على التغير المناخي أن ينتظر.. فالعالم مشغول الآن!

  • 5/2/2022
  • 01:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

بدأتُ‭ ‬أشعر‭ ‬منذ‭ ‬سنوات‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬نمطاً‭ ‬دولياً‭ ‬واضحاً‭ ‬ومستمراً‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬مواقف‭ ‬وتصريحات‭ ‬الدول‭ ‬قبيل‭ ‬انعقاد‭ ‬اجتماعات‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬التي‭ ‬يشارك‭ ‬فيها‭ ‬كل‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬اتفاقية‭ ‬دولية‭ ‬مشتركة‭ ‬وملزمة‭ ‬للجميع‭ ‬لمواجهة‭ ‬قضية‭ ‬التغير‭ ‬المناخي‭ ‬المعقدة‭ ‬والشائكة‭.‬هذه‭ ‬الاجتماعات‭ ‬بدأت‭ ‬بوضع‭ ‬النواة‭ ‬الأولى‭ ‬للعمل‭ ‬الدولي‭ ‬المشترك‭ ‬في‭ ‬قضية‭ ‬التغير‭ ‬المناخي‭ ‬وارتفاع‭ ‬حرارة‭ ‬كوكبنا،‭ ‬حيث‭ ‬التقى‭ ‬رؤساء‭ ‬ورؤساء‭ ‬حكومات‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬في‭ ‬قمة‭ ‬تاريخية‭ ‬نادرة‭ ‬من‭ ‬نوعها‭ ‬لتناقش‭ ‬ولأول‭ ‬مرة‭ ‬قضية‭ ‬بيئية‭ ‬بحتة،‭ ‬وليست‭ ‬قضية‭ ‬أمنية،‭ ‬أو‭ ‬اقتصادية،‭ ‬أو‭ ‬سياسية‭. ‬فهذا‭ ‬الاجتماع‭ ‬الأممي‭ ‬أو‭ ‬المعروف‭ ‬بقمة‭ ‬الأرض‭ ‬الذي‭ ‬عُقد‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬ريو‭ ‬دي‭ ‬جانيرو‭ ‬البرازيلية‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1992‭ ‬ووافق‭ ‬فيه‭ ‬المجتمعون‭ ‬على‭ ‬‮«‬الاتفاقية‭ ‬الإطارية‭ ‬حول‭ ‬التغير‭ ‬المناخي‮»‬‭ ‬وضع‭ ‬حجر‭ ‬الأساس‭ ‬لمعاهدة‭ ‬دولية،‭ ‬ومهد‭ ‬الطريق‭ ‬أمام‭ ‬البدء‭ ‬في‭ ‬إجراء‭ ‬المفاوضات‭ ‬الدولية‭ ‬حول‭ ‬هذه‭ ‬القضية‭. ‬فكان‭ ‬الاجتماع‭ ‬الأول‭ ‬للدول‭ ‬الأطراف‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الاتفاقية‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1995‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬برلين‭ ‬الألمانية،‭ ‬والاجتماع‭ ‬الأخير‭ ‬رقم‭ (‬26‭) ‬في‭ ‬2021‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬جلاسجو‭ ‬البريطانية‭. ‬ وكل‭ ‬هذه‭ ‬الاجتماعات‭ ‬السنوية‭ ‬المتكررة‭ ‬المستمرة‭ ‬منذ‭ ‬ثلاثين‭ ‬عاماً‭ ‬منذ‭ ‬قمة‭ ‬الأرض،‭ ‬لم‭ ‬يتمخض‭ ‬عنها‭ ‬الهدف‭ ‬الرئيس‭ ‬من‭ ‬عقد‭ ‬هذه‭ ‬الاجتماعات،‭ ‬وهو‭ ‬بلوغ‭ ‬معاهدة‭ ‬دولية‭ ‬مشتركة‭ ‬وملزمة‭ ‬للجميع،‭ ‬وتعتمد‭ ‬آليات‭ ‬دولية‭ ‬وأدوات‭ ‬للمراقبة‭ ‬ومُحاسبة‭ ‬ومعاقبة‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬يتخلف‭ ‬عن‭ ‬تعهداته‭ ‬لمواجهة‭ ‬هذه‭ ‬القضية‭ ‬الدولية‭ ‬وخفض‭ ‬انبعاثاته‭ ‬من‭ ‬الغازات‭ ‬المسؤولة‭ ‬عن‭ ‬وقوعها‭. ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬متابعتي‭ ‬لمخرجات‭ ‬هذه‭ ‬الاجتماعات،‭ ‬فإنني‭ ‬أرى‭ ‬بأن‭ ‬الاجتماع‭ ‬الوحيد‭ ‬الذي‭ ‬تمكن‭ ‬من‭ ‬تحقيق‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الهدف،‭ ‬هو‭ ‬الاجتماع‭ ‬الثالث‭ ‬الذي‭ ‬عقد‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬كيوتو‭ ‬اليابانية‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1997،‭ ‬حيث‭ ‬وافقت‭ ‬الدول‭ ‬على‭ ‬‮«‬بروتوكول‭ ‬كيوتو‮»‬‭ ‬للتغير‭ ‬المناخي‭. ‬ولكن‭ ‬هذا‭ ‬البروتوكول‭ ‬لم‭ ‬يحقق‭ ‬الهدف‭ ‬الكلي‭ ‬المنشود،‭ ‬فقد‭ ‬جاء‭ ‬ناقصاً‭ ‬وغير‭ ‬شامل،‭ ‬حيث‭ ‬ألزم‭ ‬البروتوكول‭ ‬فقط‭ ‬الدول‭ ‬الصناعية‭ ‬المتقدمة‭ ‬الكبرى‭ ‬على‭ ‬وضع‭ ‬سقفٍ‭ ‬لانبعاثاتها‭ ‬من‭ ‬الغازات‭ ‬المتهمة‭ ‬بوقوع‭ ‬التغير‭ ‬المناخي،‭ ‬وفي‭ ‬مقدمتها‭ ‬غاز‭ ‬ثاني‭ ‬أكسيد‭ ‬الكربون،‭ ‬واستثنى‭ ‬البروتوكول‭ ‬الدول‭ ‬النامية‭ ‬غير‭ ‬المتقدمة‭ ‬من‭ ‬وضع‭ ‬حدودٍ‭ ‬تتعهد‭ ‬بها‭ ‬لخفض‭ ‬انبعاثاتها‭. ‬ومن‭ ‬جانب‭ ‬آخر‭ ‬أيضاً،‭ ‬فإن‭ ‬الهدف‭ ‬الرئيس‭ ‬لم‭ ‬يتحقق‭ ‬أيضاً‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬البروتوكول‭ ‬فشل‭ ‬في‭ ‬وضع‭ ‬آلية‭ ‬أممية‭ ‬تراقب‭ ‬وتحاسب‭ ‬وتعاقب‭ ‬أية‭ ‬دولة‭ ‬لا‭ ‬تفي‭ ‬بالتزاماتها‭ ‬وتعهداتها‭ ‬التي‭ ‬قطعتها‭ ‬على‭ ‬نفسها‭ ‬لخفض‭ ‬انبعاث‭ ‬الملوثات‭ ‬المناخية‭. ‬ وهذا‭ ‬البروتوكول‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬المطاف‭ ‬لم‭ ‬ير‭ ‬النور،‭ ‬ولم‭ ‬ينفذ‭ ‬في‭ ‬الواقع‭ ‬الميداني،‭ ‬وبخاصة‭ ‬بعد‭ ‬انسحاب‭ ‬أكبر‭ ‬دولة‭ ‬مسؤولة‭ ‬عن‭ ‬حدوث‭ ‬التغير‭ ‬المناخي‭ ‬وهي‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية،‭ ‬عندما‭ ‬وقع‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬الأسبق‭ ‬بل‭ ‬كلينتون‭ ‬على‭ ‬البروتوكول‭ ‬ثم‭ ‬جاء‭ ‬جورج‭ ‬بوش‭ ‬الابن‭ ‬ورفض‭ ‬التصديق‭ ‬عليه،‭ ‬فانتهى‭ ‬البروتوكول‭ ‬وانتقل‭ ‬إلى‭ ‬مثواه‭ ‬الأخير‭.