يبدو أن إدارة الطرق بالمنطقة الشرقية تتلذذ وتستهين بأرواح و متاعب الذين يقطعون الطريق السريع من محافظة بقيق إلى بقية محافظات ومدن المنطقة الذي يبلغ طوله 75 كيلو مترا، ويحلو للناس تسميته بسيئ السمعة على الرغم من افتتاحه قبل عامين بتكلفة تجاوزت 135 مليون ريال. وإدارة الطرق ما زالت تلتزم الصمت المطبق الطويل الممل، وتترك الطريق على حاله إلا من الترقيع الذي لا يعدو كونه تشويهاً، ولا تخجل من ترديد أسطوانتها المشروخة «الطريق ما زال تحت مسؤولية الشركة المنفذة وأن ظهور أي عيوب فيه من حفر أو تشققات أو انخفاض في مستوى الطريق يقع ضمن مسؤولية الشركة». والشركة تتفنن بين الحين والآخر في إعادة صيانة وإصلاح الحفر والتشققات التي ظهرت على كافة مساراته الأربعة، بعد أن كانت مقتصرة على المسار المخصص للشاحنات، وهو لم يكمل عامه الثالث، وأصبح الطريق بقدرة قادر أرضاً خصبة للغش المتكرر من قبل الشركة المنفذة التي تماطل في إنهاء أزمة طريق حيوي كهذا، ووزارة النقل ممثلة في إدارة الطرق بالمنطقة الشرقية تتفرج على خيبتها وخيبة الشركة المنفذة المتهاونة في أرواح الناس وممتلكاتهم، أشفق على نفسي وعلى من يسلك هذا الطريق لرداءته وقبحه، و تمنيت لو يُجبر صاحب قرار في وزارة النقل على قطعه ذهاباً وإياباً أكثر من مرة، وبسيارة فارهة دفع فيها دم قلبه، بالتأكيد لن يحتاج أن يفعلها أكثر من مرة، لآنه سوف يدرك من هذا المشوار المشؤوم أنه ووزارته يقصرون تجاه طرق المنطقة الشرقية الحيوية التي تشهد حركة كثيفة من المسافرين على مدار الساعة. وسوف يدرك ذلك المسؤول أن بقاء الطريق على حاله إلى هذا الوقت منذ افتتاحه فيه إيذاء للناس وتشويه لوجه المنطقة الحضاري.
مشاركة :