تحتفي سيدات الطائف كل عام مع حلول عيد الفطر السعيد بالإعداد لصنوف شتى من أنواع الزينة، يتصدرها الحناء الذي ما زال أقدم هذه العادات المستمرة حتى وقتنا الحاضر، وتلتم عليها الأسرة أواخر شهر رمضان المبارك وقبيل حلول العيد. محبة وألفة: وتجتمع سيدات وفتيات الحي في جوٍ اجتماعي يسوده المحبة والألفة في مساعدة بعضهن في إعداد الخلطات الخاصة بالحناء، بتعدد الاستخدامات بين كبيرات السن والفتيات بأشكال متعددة ومتنوعة، ويفضل بعضهن قبضة الكفين بوضع كمية من الحناء على راحة اليد وبطون الأرجل، فيما يفضل صغيرات السن استخدام النقوش المختلفة باللون الأحمر أو البني الداكن، مثل النقشة السعودية، والكويتية، والإماراتية، والبحرينية، والسودانية، وتختلف باختلاف المواد المضافة مع الحناء وعرض خط الرسمة ونوعها. فيما يفضل أخريات الاستعانة بممتهنات النقش “المحنية” من خلال توافدهن إلى المنازل، وقد تطورت زينة المحنيات لتصبح على شكل نقوش مختلفة لا تخلو من الإبداع في تشكيلاتها، وتعتيق الحناء بالخضاب على اليدين والقدمين حتى تظهر الرسوم الجميلة التي تضفي بدلالاتها على زينة النساء المتزوجات، والفتيات صغيرات السن بعد مرور أكثر 10 ساعات من وضعه. حديث الجدة أم عبدالله: واس رصدت حديث الجدة أم عبدالله مستورة العبدلي ذات العمر 70 عاماً، قائلة ” قديماً تجتمع مجموعة من الجارات في منزل إحداهن قبل أيام العيد يتبادلن رسم الحناء والإبداع في نقشاته على كفوفهن وشعورهن، وتقوم بذلك متطوعتان من ذوات الخبرة من فتيات الحي كمكافأة للسيدات كبيرات السن والمتزوجات والأطفال الصغار فقط، على ما لاقينه من عناء في الطبخ طيلة فترة شهر رمضان وعلى اهتمامهن بكافة أفراد الأسرة وموائد الإفطار، وتقوم المتطوعات على إعداد لوازم سهرة الحناء من حلويات ومشروبات يتبادلن عليها الأحاديث والذكريات. من جانبها تقول المالكية أم خالد، إن مكمل العيد لدى العديد من السيدات، هي الاستعداد بالحناء، حيث تعجن الخبيرة أو الأم أو الجدة الكمية الكافية من الحناء قبل ليلة العيد وتهيئ قطعا كافية من الملابس القديمة، لتربط بها أيادي بناتها أو أحفادها الصغار بعد تخضيبها بالحناء وريح الموز و مياه الورد، إذ تجتمع العائلة حول الجدة أو المحنية أو الأخت الأكبر سناً، وهن يقمن بوضع الحناء على الأيادي بالطريقة التي ترغبها، وربطها بقطع من القماش خوفاً من عدمها وحفظها للرطوبة، ثم يطلب منهم إبقاؤها حتى صباح اليوم الثاني، ويستبشر الأطفال حينما يرون الأم تقوم بغسل أيدي أطفالها فتظهر أكفهم منقوشة بالحناء العتيق، ويبدأ التفاخر بها أمام أقاربهم منتعشين بعطر ورائحة الحناء. ولا يقتصر استخدام أو استعمال الحناء على النساء أو الفتيات صغيرات السن، بل يشمل ذلك العديد من الرجال لصبغ شعر الرأس أو الشارب أو اللحية أو بطون الأرجل لعلاج الخشونة والتشققات.
مشاركة :