كشفت وثيقة مسربة من داعش الخطوط العريضة لنظام الحكم في ما يُطلق عليه هذا التنظيم المتطرف دولة الخلافة الإسلامية، وتبين هذه الوثيقة، التي حصل عليها الباحث العراقي أيمن التميمي، من أحد رجال الأعمال الذين يعملون داخل نطاق داعش، خطط إقامة دولة مركزية ذات كفاية ذاتية. وتميط اللثام أيضاً عن خطط داعش لتأسيس جيش متكامل من المقاتلين المحليين والأجانب، وبرامج تعليمية لإعداد أجيال من المقاتلين. ويبدو أن بعض هذه الخطط قد وضعها داعش موضع التنفيذ بالفعل، مثل المدارس العسكرية التي أسسها لإعداد مجموعات من أشبال الأسود لحماية الخلافة الإسلامية، كما تقول الوثيقة. وتتضمن الوثيقة أيضاً خططاً للمؤسسات الصحية والتعليمية، والصناعية والدعوية. وحددت النفط والذهب والآثار والأسلحة كمصادر دخل، ينبغي أن تظل تحت سيطرة الدولة. ووضع داعش هذه الوثيقة لتدريب كادره من الإداريين في الأشهر التي تلت إعلان زعيمه، أبوبكر البغدادي، قيام دولته في بغداد وسورية، في 28 يونيو 2014. وتنص على أن يؤسس داعش معسكرات تدريب مستقلة للجنود النظاميين، وأن ينضم قدامى الجنود لدورات إنعاشية لمدة أسبوعين في العام، لتلقي تدريبات على أحدث فنون استخدام الأسلحة، والتخطيط العسكري والتقنية العسكرية، وأن يتلقوا أيضاً تدريبات مفصلة عن التقنيات التي يستخدمها الأعداء، وكيف يمكن لجنودنا الاستفادة من كل ذلك. وتوصي الوثيقة بتأسيس إدارة للإشراف على المعسكرات العسكرية، وهي الإدارة التي عجزت عن الإشراف على مثل هذه المعسكرات في أفغانستان خلال التخطيط لهجمات الحادي عشر من سبتمبر. وتدعو الوثيقة إلى الكفاية الذاتية من خلال تأسيس مصانع عسكرية خاصة دفاعاً عن ارض التنظيم، وأيضاً مصانع الأطعمة، وخلق نطاق آمن لتوفير الاحتياجات المحلية. ويعتقد التميمي أن هذه الوثيقة، جنباً إلى جنب مع 300 وثيقة أخرى لـداعش حصل عليها العام الماضي، تكشف عن أن بناء دولة قابلة للحياة متأصل في مفهوم هذه الجماعة المتطرفة، ويقول إن داعش هو عبارة عن مشروع جاء ليحكم، وليس عبارة عن حالة همها فقط الحرب بلا هوادة.
مشاركة :