كشف منسق حركة مقاطعة إسرائيل بي.دي.إس _مصر، رامي شعث، أن الحركة حققت انتصارات عالمية، وأجبرت كيانات اقتصادية عملاقة على سحب استثماراتها من إسرائيل، وتسببت للكيان العبري في خسارة بلغت مليارات الدولارات، وأرجع شعث السبب في نجاح بي.دي.إس في تحركاتها المقاومة إلى أممية الحركة، وتركيزها على أن يكون تأثيرها فعلياً وليس رمزياً، وأشار شعث إلى أن إسرائيل شكلت وزارة كاملة، بميزانية بلغت 500 مليون دولار، ملحقة بها وحدة مخابرات، لمواجهة الحركة، بعد أن عزلت إسرائيل في مجالات كثيرة، وألحقت بها خسائر كبيرة. وتفصيلاً، قال منسق حركة بي.دي.إس مصر، رامي شعث، في حوار خاص مع الإمارات اليوم بالقاهرة، أن بي.دي.إس هي حركة فلسطينية في المقام الأول، نشأت عام 2005 لمواجهة حالة الإحباط التي لاحت في أفق الثورة الفلسطينية بعد استشهاد الزعيم ياسر عرفات، وإعادة إسرائيل احتلال الضفة الغربية، وتفاقم الخلاف بين حركتي فتح والمقاومة الإسلامية (حماس)، وكانت ولادتها على يد المجتمع المدني الفلسطيني، بمثابة محاولة لتجاوز المشهد القاتم وقتها، بعد أن مالت قطاعات فلسطينية إلى فقدان الأمل في التكوينات التاريخية السياسية مثل فتح وحماس والجبهة الشعبية، واحتاج الناس إلى أفق جديد يعطي الأمل. وتابع شعث أنه لهذا السبب كانت (بي.دي.إس)، (حملة) أكثر منها (حركة)، ولم تتخذ الشكل التقليدي الهرمي المعتاد، مثل أن تكون لها قيادة أو لجنة مركزية، وضمت (بي.دي.إس الفلسطينية) لدى تأسيسها 172 منظمة، وهيئة، وجماعة، وجمعية فلسطينية، وعشرات الشخصيات المستقلة، كما انضم إليها لاحقاً في 2010 كل الجسم السياسي الفلسطيني الفاعل، وكل التنظيمات والجماعات الفلسطينية تقريباً، وفي مقدمتها (فتح) و(حماس) و(الجبهة الشعبية)، وقد دعت (بي.دي.إس فلسطين)، بعد تشكلها، كل الأحرار والشرفاء في العالم، إلى تشكيل حركات (بي.دي.إس)، كلٍّ في بلده، إلى مقاطعة إسرائيل سياسياً، واقتصادياً، وثقافياً، ورياضياً، مستلهمة في ذلك تجربة نضال جنوب إفريقيا ضد الأبارتهيد (التفرقة العنصرية)، خصوصاً أن واحداً من مؤسسي (بي.دي.إس)، عمر البرغوثي، كان ناشطاً في حركة مقاومة الأبارتهيد. وقد استجاب لنداء بي.دي.إس الفلسطينية نشطاء ومناضلون ديمقراطيون في مختلف أنحاء العالم، فشكلوا أفرعها المستقلة عن بعضها بعضاً، وعن بي.دي.إس فلسطين، في فرنسا وبريطانيا، وألمانيا وبلجيكا والبرازيل وجنوب إفريقيا، وغيرها، حتى أصبح مجموع هذه الجماعات قرابة 50 حركة على مستوى العالم. وتابع شعث إن عملية اختيارنا شركة معينة لنقاطعها تستند إلى معايير عدة، منها حجم تورط الشركة في دعم الاحتلال الصهيوني، ومساندة جرائمه ضد أهلنا في فلسطين المحتلة، والقدرة على مقاطعة الشركة، بمعنى وجود بديل تقدمه شركات أخرى لمنتجاتها، وقدرة (بي.دي.إس) على تنظيم مواجهة عالمية من معظم حركاتها ضد الشركة، والمواءمة السياسية. وروى شعث تجربتين ناجحتين مع شركتين داعمتين لإسرائيل، وقال كانت أهم تجاربنا مع شركة (فيولا) الفرنسية العملاقة منذ أربع سنوات، التي لها سجل ضخم في تصميم قطارات وسكك حديدية، وذلك بعد أن وقعت عقداً مع إسرائيل لعمل قطار سريع، يصل بين القدس المحتلة والمستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية، فانطلقت تحركات (بي.دي.إس) في مختلف أرجاء العالم، من النرويج وحتى جنوب إفريقيا، وحاصرتها كل الحركات عبر المقاطعة، وتسببت في إنزال خسائر بها بلغت 23 مليار دولار، ما اضطر الشركة في نهاية المطاف إلى تصفية أعمالها في إسرائيل والانسحاب. أما التجربة الثانية فقد لعبت (بي.دي.