بحضور عربي ودولي واسع بدأت أمس أعمال الملتقى العلمي «مراكز وأجهزة إدارة الأزمات في الدول العربية بين الواقع والمأمول» الذي ينظمه مركز الأزمات وتطوير القيادات العليا بجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية بمقر الجامعة في الرياض خلال الفترة من 26 إلى 28 صفر 1437هـ. وأوضح اللواء الدكتور فهد بن أحمد الشعلان عميد مركز الأزمات وتطوير القيادات العليا بالجامعة في كلمته أن الأزمات والكوارث رافقت الإنسان منذ أن وجد على هذه الأرض وتعامل معها وفق إمكانياته المتاحة، كما أن المجتمعات البشرية لم تخل منذ الأزل من الأزمات والكوارث منها ما هو طبيعي ومنها ما هو صناعي أو بشري ومن هنا فقد اهتمت جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية ومنذ إنشائها بموضوع الأزمات وإدارتها عبر تنظيم المؤتمرات والملتقيات والندوات لبحث السبل والآليات التي تحد من وقوع الأزمات وتساعد في مواجهتها والتعامل مع آثارها، كما أعدت الجامعة العديد من الدراسات والأبحاث وأصدرت الكثير من الكتب المبنية على دراسات علمية موثقة في ميدان إدارة الأزمات بالإضافة إلى إعداد أطروحات دكتوراه ورسائل ماجستير من قبل طلابها في الدراسات العليا تركزت موضوعاتها في علم إدارة الأزمات. وقد اعتمدت الجامعة مؤخراً برنامجاً في الماجستير في إدارة الأزمات والكوارث سيبدأ تطبيقه العام الدراسي القادم. ثم ألقت السفيرة الدكتورة هيفاء أبو غزالة الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية كلمة تناولت فيها الأزمات التي تهدد كيان العديد من دول المنطقة ما يجعلها عرضة للأزمات المتنوعة الأمر يستدعي ضرورة العمل الجماعي لمواجهتها، وأكدت أن الواقع العربي يعكس حاجة ماسة لتعزيز البنية التحتية للتعامل مع الأزمات والكوارث وآلية واضحة لتحديد معالم هذا العمل، وأوضحت أن الأمانة العامة لجامعة الدول العربية تدرك أهمية بناء قدرات الدول العربية في مجال إدارة الأزمات والكوارث من خلال إنشاء شبكة عربية لإدارة الأزمات والكوارث بمختلف أشكالها، مؤكدة أن هناك جهوداً حثيثة لإنشاء هذه الشبكة في القريب العاجل. بعدها ألقى الفريق سليمان العمرو مدير عام الدفاع المدني كلمة أكد فيها أن التدريب يعد أحد أهم المحاور الرئيسة التي يعول عليها في رفع مستوى التعامل مع الأزمات والكوارث، وكذلك رفع الوعي الوطني تجاه هذه القضية، مشيراً أن الدفاع المدني السعودي يعمل على تطوير قدراته في مجال مواجهة الأزمات والكوارث من خلال الدراسات والبحوث وتطوير القيادات وتدريب أفراده والاستفادة من الخبرات والتجارب المختلفة وكذلك من خلال تعزيز الروابط مع المنظمات الإقليمية والدولية في قطاع الحماية المدنية، مؤكداً أن الدفاع المدني السعودي لديه آليات وخطط واضحة المعالم لمواجهة الكوارث والأزمات. عقب ذلك ألقى السيد بيير سانت هيلير مدير الإدارة العامة لمكافحة الإرهاب والأمن البحري بالإنتربول كلمة أشاد فيها بجهود جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية في مجالات مكافحة الجريمة والإرهاب مؤكداً سعي الإنتربول للاستفادة من خبرات جامعة نايف في هذا المجال وعلاقاتها مع الدول العربية، مشيرا إلى ضرورة توطيد التعاون الدولي لمواجهة الأزمات والكوارث الناتجة عن الجرائم الإرهابية. بعدها ألقى رئيس جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية الدكتور جمعان رشيد بن رقوش كلمة أكد فيها أن الجامعة وبتوجيهات كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس المجلس الأعلى لجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية كانت سباقة إلى تنفيذ استراتيجيات مجلس وزراء الداخلية العرب في المجالات الأمنية فقامت بجهود متعددة في هذا المجال متمثلة في الملتقيات العلمية وورش العمل والدورات التدريبية محلياً وإقليمياً ودولياً من خلال التعاون الاستراتيجي مع المؤسسات الدولية ذات العلاقة، إضافة إلى أطروحات الدكتوراه والماجستير التي خلصت مخرجاتها إلى إجراءات علمية وعملية، سعياً لتطوير علم إدارة الأزمات والكوارث. وقال الدكتور بن رقوش إن موضوع الأزمات والكوارث يعد من المجالات الحيوية وبخاصة في ظل التطورات المتلاحقة والمتغيرات المفاجئة التي يشهدها العصر والتي تتطلب ضرورة الإعداد الجيد، والتخطيط العلمي المتجدد، والتدريب المستمر لتحقيق الاستعداد الجيد وسرعة الاستجابة لمواجهة تلك الأزمات والكوارث والحد من أخطارها. كما يعتبر علم إدارة الأزمات والكوارث والحد من أخطارها من العلوم المهمة في الدول المتقدمة؛ حيث أنشئت مراكز للتدريب العلمي المتقدم بغية صقل وتأهيل الكوادر البشرية للتعامل الناجح والسريع مع الأزمات والكوارث. وأضاف أن هناك ضرورة ملحة للاهتمام بعلم إدارة الأزمات والكوارث وتأسيس مراكز متخصصة في هذا المجال؛ وهذا ما قامت به جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية بتوجيه كريم من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس المجلس الأعلى للجامعة؛ حيث أنشأت مركزًا لإدارة الأزمات وتطوير القيادات العليا يتولى إعداد برامج علمية لمواجهة وإدارة الأزمات من خلال سيناريوهات وكوارث افتراضية وتدريب المسؤولين العاملين عليها للاستعداد لمواجهة الأزمات والكوارث الحقيقية وفق المعطيات العلمية والعملية، وإن الجامعة إذ تنظم هذا الملتقى لتؤكد اهتمامها بكل ما يحقق أمن واستقرار ورفاه المجتمعات العربية.
مشاركة :