غيب الموت السفير الفرنسي السابق لدى لبنان دوني بييتون الذي شغل أخيراً منصب مدير مكتب وزير الخارجية لوران فابيوس. وبييتون من مواليد ١٩٥٦، خطفه المرض باكراً من مهنة لامعة ومن زوجة لبنانية هي نجوى باسيل التي تزوجها بعد كارثة الطائرة الإثيوبية على شاطئ بيروت التي قضت فيها زوجته السابقة مارلا عام ٢٠١٠ عندما كان سفيراً في بيروت. وكان الديبلوماسي الفرنسي من ألمع المستشرقين في الخارجية الفرنسية، وكان شغل منصب مدير قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في عهد وزير الخارجية السابق آلان جوبيه. وعمل قنصلاً عاماً في القدس وكان يظهر تعاطفاً كبيراً مع الفلسطينيين وقضيتهم. وعمل مستشاراً في سفارة فرنسا لدى واشنطن وسفيراً في بريتوريا وفي البرازيل، ثم رئيساً للمعهد الفرنسي الدولي المسؤول عن نشر الثقافة في العالم. كان الراحل متعلقاً بشدة بلبنان إلى حد أنه كان يحلم بأيام التقاعد فيه مع زوجته في جبيل، حيث تعرف إليها عندما كانت تنشط في عملها في بلدية المدينة. لكن القدر شاء غير ذلك فخطف بييتون من نجوى وابنيه وابنته وأصدقائه الكثر في فرنسا والعالم. ونعاه أمس، الوزير فابيوس في بيان جاء فيه: «فقدت الخارجية الفرنسية ديبلوماسياً كبيراً بعد أشهر قليلة من تسلمه رئاسة المعهد الفرنسي، وتمكنت من تقدير مهارته عندما كان مدير مكتبي في أيار (مايو) ٢٠١٢، وكانت له خبرة واسعة بالشرق الأوسط وانتقل من الولايات المتحدة إلى القدس إلى أفريقيا الجنوبية ولبنان والبرازيل. وعرف عن الراحل أنه رجل الالتزام والقناعة، كان زميلاً محبوباً من الجميع لإنسانيته ولطفه وأشارك أقاربه وعائلته وزملاءه في المعهد وأصدقاءه الكثر في فرنسا وفي العالم أَساهُم».