للفنون الشعبية سحرها الخاص فهي نسيج من وجدان الشعب تتوارثه الأجيال على مر الزمن وهذه الحالة الإبداعية الشعبية سواء كانت من الفنون التشكيلية أم التعبيرية أم من الممارسات المرتبطة بالعادات والتقاليد يتصل بعضها ببعضها الآخر لتشكل بنية الإبداع الشعبي وبناءه الثقافي. والتخضُّب بالحناء إحدى العادات القديمة التي تتباهى بها النساء استعدادًا للعيد، هي مستمرة إلى وقتنا الحاضر في مختلف مدن المملكة، فهي تمثل حرفةً نسائية شعبية وشكلًا من المهارات الفنية التشكيلية يُعبَّرُ بها عن الذوق والحس الجمالي والسرور على أيدي النساء ليلة العيد، فيظهر تنوعًا في المفردات التشكيلية والوحدات الزخرفية والأشكال الفنية،وتناسقها بنقوشها المتنوعة، واستطاعت هذه العادة المبهجة الحفاظ على أصالتها ومكانته،وتناقلها جيلًا بعد الآخر. وفي ذات السياق تحدثت نورة الحميدي عن أجواء قرب قدوم العيد حاملًا أفراحه وبهجته وناشرًا أضواء المحبة والتواصل بين أفراد المجتمع، مبينة أن الحناء نبات يقطفون أوراقه ويجففونها ويطحنوها، ثم يضيفون الماء إلى المسحوق؛لتكوين عجينةٍ يستخدمونها في صبغ الشعور وتزيين رؤوس الأصابع وباطن الأكف، ويمثل حناء المدينة آنذاك شيوعًا في استخدامه وبيعه، حيث يأتي بها الحجاج قديمًا كورق نبات يتم بيعه بعد ذلك للمشتري حسب رغبته. وأشارت إلى أن طريقة تحضير الحناء بأخذ المقدار المحتاج له في وعاء يسمى»الرحاء» أو ما يسمى «الغضار» فكان البعض يعجن بالماء فقط، والآخر يوضع مع الشاي المغلي والليمون أوالليمون الأسود،ثم يعجن ويوضع على اليد. وأفادت أن طرق الحناء مختلفة في المملكة فكانت طريقة أهل نجد ومنطقة القصيم وما حولها للحناء بوضعها على الأصابع ووسط راحة اليد وتقوم بلفه بقطعة من القماش لفترة ليأخذ لونه، وأهل الجنوب ما شاع لديهم هو نقش الحناء ويمتاز فيه عادة أهل جازان فالنقش مأخوذة فكرته من بعض التجار الهنود عن طريق اليمن. وأكدت أن الحناء لا يزال طقسًا من طقوس ليلة العيد، بصفته جزءًا من مظاهر التعبير والفرح، إذْ تُزيَّنُ أيدي الفتيات الصغيرات بنقوش الحناء مع السيدات، وإضافة الى تبادل الهدايا وغيرها من نماذج الألفة بين المجتمع، مشيرة إلى استمرارية «الحوامة» إلى اليوم وهي موروث شعبي يقوم الأطفال خلالها بالتجول على بيوت الجيران؛ ليأخذوا نصيبهم مما أعده الجيران من «عيديات» فرحًا بالعيد. الحنا على باطن الأكف
مشاركة :