علق متخصص في إدارة المطارات والتشغيل، على تأخر رحلات الطيران ووجود نوع من الإرباك في حركة المطارات، وتأثر الرحلات والمسافرين من وألى مدينة جدة، بأنه عرض جانبي تتعرض له أي شركة طيران؛ لظروف كثيرة، أغلبها خارج عن إرادة الشركات، مثل الخلل الفني أو الأجواء وغيرها، وهذا واقع لا يمكن تغييره ويتقبله المسافر، ولكن غير المقبول هو غياب آلية عمل منظمة للتعامل مع الركاب في حالة التأخير، مثل غياب المعلومة الواضحة، والتي هي جزء من أسباب غضب الركاب. وأوضح المعتز بن حسن ميرة، أن حركة الطيران في ازدياد على المستويين المحلي والعالمي، وخاصة مع رفع الإجراءات الاحترازية والوقائية المتعلقة بمكافحة جائحة كورونا وإمكانية استخدام الطاقة الاستيعابية الكاملة للطائرات، قائلاً: "بخصوص الحركة التشغيلية خلال شهر رمضان المبارك فهذا ليس جديداً على المختصين في المطارات أو شركات الطيران زيادة الطلب على الرحلات الداخلية لأداء مناسك العمرة وزيارة الحرم النبوي خلال هذه الفترة من كل عام، وهو ما يتكرر سنوياً سواء في المرحلة السابقة أو المرحلة الحالية، فقد كان هناك تصريح من الجهات الحكومية المختصة بعد فتح تعليق العمرة وزيارة المسجد النبوي للمواطنين والمقيمين لتفادي تفشي فيروس كورونا المستجد منذ اغسطس 2021، حيث كانت هناك خطة تشغيلية موزعة على ثمانية مراحل توضح الحجم التشغيلي المتوقع، مما يعطي لجميع الجهات ذات العلاقة بالتشغيل في وضع الخطط التشغيلية الخاصة بهذا الموسم". وكشف أنه في مجال صناعة الطيران، تكون الأحداث حالة استعجالية قد تتحول بسهولة الى حالة أزمة، سواء تعلق الأمر بسوء أحوال جوية أو اضطراب مفاجئ أو تهديد للأمن أو هجوم إلكتروني أو غيره، والمؤكد أنه لا يخلوا أي مطار في المملكة من إدارة أزمات وأنظمة طيران تصدر عن منظمات دولية مثل IATAو ICAO. أوقات ذروة وأكد ميرة أن كل مطارات العالم تشهد ازدحاماً، خاصة في أوقات المواسم سواء كانت مواسم دينية أو استثمارية أو عطلات وغيرها من المواسم، وتكون هناك أوقات ذروة لابد أن يكون هناك فيها ازدحام، ولكن لابد أن يكون هذا الازدحام مقنن وفق خطة لإدارة الحشود وهذا معمول به في مطارات المملكة، خاصة بعد خصخصة المطارات، وتحديد تشريعات وفق دراسة مختصين في إدارة خدمات العملاء من قبل الهيئة العامة للطيران المدني تكون موضحة فيها أنظمة تسمى بالحد الأدنى للمتطلبات الفنية MTR يحدد من خلالها مؤشرات أداء، وصولاً إلى استطلاع للخدمات المقدمة في كل مطار، مبيناً أن هناك تقارير دورية تصدر عن الهيئة العامة للطيران المدني يقاس فيها مدى رضا المسافرين عن الخدمات المقدمة في كل مطار ولجميع الخدمات. ونوه الى أن للجائحة دور في عدم جودة الخدمات بعد أن قلصت بعض الشركات أعداد موظفيها محلياً وعالمياً، ولكن كانت بشكل مدروس ووفق خطة تعافي لم تتعد في أسوأها ستة أشهر من بداية الجائحة وحتى إرجاع الموظفين مرة أخرى لمواكبة حجم الأعمال، مشيراً إلى أهمية دور الإدارات الاستراتيجية وخطط التعافي، حيث أن صناعة الطيران حساسة جداً وتعاني شحاً على مستوى المختصين وأصحاب الخبرات في هذا المجال، فعند الاستغناء عن طواقم طائرات وطيارين وموظفي خدمة عملاء للمطارات وممثلي التذاكر ووزن أمتعة الركاب ولا يكون هناك خطة لإرجاعهم فهنا تحدث المشكلة والتقصير لعدم مواكبة الطلب بالواقع والحجم التشغيلي. وعن حاجة مطاراتنا لصياغة جديدة للتعامل مع الأزمات يقول: "لابد أن نفرق بين إدارة الأزمات وخدمة العملاء، كإدارة أزمات في مطارات المملكة ومن باب الإنصاف وعن تجربة فهي على أهبة الاستعداد على مدار الساعة وفق أعلى التقنيات والممارسات العالمية والأنظمة التشغيلية الدولية بالتعاون مع المنظمات العالمية في صناعة الطيران كون أن مطارات المملكة جزء لا يتجزأ من منظومة الطيران الدولية". أما على صعيد خدمة العملاء فأضاف: "على كل جهة لها علاقة بالمسافر سواء كانت (شركة طيران - الخدمات الأرضية في المطارات أو مشغلي المطارات) مسؤولية في جعل صوت العميل وإرضائه هو الهدف، كما أن للتطوير المستمر وتطوير العقول وأخذ الدروس المستفادة من كل شكوى أو حدث ووضع الحلول السريعة والشفافية في التعامل والرقابة المستمرة في تطبيق التشريعات الصادرة من الجهات التشريعية ذات العلاقة الدور الكبير في تحسين تجربة المسافر وكسب الثقة وهذا من وجهة نظري الشخصية هو المطلوب العمل عليه بشكل أكبر في الفترة المستقبلية". وشدد على أن حكومة خادم الحرمين الشريفين لم تأل جهداً في تطوير هذا قطاع الطيران، واعتماد أحدث الممارسات الدولية سواء على صعيد التحول التقني والأنظمة المستخدمة أم على مستوى البنية التحتية، وحتى تجديد الدماء على مستوى القيادات وتأهيلهم ودعمهم. وعن الخطط المستقبلية للتعامل مع تزايد حركة الطيران ذهاباً وإياباً في المملكة بعد انقشاع أزمة كورونا أوضح أن لكل مطار من مطارات المملكة خطته التشغيلية المعتمدة على جداول الرحلات والمواسم وأعداد الرحلات المتوقعة للركاب وأوقات الذروة تكون بالتعاون مع الجهات التشغيلية الحكومية منها وشركات الطيران والخدمات الأرضية والجهات الخدمية الأخرى التي لها علاقة بالتشغيل وخدمة الرحلات المبنية على التشريعات الصادرة من الهيئة العامة للطيران المدني. موسم العمرة يكسر حاجز السبعة ملايين العام المقبل
مشاركة :