‬ ومنذ‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت،‭ ‬فمواقف‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬بين‭ ‬مدٍ‭ ‬وجزر،‭ ‬وبين‭ ‬موافقٍ‭ ‬ومعارض،‭ ‬وبين‭ ‬ملتزم‭ ‬كلياً‭ ‬وملتزمٍ‭ ‬جزئياً‭ ‬وغير‭ ‬مبالٍ‭ ‬بالعملية‭ ‬برمتها،‭ ‬فكلما‭ ‬تَقدم‭ ‬العالم‭ ‬في‭ ‬أحد‭ ‬الاجتماعات‭ ‬خطوة‭ ‬إلى‭ ‬الأمام‭ ‬لمكافحة‭ ‬التغير‭ ‬المناخي‭ ‬وارتفاع‭ ‬حرارة‭ ‬كوكبنا،‭ ‬نجده‭ ‬يتأخر‭ ‬ويتراجع‭ ‬خطوتين‭ ‬إلى‭ ‬الخلف‭ ‬بعد‭ ‬فترةٍ‭ ‬وجيزة‭ ‬من‭ ‬الزمن‭.‬ وأصبحت‭ ‬معظم‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬طوال‭ ‬السنوات‭ ‬الماضية‭ ‬تهرول‭ ‬في‭ ‬سباق‭ ‬ماراثوني‭ ‬بطيء،‭ ‬وتحولت‭ ‬من‭ ‬آلة‭ ‬تنفيذ‭ ‬لتعهداتها‭ ‬إلى‭ ‬آلة‭ ‬مواقف‭ ‬سياسية،‭ ‬وتصريحات‭ ‬نارية‭ ‬خاوية،‭ ‬وتقوم‭ ‬قبيل‭ ‬كل‭ ‬اجتماع‭ ‬بخطواتٍ‭ ‬سريعة‭ ‬لتتمكن‭ ‬من‭ ‬مواكبة‭ ‬الحدث‭ ‬الدولي‭ ‬وملاحقة‭ ‬المتسابقين‭ ‬الآخرين،‭ ‬فتُدلي‭ ‬بتصريحات‭ ‬قوية،‭ ‬وتتبنى‭ ‬مواقف‭ ‬إيجابية‭ ‬من‭ ‬التغير‭ ‬المناخي‭ ‬حتى‭ ‬تتجنب‭ ‬انتقاد‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام،‭ ‬وتتفادى‭ ‬أسئلة‭ ‬المنظمات‭ ‬والجمعيات‭ ‬الأهلية‭ ‬الدولية‭ ‬والإقليمية‭ ‬المتعلقة‭ ‬بدورها‭ ‬في‭ ‬تقليل‭ ‬انبعاثات‭ ‬غازات‭ ‬الاحتباس‭ ‬الحراري‭. ‬ثم‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تنطفئ‭ ‬شمعة‭ ‬الاجتماع،‭ ‬وتعود‭ ‬الوفود‭ ‬إلى‭ ‬دولها‭ ‬ومقر‭ ‬عملها،‭ ‬يختفي‭ ‬هذا‭ ‬الحماس‭ ‬الشديد،‭ ‬وتنسى‭ ‬الدول‭ ‬مواقفها‭ ‬هذه،‭ ‬وتعود‭ ‬الممارسات‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬كانت‭ ‬عليها‭ ‬قبيل‭ ‬انعقاد‭ ‬هذه‭ ‬الاجتماعات‭. ‬فعلى‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬قبيل‭ ‬اجتماع‭ ‬جلاسجو،‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬الحال‭ ‬بالنسبة‭ ‬للاجتماعات‭ ‬السابقة،‭ ‬معظم‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬بدأت‭ ‬بالمزاد‭ ‬العلني‭ ‬فصرحت‭ ‬عن‭ ‬تعهداتها‭ ‬في‭ ‬خفض‭ ‬الانبعاثات،‭ ‬فالولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬على‭ ‬لسان‭ ‬الرئيس‭ ‬الجديد‭ ‬بايدن‭ ‬المتحمس‭ ‬لمواجهة‭ ‬التغير‭ ‬المناخي،‭ ‬أعلن‭ ‬بأنه‭ ‬سيخفض‭ ‬نسبة‭ ‬الانبعاث‭ ‬50‭%‬‭ ‬بحلول‭ ‬عام‭ ‬2030،‭ ‬والهند‭ ‬أعلن‭ ‬رئيس‭ ‬وزرائها‭ ‬بأنه‭ ‬سيحقق‭ ‬الانبعاث‭ ‬الصفري‭ ‬بحلول‭ ‬عام‭ ‬2070،‭ ‬،‭ ‬والصين‭ ‬أعلنت‭ ‬الانبعاث‭ ‬الصفري‭ ‬بحلول‭ ‬2060،‭ ‬وروسيا‭ ‬بحلول‭ ‬عام‭ ‬2060،‭ ‬وبريطانيا‭ ‬بحلول‭ ‬2030‭. ‬ فهناك‭ ‬عدة‭ ‬عوامل‭ ‬تجعل‭ ‬من‭ ‬مكافحة‭ ‬ظاهرة‭ ‬التغير‭ ‬المناخي‭ ‬أمراً‭ ‬شائكاً‭ ‬وصعباً،‭ ‬مما‭ ‬يجعل‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬في‭ ‬وضع‭ ‬صعب‭ ‬جداً‭ ‬لا‭ ‬يمكنها‭ ‬الالتزام‭ ‬بتعهداتها،‭ ‬أو‭ ‬تحديد‭ ‬سقف‭ ‬زمني‭ ‬قريب‭ ‬للوصول‭ ‬إلى‭ ‬خفض‭ ‬انبعاثاتها‭ ‬إلى‭ ‬المستويات‭ ‬الفاعلة‭ ‬والمجدية‭ ‬التي‭ ‬تجمِّد‭ ‬ارتفاع‭ ‬حرارة‭ ‬الأرض‭. ‬فمن‭ ‬جهة‭ ‬هناك‭ ‬التغيرات‭ ‬السياسية‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬الكبرى‭ ‬وتغير‭ ‬الحكومات‭ ‬والمسؤولين،‭ ‬فمنها‭ ‬حكومات‭ ‬تساند‭ ‬قضية‭ ‬التغير‭ ‬المناخي‭ ‬ومنها‭ ‬حكومات‭ ‬تقف‭ ‬حجر‭ ‬عثرة‭ ‬أمام‭ ‬أي‭ ‬تقدم‭ ‬في‭ ‬مواجهتها،‭ ‬كذلك‭ ‬هناك‭ ‬عامل‭ ‬التغير‭ ‬في‭ ‬أسعار‭ ‬أسواق‭ ‬النفط‭ ‬والفحم‭ ‬والغاز‭ ‬الطبيعي‭ ‬مقارنة‭ ‬بأسعار‭ ‬مصادر‭ ‬الوقود‭ ‬النظيفة‭ ‬والمتجددة،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬الحرب‭ ‬الروسية‭ ‬الأوكرانية‭ ‬التي‭ ‬أيضاً‭ ‬عطَّلت‭ ‬جدول‭ ‬أعمال‭ ‬المناخ‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الدول،‭ ‬وعلى‭ ‬رأسها‭ ‬أكثر‭ ‬الدول‭ ‬انبعاثاً‭ ‬لملوثات‭ ‬المناخ‭ ‬وهما‭ ‬الصين‭ ‬والولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭. ‬أما‭ ‬الصين‭ ‬التي‭ ‬أعلنت‭ ‬عدة‭ ‬مرات‭ ‬في‭ ‬اجتماعات‭ ‬التغير‭ ‬المناخي‭ ‬بأنها‭ ‬ستتخلى‭ ‬عن‭ ‬الفحم،‭ ‬ولن‭ ‬تبني‭ ‬محطات‭ ‬جديدة‭ ‬لتوليد‭ ‬الكهرباء‭ ‬تشتغل‭ ‬بالفحم،‭ ‬قد‭ ‬غيَّرت‭ ‬موقفها‭ ‬ورجعت‭ ‬إلى‭ ‬عادتها‭ ‬القديمة‭ ‬في‭ ‬حرق‭ ‬الفحم‭ ‬والنفط‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬مواصلة‭ ‬عملية‭ ‬التنمية،‭ ‬حسب‭ ‬الخبر‭ ‬المنشور‭ ‬21‭ ‬أبريل‭ ‬2022‭ ‬في‭ ‬‮«‬البلومبيرج‮»‬‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭: ‬‮«‬الصين‭ ‬تؤكد‭ ‬بناء‭ ‬قدرات‭ ‬إضافية‭ ‬لاستخراج‭ ‬الفحم‭ ‬هذا‭ ‬العام‮»‬،‭ ‬حيث‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬الخبر‭ ‬بأن‭ ‬الحكومة‭ ‬الصينية‭ ‬ستزيد‭ ‬من‭ ‬الإنتاج‭ ‬المحلي‭ ‬من‭ ‬الفحم‭ ‬لتوليد‭ ‬الكهرباء‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬استخراج‭ ‬الفحم‭ ‬بنحو‭ ‬300‭ ‬مليون‭ ‬طن‭ ‬إضافي‭ ‬هذا‭ ‬العام،‭ ‬علماً‭ ‬بأن‭ ‬الفحم‭ ‬من‭ ‬المصادر‭ ‬الرئيسة‭ ‬لملوثات‭ ‬المناخ،‭ ‬والصين‭ ‬مسؤولة‭ ‬عن‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬27‭%‬‭ ‬من‭ ‬مجموع‭ ‬الانبعاثات‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الدولي‭. ‬وهذه‭ ‬الحالة‭ ‬تنطبق‭ ‬أيضاً‭ ‬على‭ ‬دول‭ ‬أخرى‭ ‬مثل‭ ‬ألمانيا‭ ‬وإيطاليا‭ ‬وغيرهما‭ ‬بسبب‭ ‬النقص‭ ‬في‭ ‬إمدادات‭ ‬الطاقة‭ ‬الناجم‭ ‬عن‭ ‬الحرب،‭ ‬حسب‭ ‬المقال‭ ‬المنشور‭ ‬في‭ ‬البلومبيرج‭ ‬في‭ ‬25‭ ‬أبريل‭ ‬2022‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭: ‬‮«‬الحرب‭ ‬الروسية‭ ‬تعيد‭ ‬العالم‭ ‬إلى‭ ‬الإدمان‭ ‬على‭ ‬الفحم‮»‬‭.‬ ‭ ‬كذلك‭ ‬فإن‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬المسؤولة‭ ‬الأولى‭ ‬تاريخياً‭ ‬عن‭ ‬وقوع‭ ‬التغير‭ ‬المناخي،‭ ‬فنتيجة‭ ‬لفرض‭ ‬حظر‭ ‬على‭ ‬النفط‭ ‬الروسي‭ ‬خلال‭ ‬الحرب‭ ‬الحالية،‭ ‬وبهدف‭ ‬منع‭ ‬ارتفاع‭ ‬أسعار‭ ‬النفط‭ ‬والوقود‭ ‬داخلياً،‭ ‬وجهت‭ ‬بأمر‭ ‬تنفيذي‭ ‬من‭ ‬الرئيس‭ ‬بايدن‭ ‬بسحب‭ ‬180‭ ‬مليون‭ ‬برميل‭ ‬من‭ ‬المخزون‭ ‬الاستراتيجي‭ (‬Strategic‭ ‬Petroleum‭ ‬Reserve‭) ‬الذي‭ ‬يستخدم‭ ‬لحالات‭ ‬الطوارئ،‭ ‬كما‭ ‬فتحت‭ ‬الأراضي‭ ‬الاتحادية‭ ‬لشركات‭ ‬التنقيب‭ ‬لاستخراج‭ ‬النفط،‭ ‬وهذا‭ ‬الأمر‭ ‬لا‭ ‬يتوافق‭ ‬مع‭ ‬التوجهات‭ ‬الدولية‭ ‬في‭ ‬التخلص‭ ‬من‭ ‬الوقود‭ ‬الأحفوري،‭ ‬‭ ‬فبايدن‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬خطته‭ ‬الطموحة‭ ‬لمكافحة‭ ‬التغير‭ ‬المناخي،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬ظروف‭ ‬الحرب،‭ ‬وتأخر‭ ‬الكونجرس‭ ‬في‭ ‬الموافقة‭ ‬على‭ ‬خطته،‭ ‬أبطأت‭ ‬من‭ ‬خطوات‭ ‬التنفيذ،‭ ‬وربما‭ ‬ستُجمد‭ ‬هذه‭ ‬الخطة‭ ‬برمتها‭ ‬إلى‭ ‬أجل‭ ‬غير‭ ‬مسمى‭. ‬وهذا‭ ‬التذبذب‭ ‬والتضارب‭ ‬في‭ ‬السياسات‭ ‬والمواقف‭ ‬تجاه‭ ‬مواجهة‭ ‬ظاهرة‭ ‬التغير‭ ‬المناخي‭ ‬ينطبق‭ ‬على‭ ‬باقي‭ ‬دول‭ ‬العالم،‭ ‬فجميعها‭ ‬مشغولة‭ ‬بهمومها‭ ‬ومشكلاتها‭ ‬الداخلية‭ ‬القومية،‭ ‬وجميعها‭ ‬مشغولة‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬أمن‭ ‬الطاقة‭ ‬بأرخص‭ ‬مصدر‭ ‬وأقل‭ ‬كلفة،‭ ‬وجميعها‭ ‬يقع‭ ‬تحت‭ ‬وطأة‭ ‬الحرب‭ ‬الروسية‭ ‬الأوكرانية،‭ ‬سواء‭ ‬بشكلٍ‭ ‬مباشر‭ ‬أو‭ ‬غير‭ ‬مباشر،‭ ‬ولذلك‭ ‬على‭ ‬جهود‭ ‬التغير‭ ‬المناخي‭ ‬أن‭ ‬تنتظر،‭ ‬وفي‭ ‬تقديري‭ ‬ستنتظر‭ ‬طويلاً‭.'‬ bncftpw@batelco‭.‬com‭.‬bh

مشاركة :