وزراء الباكستان الحالية إلى المملكة حتماً زيارة بروتوكولية على الإطلاق كونها تأتي في ظروف صعبة تمر بها الأمة وتتطلب ليس تعزيز الحوار الاستراتيجي بين البلدين فحسب؛ بل وفي الجوانب الجيواستراتيجية الإقليمية والإسلامية وإعادة تموضع البلدين، فضلاً عن استعادة التنسيق والتشاور العالي إلى جانب تقوية الشراكة بين الرياض وإسلام أباد، والتأكيد على القواسم المشتركة والمواقف المتطابقة حيال القضايا الإقليمية والإسلامية والدولية؛ وتكثيف الاتصالات والتعاون بين المسؤولين الحكوميين والقطاع الخاص بهدف الارتقاء بالعلاقات وتعزيز العمل الإسلامي المشترك، وحل القضايا التي تواجهها الأمة الإسلامية وتقوية مساعيها من أجل السلام والأمن الإقليمي والإسلامي والدولي. تعكس زيارة شهباز شريف إلى المملكة، في أول زيارة خارجية له، استشعار القيادة الباكستانية للدور القيادي للمملكة في العالم الإسلامي ومكانتها العالمية، وإدراكها لأهمية توطيد علاقاتها مع المملكة، وتطوير التعاون المشترك بما يخدم مصالح البلدين. كما تأتي في سياق استقبال خادم الحرمين الشريفين لقيادات دول العالم الإسلامي خلال شهر رمضان المبارك، للتباحث حول قضايا دول العالم الإسلامي وهمومه والموضوعات ذات الاهتمام المشترك. لقد حرصت قيادتا السعودية وباكستان لأكثر من سبعة عقود على تعزيز علاقات البلدين التي ارتقت لمستوى «الشراكة الاستراتيجية» في مختلف المجالات، ولعب أدوار فاعلة في حل القضايا التي تواجهها الأمة الإسلامية على مستوى العالم كعضوين مؤسسين لمنظمة التعاون الإسلامي، إلى جانب مساعيهما من أجل السلام، ملتزمين بمواصلة مكافحة التطرف والإرهاب ومنع التدخلات. وأكد خبراء سعوديون وباكستانيون في تصريحات لـ»الرياض» أن زيارة شهباز للمملكة تأتي في ظل الانفراجات التي تشهدها المنطقة في العلاقات الإسلامية - الإسلامية، وعودة التقارب بين الرياض وأنقرة، وتسهم في إعطاء قوة للعلاقات بين البلدين من خلال مجلس التنسيق السعودي - الباكستاني، والدفع بها إلى آفاق أرحب، وتعزيز الشراكة الاستراتيجية بين دول الخليج وباكستان، والتي ترتكز على قاعدة عريضة من المصالح المشتركة والروابط الثقافية والدينية والشعبية، وسط سعي متبادل من قادة الجانبين إلى تطويرها.. فيما يؤكد المراقبون الباكستانيون وجود اتفاق وتوافق في وجهات نظر البلدين تجاه مختلف القضايا بما يسهم في دعم وتعزيز الأمن والاستقرار الإقليمي والإسلامي، واستكشاف مجالات الاستثمار والفرص المتاحة في ضوء رؤية المملكة 2030، وأولويات التنمية في باكستان. مشيرين إلى وجود توافق على ضرورة تضافر جهود العالم الإسلامي لمواجهة التطرف والعنف ونبذ الطائفية والتدخلات، والسعي الحثيث لتحقيق الأمن والسلم الدوليين، وأهمية مواصلة الجهود المشتركة لمكافحة ظاهرة الإرهاب التي لا ترتبط بأي دين أو عرق أو لون، والتصدي لكافة أشكالها وصورها وأياً كان مصدرها. وأكدت مصادر باكستانية أن إسلام أباد تدعم الجهود الرامية للتوصل إلى حل سياسي شامل للأزمة اليمنية استناداً إلى المرجعيات الثلاث المتمثلة في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة بما فيها القرار (2216)، فضلاً عن إدانتها لما تقوم به الجماعات والميليشيات الإرهابية ومنها ميليشيا الحوثي من هجمات واعتداءات بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة على أراضي المملكة ضد المنشآت الحيوية والأعيان المدنية، مؤكدة أن تهديد أمن الصادرات النفطية واستقرار إمدادات الطاقة للعالم أمر غير مقبول إطلاقاً. وأكدت مصادر عسكرية لـ»الرياض» أن المرحلة ستشهد تعاوناً كبيراً مشتركاً في المجال العسكري، وزيادة التمارين العسكرية للدورية والمناورات المشتركة. كما يرتبط البلدان بتاريخ طويل ومشرف في مكافحة الإرهاب بشتى صوره وأشكاله، ووصل التعاون في المجال الأمني ومكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الاستخباراتية إلى مرحلة متقدمة. والصندوق السعودي للتنمية قدم 21 قرضاً تنموياً في باكستان، لتمويل وتنفيذ 18 مشروعاً في قطاعات الطاقة، والسدود، والمياه، والصرف الصحي، والنقل، والبنية التحتية، بمبلغ إجمالي قدره 4465 مليون ريال، كما قدم 3 منح بقيمة 1250 مليون ريال، فيما بلغت القيمة الإجمالية لعمليات التمويل والضمان المعتمدة من برنامج الصادرات لباكستان 22179 مليون ريال. جانب من التدريبات السابقة

مشاركة :