اندلعت حالة من الجدل بعد سجال على تويتر بين رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس، ورئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية المنتهية ولايتها عبدالحميد الدبيبة، على خلفية تغريدات متبادلة بين الطرفين. وبدأ السجال بتغريدة كتبها نجيب ساويرس، انتقد خلالها الدبيبة، قائلا "سيذكر التاريخ أن الدبيبة وقف في طريق استقرار وطنه من أجل مصلحته الشخصية"، معتبرا أن الدبيبة "فضل المنصب عن مصلحة ليبيا". وغرقت ليبيا مجددا، منذ أشهر، في انقسام حاد بسبب وجود حكومتين للبلاد، واحدة برئاسة الدبيبة وأخرى مدعومة من البرلمان برئاسة وزير الداخلية السابق فتحي باشاغا، وسط مخاوف دولية ومحلية من اندلاع اشتباكات أمنية وعودة الاقتتال بين أبناء ليبيا. وكان البرلمان، الذي يتخذ من الشرق مقرا له، عين باشاغا في مارس، لكن الدبيبة رفض التنازل عن السلطة، مما أدى إلى وجود حكومتين متنافستين. وتفاعل عدد كبير من النشطاء مع تغريدة رجل الأعمال المصري، بين مؤيدين لرأي ساويرس، وآخرين يهاجمونه ويتهمونه بالسعي إلى تحقيق مصالح اقتصادية في ليبيا، وهو ما نفاه. ورد رجل الأعمال المصري، الذي كانت تمتلك عائلته استثمارات في ليبيا، على تلك الاتهامات قائلا "ليست لدي طموحات اقتصادية لقد حققت ما أردت والقناعة كنز.. وأتكلم عن محبة لليبيا وليس لدي دافع آخر.. وكثيرون ينتقدون ويشتمون ولا يطرحون حلولا". وأوضح المستخدم أحمد بوشعالة أن والد ساويرس كان يعمل في ليبيا، و"جمع بدايات ثروته هناك أيام المملكة"، لذلك يهتم بالشأن الليبي، وهو ما أيده رجل الأعمال المصري، بإعادة تغريد حديث المغرد. وبقدر ما أثارت تغريدة رجل الأعمال المصري، الكثير من التأويلات حول مغزاها وأسبابها، إلا أن ما أثار الجدل بشكل أكبر، طريقة دخول الدبيبة على خط الاشتباك. وهاجم حساب منسوب للدبيبة، على تويتر رجل الأعمال المصري، محاولا تحويل دفة السجال إلى سياسي، قائلا "يبدو أنك قد أخطأت العنوان.. هذه ليبيا (التاريخ) بلد الأسُود وموطن الحشمة وليست مهرجانا للتعري!!". ورغم أن الدبيبة لم يذكر ساويرس صراحة، لكنّ عددا من المغردين اعتبروا أن الحديث موجه لرجل الأعمال المصري الذي يرعى مهرجان الجونة السينمائي كل عام. وما إن انطلق الدبيبة في رده، حتى أخذ السجال بين الرجلين بعدا آخر، إثر دخول ما وصفهم ساويرس بـ"الكتائب الإلكترونية" على الخط، والتي ألقت بسهام انتقاداتها لرجل الأعمال المصري. إلا أن ساويرس، أعاد الكرة مرة أخرى في ملعب الدبيبة، قائلا "لم أخطئ العنوان لكنك أخطأت في ردك وأسلوبه فالقضية ليست قضية مهرجانات أو الحشمة، القضية هي استقرار ليبيا ومستقبلها وقرارك الخاطئ بالتمسك بالسلطة على حساب وطنك وسنرى إن شاء الله مستقبلا مهرجانا للثقافة والسينما في ليبيا فهما ليسا رجسا من الشيطان". وزعمت بعض الكتائب الإلكترونية أن موقف ساويرس، جاء بعد أن قالوا إن الدبيبة ألغى عقود عمل لشركات مصرية، كانت تعاقدت عليها قبل أشهر، لإنشاء طرق ومحاور استراتيجية في ليبيا، إلا أن ساويرس نفى بشكل ضمني تلك الرواية بعد أن تفاعل معها. وأكد ساويرس، أنه ليس لديه أي نشاط في ليبيا و"لن أعمل في ليبيا إلى أن تتخلص من الميليشيات ويعود الاستقرار بعون الله"، مضيفا "تويتة واحدة حركت كل الكتائب الإلكترونية التابعة للميليشيات في طرابلس…عندي خبرة بالتعامل معها والبلوك خير رد. تحيا ليبيا". وكانت شركات مصرية، وقعت في يناير الماضي، عقود عمل لاستكمال مشروع الطريق الدائري الثالث في العاصمة طرابلس، الذي يصل طوله إلى 23 كيلومترا، ويربط أحياء طرابلس من منطقة غوط الشعال غربا إلى طريق الشط في اتجاه الشرق، مرورا بأغلب المناطق السكانية والخدمية في طرابلس، وتصل تكلفة المشروع إلى 3.734 مليار دينار ليبي. كما وقعت عقود عمل لتنفيذ وتوسعة طريق "أجدابيا جالو" بطول 252 كيلومترا في شرق البلاد، وطريق "أوباري غات" بطول 360 كيلومترا في الجنوب، في اتفاقية قال عنها الدبيبة -في ذلك الوقت- إنه استدعى نخبة الشركات المصرية لتنفيذ مجموعة من مشروعات الكهرباء والصرف الصحي والطرق في جنوب وغرب وشرق البلاد.
مشاركة :