من أفضل و أنجع ما قرأت بالتفصيل عن حياة و شخصية الشيخ العلامة عبد الحميد بن باديس رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين ما اوردته مديرة مخبر اللهجات و معالجة الكلام عميد كلية الاداب سابقا بجامعة أحمد بن بلة السانيا وهران 1 مديرة و رئيسة تحرير مجلة الكلم الدولية المصنفة رييسة أكاديمية الوهراني للدراسات العلمية و التفاعل الثقافي الدكتورة البروفيسور سعاد بسناسي في ندوة فكرية قدمتها أمام جمع غفير من الاساتذة الجامعيين و طلبة شهادة الدكتوراه بمناسبة وفاته المصادفة هذه السنة ل16 افريل 2022 و ذلك محاولة مني لتعميم التعريف به أكثر لدى قراء صحيفة نبض العرب الغراء و اطلاعهم على جوانب هامة عنه لم يعرفها الا الجزائريون او لعل بعض العرب المهتمين بالتعرف على سيرة علمائهم المعاصرين الذين ناضلوا فكريا بكل قوة و اجتهاد من اجل تنوير عقول الناس بغرض خوض معركة الحياة الكريمة ضد الاستعمار العلامة الشيخ عبد الحميد بن باديس باعتبار الجزائر أمة العلم و تجل العلماء خصصت من ايام العام يوما لتخليد ذكرى وفاته رحمه الله الرجل المصلح الواعظ و الثوري المناضل و الشاعر المجواد و العالم المفسر و المعلم المربي و الكاتب السياسي فهو من ابرز رواد الحركة الاصلاحية و العلمية و مؤسس منارة الجزائر جمعية المسلمين الجزائريين رجل احيا ضمير الشعب الجزائري الذي قتله الاستعمار الفرنسي بل احيا العقول والقلوب بعد موتها و طمسها و كأنه ارسل في الزمان و المكان المناسبين فهو فخر الجزائر و رمز عزتها فإذا مات ابن باديس من اجل العلم و نشره فإن العالم في الجزائر يموت و نحن نختفي بالذكرى الثانية و الثمانين لوفاة الامام العالم بن باديس في هذا اليوم 16 ابريل 2022 من خلال هذه الندوة العلمية الموسومة عبد الحميد بن باديس التي تتحدث عن شخصية فذة ثريويةو تعريفية بابن باديس المصلح و الشاعر و المفسر ولد عبد الحميد بن محمد بن المكي بن باديس يوم 11ربيع الثاني 1307الموافق 4ديسمبر الكانون الاول 1989بمدينة قسنطينة بالجزائر و قد نشأ في اسرة عريقة معروفة بالوجاهة و التدين فأبوه محمد المصطفى بن باديس كان حافظا للقرآن الكريم و من اعيان المدينة و اشتغل قاضيا و عضوا في المجلس الجزائري الاعلى و من رجال اسرته المشهورين المعز بن باديس الذي اعلن انفصال الدولة الفاطمية واعلن فيها مذهب اهل السنة و الجماعة المسيرة العلمية :تلقى ا بن باديس تعليمه على الطريقة التقليدية بداية من 1903و لم يلحقه والده بالمدرسة الفرنسية و حفظ القرأن الكريم على يد الشيخ محمدالمداسي اشهر مقرئ بقسنطينة و لم يبلغ الثالثة عشر من عمره و كان شيخه معجبا به اعجابا كبيرا نظرا لذكائه و استقامة خلقه و سيرته الطيبة ولذلك قدمه لامامة المصلين في صلاة التراويح لمدة ثلاث سنوات متوالية في الجامع الكبير بمدينة قسنطينة ثم انتقل الى شيخ اخر ليعلمه مبادئ العربية و العلوم الشرعية و هو الشيخ حمدان الونيسي احد اعلام قسنطينة لزم الغلام الموهوب شيخه الحكيم مدة ستة سنوات في مسجد محمد البخار ي وفي عام 1908 انتقل الى تونس و التحق بجامع الزيتونة فهناك اكمل تعليمه على يد صفوة من العلماء مثل العلامة محمد النخلي القيرواني و الامام الجليل محمد الطاهر بن عاشور و محمد