مراهق اثيوبي بين ضرورة الصمود ومسؤوليته المزدوجة تجاه عائلته بعد هربه من تيغراي

  • 5/1/2022
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

أُنقذ اللاجئ البالغ من العمر 16 عاما في 23 نيسان/أبريل قبالة السواحل الليبية وأُخرج من قارب مطاطي كان فيه مئة شخص وشخص. وفرّ الشاب الاثيوبي من دون عائلته من تيغراي في شمال إثيوبيا، حين بدأ نزاع مسلّح بين الحكومة الاثيوبية ومتمرّدي جبهة تحرير شعب تيغراي التي حكمت البلاد ثلاثين عاما. ويقول لوكالة فرانس برس "اندلعت الحرب فجأة. هربت لأنقذ حياتي. لكن بعد الرحيل، العودة مستحيلة". عَبَر آبر هاغيريا الحدود بين اثيوبيا والسودان برفقة صديقين، حاملًا هاتف جوّال. ويتابع "تيغراي معزولة تمامًا من قبل الحكومة المركزية. ليس هناك كهرباء أو مياه أو إمكانية للحصول على الطعام". ترك الشاب خلفه أهله وأخته وإخوانه السبع الذين يحارب بعضهم مع جبهة تحرير شعب تيغراي. على ساعده، يظهر وشم "أنا أحبّ" (آي لاف) بالانكليزية، تكريمًا لعائلته. بدأت مذّاك رحلة طالت 16 شهرًا حتّى عبور وسط البحر الأبيض المتوسط وهو أخطر طريق بحري في العالم فقد أكثر من 1553 شخصًا فيه في 2021، وفقًا حسب منظمة الهجرة الدولية. ويضيف "لم أكلّم عائلتي منذ زمن طويل". يبدو أن الواقع حَرَق أحلام الشاب، فلم يعرف بعد إلّا حياة أفسدتها المعاناة التي مرّ بها في السودان ثم في ليبيا. ويقول آبر "ليبيا هي فعلًا بلد خطير"، معيدًا تمثيل تكبيل يديه والضربات التي كان يتلقّاها. واشار إلى الاعتقالات التعسّفية وطلبات الفدية من الشرطة الفاسدة. "مسؤولية مزدوجة" لكن رغبة الوصول إلى أوروبا لا تفارقه. ويقول إنه دفع تسعة آلاف دولار لمهرّبين لعبور البحر الأبيض المتوسط، وهو مبلغ جمّعه أقاربه من أجله. ويوضح "أريد مساعدة عائلتي. أن أعمل في أوروبا لكي أرسل لهم بدوري المال". ويضيف "لدي مسؤولية مزدوجة: إعادة ما أعطوني إيّاه، وجعلهم يرحلون من منطقة فيها دائمًا نزاعات". وآبر هاغيريا هو واحد من 748 قاصرًا لا يرافقهم أهلهم وأنقذتهم سفينة "جيو بارنتس" التابعة لمنظمة "أطباء بلا حدود" منذ بداية مهمتها في أيار/مايو 2021. وهؤلاء الأطفال الذين قاموا بهذه الرحلة بمفردهم هم من بين الأكثر ضعفًا بين آلاف المنفيين الذين يحاولون الوصول إلى أوروبا. وتقول جولي ميليشار، المسؤولة عن الشؤون الإنسانية في "أطباء بلا حدود" على متن "جيو بارنتس" إنه "لأنهم لا يستفيدون من حماية شخص بالغ، يجب أن يتمكنوا من الحصول على حقوق الطفولة والحماية الناتجة عنها (...) في مكان آمن في أوروبا". وتُذكّر بأن على جميع الدول واجب تطبيق اتفاقية حقوق الطفل الموقّعة في 1989. على متن السفينة، يلعب آبر هاغيريا دور المترجم الفوري إلى اللغة الانكليزية أو دور المسعف بوضع ضمادة على كتف زميل له. ويتناقض هدوءه مع الصخب المحيط، وصبره مع صغر سنه. ولّت الحياة الماضية، فيما المستقبل غير مؤكّد. أمّا في الحاضر، يتخبّط آبر هاغيريا بحثًا عن توازن غير مستقر وسط رفاقه المستلقين على الأرض. ويقول بابتسامة خجولة "عليّ أن أبقى واقفًا". اك-شف/كبج/اا

مشاركة :