إس مصر) فيها دوراً فاصلاً، وكانت ضد شركة (أورانج) للاتصالات، حيث قامت شركة (أورانج إسرائيل)، الشركة الفرع، بدور الشريك الكامل في جرائم الاحتلال الصهيوني، خلال حربي 2012 و2014، حيث شيدت الشركة محطات تقوية إرسال داخل المستوطنات الإسرائيلية، وأصبحت الشركة الرئيسة للمستوطنين والجيش الإسرائيلي، وقامت أثناء الحربين على غزة (2012 - 2014) بحملات لدعم جنود الاحتلال الإسرائيلي، أثناء عدوانهم على أهلنا في فلسطين، فمنحتهم دقائق مجانية مكافأة على مشاركتهم في القتل والعدوان، وأقامت لهم حفلات ترفيهية، ومحطات تقوية على الحدود مع غزة ليكلموا أهاليهم، علاوة على هذا اكتشفنا شيئاً عجيباً فعلته الشركة، لم تقم به أي مؤسسة بزنس في العالم، وهي قيامها برعاية وحدات كاملة من جيش العدوان الإسرائيلي، ونحن نفهم أن الشركات ترعى برنامجاً تلفزيونياً، أو فريق كرة قدم، لكن لأول مرة نرى شركات ترعى جيوشاً معتدية، تمارس القتل الجماعي للأطفال والنساء والمدنيين. واستطرد شعث لقد انطلقت حملة مقاطعة (أورانج) من مصر، وفي البداية أنكرت الشركة واتهمتنا بالكذب، فقدمنا إليها الوثائق التي تثبت ما تورطت فيه (أورانج إسرائيل) من جرائم، فردت بأنها لا تملك فرعاً ترأسه في إسرائيل، فقدمنا إليها مستندات تثبت شراكتها مع شركة بارتنير وحصولها على نسبة، فردت للمرة الثالثة بأن العقد قديم، ويعود تاريخه إلى 1999، فقدمنا ما يثبت أنه تم تجديده عام 2014، فطلبوا منا الدخول في تفاوض، فقبلنا ذلك، قالوا لنا إن إلغاء العقد سيدخلنا في مشكلات مالية وإدارية وقانونية معقدة مع إسرائيل، فقلنا لهم نحن نكتفي بأن تعلنوا أن ما تفعله (أورانج إسرائيل) جريمة، وتعلنوا أنكم تدرسون إلغاء العقد، فاتصلوا برئيس مجلس (أورانج) العالمية في فرنسا، فحضر إلى القاهرة في مايو 2015، وأعلن في مؤتمر صحافي ما اتفقنا عليه (أن أورانج إسرائيل مجرمة، وأنه سيلغي العقد مع إسرائيل بعد سنتين)، فأصيبت إسرائيل بلوثة عقلية، وخرج رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للإعلام يشتمه ويشتمنا، واتخذت إسرائيل بعدها مباشرة قراراً بتأسيس وزارة لمواجهة (بي.دي.إس)، وبرفقتها وحدة مخابرات بميزانية 500 مليون دولار. وأضاف شعث وسط هذه التطورات، اضطرت الحكومة الفرنسية للضغط على (أورانج)، وطالبتها بالتهدئة مع إسرائيل، فسافر رئيس مجلس إدارة (أورانج) العالمية إلى إسرائيل والتقى نتنياهو، واعتذر عما قاله في القاهرة، لكنهم لاحقاً، وأمام استمرار ضغوطنا من الجهة المقابلة، اضطروا إلى توقيع اتفاقية انسحاب من إسرائيل، بعد أن دفعوا غرامة بلغت 90 مليون دولار، إرضاء لإسرائيل. وتابع شعث أن (دي.بي.إس) تمكنت، عبر كل حركاتها العالمية، من إنزال خسائر بإسرائيل بلغت 10 مليارات دولار في عام 2014، بشهادة رئيس المخابرات العسكرية الإسرائيلية، كما أنها تمكنت من موازاة المقاطعة الاقتصادية بأخرى علمية وثقافية، وفنية، ورياضية، حيث اشترك فيها 75% من الجامعات العالمية، ومعظم الكنائس العالمية، وفي مقدمتها الفاتيكان، والكنيسة الأرثوذكسية، والإنجيلية، والفرق الغنائية والفنية المهمة في أوربا وأميركا، بحيث لم تعد إسرائيل قادرة على استقدام حفلات كونشرتو ببساطة، ويكفي لتبيان مدى ما وصلت إليه (بي.دي.إس) من نجاح أن العائلة الملكية البريطانية وقعت، أمس، على وثيقتها الداعية إلى المقاطعة في بريطانيا، وأعلنت أنها لن تزور إسرائيل ما بقيت تمارس الاحتلال، وتنتهك القانون الدولي، كما وقع عليها من قبل بل غيتس وغيره. وختم شعث أن بي.دي.إس مصر، والتي انطلقت في 8 أبريل 2014 في الذكرى الخامسة والأربعين لمجزرة مدرسة بحر البقر، وقع على وثيقتها الأولية 10 أحزاب، وسبع مجموعات ثورية، وسبعة اتحادات طلبة، وسبع نقابات ضمنها نقابة الأطباء (نقابة الصحافيين المصريين لازالت تدرس)، وكشف شعث لـالإمارات اليوم عن أن الهدف المقبل للمقاطعة هو شركة جي.فور.إس الأمنية، التي لها سجل إجرامي حافل في فلسطين المحتلة، حيث تتولى حماية المستوطنات، وتوريد الأدوات للسجون الإسرائيلية، وهي موجودة في مصر، ولها 5000 موظف، وأن حملة بي.دي.إس مصر ستتوجه للشركات والمصانع والمؤسسات المصرية، التي تستعين بها لحراستها، ولا تعرف شيئاً عنها، وستركز بي.دي.إس في حملتها على إقناع تلك المؤسسات باستبدال خدمات جي.فور.إس الأمنية بشركات وطنية أو عربية في مصر، تقدم الخدمات نفسها، دون أن يكون لها سجل مشين.
مشاركة :