الخضر بن حسين و غيرهم وفي عام 1911 نال شهادة “التطويع العالمية ” و كان ترتيبه الاول و ظل يتابع دراسته بتونس لمدة عام ليعود بعد ذلك للجزائر و بمسقط رأسه قسنطينة باشر في الجامع الكبير القاء سلسلة من الدروس حول كتاب “الشفا” للقاضي عياض وبقرار من الادارة الفرنسية تم منعه من مواصلة الدروس ادى فريضة الحج عام 1913 واستقر بالمدينة المنورة دامت مدتها ثلاثة اشهر التقى فيها بالشيخ البشير الابراهيمي و تدارسا معا حال الامة الجزائرية كما التقى بشيخه حمدان الونيسي و بمجموعة من كبار العلماء و في حضرتهم القى درسا بالحرم النبوي و في طريق عودته للجزائر عرج على مصر و التقى بكبار علمائها فأجازوه في نشر العلوم الدينية المختلفة عبد الحميد بن باديس المصلح الواعظ:عاد بن باديس الى ارض الوطن و كله عزم على التغيير و نشر العلم وإصلاح حال الامة حيث تحصل على رخصة للتدريس بالجامع الاخضر و بالجامع العالي سيدي قموش و من هنا بدأ العمل بتفان و اخلاص بداية من الدروس المسجدية و الدروس العلمية و تأسيس المدارس و المساجد الحرة و قد اولى ا بن باديس التربية و التعليم اهتماما بالغا في الاصلاح و توج ذلك بتأسيس مكتب للتعليم الابتدائي العربي عام 1926 انبثقت عنه في عام 1930 مدرسة جمعية التربية و التعليم الاسلامية و هي الجمعية التي اصبح لها نحو 170 فرعا في مختلف مناطق الجزائر و استعمل الصحافة لنشر فكره الاصلاحي من خلال اصدار جريدة المنتقد عام 1925 التي تولى رئاسة تحريرها ثم جريدة الشهاب في السنة نفسها و لعل اهم نشاط قام به تأسيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين رفقة 72 عالما من شتى الاتجاهات الدينية سنة 1931 و انتخب رئيسا لها و جعل شعارها( الاسلام ديننا العربية لغتنا الجزائر وطننا) اسهم بمواقفه و آرائه في اثراء الفكر السياسي بالحديث عن قضايا الامة ففي عام 1936 دعا لعقد مؤتمر اسلامي بالجزائر لافشال فكرة اندماج الجزائر مع فرنسا كما شارك ضمن وفد المؤتمر الاسلامي المنعقد بباريس في يوليو تموز 1936 حاور من خلاله لجنة البحث في البرلمان الفرنسي في ابريل نيسان 1937 كما دعا لمقاطعة المجالس النيابية في شهر اغسطس سنة 1937 كما دعا لمقاطعة احتفالات فرنسية بمناسبة مرور قرن على استعمار الجزائر في 1937 عبد الحميد بن باديس الشاعر خلد الشعر ابن باديس بالقصيدة الرائعة التي غدت النشيد الوطني الثاني اشتهرت ب شعب الجزائر المسلم و تتكون من 40 بيتا. بينما تسميتها الاصلية “ذكرى المولد” هذه القصيدة التي تم القاؤها لاول مرة في حفلة المولد النبوي الشريف في ربيع الثاني 1356الموافق لشهر جوان 1937 بمدينة قسنطينة و قد ذكر الاستاذ الدكتور عبد المالك مرتاض في كتابه معجم الشعراء الجزايريين في القرن العشرين و خص القصيدة بالدراسة المعمقة في قوله ،، ولو لم ندرجه ضمن المائة شاعروهو العدد الذي احتوى عليه هذا الكتاب من الشعراء الجزائريين كأنما لم نفعل شيئا و ذلك بأننا نعتقد أن عبد الحميد بن باديس أشعر شاعر كتب شعرا في الجزائر ،،وعليه ونظرا لاهمية الدور الذي لعبه الشيخ العلامة ابن باديس في توجيه الشعب الجزائري فقد بات من الضروري الرجوع الى الرجل و توجيه الطلبة في مختلف التخصصات من الاستفادة مما قدمه 3
مشاركة :