الأمم المتحدة تقود اتفاقا لإجلاء مدنيين من أقبية مصنع آزوفستال في أوكرانيا

  • 5/2/2022
  • 01:03
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

أجلي أمس الأحد مدنيون من أقبية مصنع آزوفستال للصلب في ماريوبول بعد أن قادت الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر اتفاقا لتخفيف محنة الحصار الأكثر تدميرا في الحرب في أوكرانيا. وتسبب حصار ماريوبول، الذي قاتلت القوات الروسية خلاله قوات أوكرانية على مدى قارب الشهرين، في تحويل المدينة الساحلية إلى منطقة دمار وخراب سقط فيها عدد غير معلوم من القتلى، ويحاول الآلاف البقاء على قيد الحياة دون ماء أو طعام أو صرف صحي. وتسيطر القوات الروسية على المدينة التي دمرتها الحرب، لكن بعض المقاتلين والمدنيين ما زالوا متحصنين في مصنع آزوفستال للصلب وهو مصنع ضخم من العصر السوفياتي أقيم خلال حكم جوزيف ستالين ويضم عددا كبيرا من الأقبية والأنفاق ليصمد أمام هجوم كبير. ووصل عشرات المدنيين أمس إلى مركز إيواء مؤقت. وقالت الأمم المتحدة في وقت لاحق إن عملية إجلاء من منطقة مصنع الصلب جارية منذ الجمعة الماضي. وقال سافيانو أبريو المتحدث باسم الأمم المتحدة "تؤكد الأمم المتحدة أن عملية الممر الآمن جارية في مصنع آزوفستال للصلب بالتنسيق مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر وأطراف النزاع". وأضاف "في هذه المرحلة، ومع استمرار العمليات، لن ننشر مزيدا من التفاصيل لأنها ربما تعرض سلامة المدنيين والقافلة للخطر". وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن قافلة قطعت مسافة 230 كيلو مترا للوصول إلى منطقة مصنع الصلب. ووصل مدنيون إلى قرية بيزيمين في منطقة دونيتسك الخاضعة لسيطرة انفصاليين مدعومين من روسيا على بعد نحو 30 كيلو مترا شرقي ماريوبول. ومن بين من جرى إجلاؤهم من المصنع أطفال. وكان هؤلاء قد اختبأوا في أقبية وأنفاق المصنع، حيث تجمعوا احتماء من القصف الذي دمر مدينتهم. وكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على "تويتر"، إن أول مجموعة من 100 شخص تم إجلاؤهم إلى مدينة زابوريجيا الخاضعة للسيطرة الأوكرانية ستصل اليوم. وقال إن أوكرانيا تعمل أيضا مع الأمم المتحدة لإجلاء مدنيين آخرين من آزوفستال. وقالت إيرينا فيريشتشوك نائبة رئيس الوزراء، في خطاب بالفيديو "العملية لا تزال جارية". وتوقع أندريه يرماك، كبير موظفي الرئاسة الأوكرانية، أن تستهدف عمليات الإجلاء آخرين بخلاف المدنيين المختبئين في منطقة مصنع الصلب. وقال عبر تيليجرام "هذه مجرد خطوة أولى، وسنواصل إخراج مدنيينا وقواتنا من ماريوبول". وتم إجلاء عدد من المدنيين في قافلة بصحبة قوات روسية ومركبات تحمل شعار الأمم المتحدة. وقال أنطونيو جوتيريس الأمين العام للأمم المتحدة، بعد اجتماعه بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في كييف الخميس الماضي، إن هناك نقاشا مكثفا جاريا لإتمام الإجلاء من آزوفستال. وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن العملية العسكرية التي بدأت في 24 فبراير كانت ضرورية لأن الولايات المتحدة كانت تستخدم أوكرانيا لتهديد روسيا وكان على موسكو أن تدافع عن المتحدثين بالروسية من الاضطهاد. وشهدت أوكرانيا في نهاية الأسبوع زيارة غير معلنة لرئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي التي التقت زيلينسكي. وقال الوفد الأمريكي الذي توجه بعد كييف إلى جنوب شرق بولندا ووارسو في بيان إنه زار "كييف لتوجيه رسالة مدوية لا لبس فيها إلى العالم بأسره مفادها أن الولايات المتحدة تقف بجانب أوكرانيا". وجاءت زيارة وفد الكونجرس بعد أسبوع على زيارة لكييف قام بها وزيرا الخارجية والدفاع الأمريكيان أنتوني بلينكن ولويد أوستن. وخلال زيارتهما أعلن المسؤولان العودة التدريجية للوجود الدبلوماسي الأمريكي إلى أوكرانيا ومساعدة إضافية مباشرة وغير مباشرة تزيد على 700 مليون دولار. ولا تكف أوكرانيا عن تكرار حاجتها الملحة إلى الأسلحة الثقيلة، ولا سيما إلى مدرعات ومدافع هاوتزر طويلة المدى وعدتها الدول الغربية بتزويدها بها. وحذر زيلينسكي من أن الروس "بنوا تحصينات في منطقة خاركيف، محاولين زيادة الضغط في دونباس". وتتعرض المناطق الواقعة في شمال شرق خاركيف، ثاني مدن البلاد التي كان عدد سكانها نحو 1.5 مليون نسمة قبل الحرب، لقصف بصواريخ روسية يوميا. وفي الشرق الأوكراني تحديدا، يسعى الجيش الروسي إلى محاصرة القوات الأوكرانية من الشمال والجنوب، من أجل إحكام سيطرته على دونباس. وفي الجنوب، أكدت وزارة الدفاع الروسية أنها دمرت من خلال استهداف مطار أوديسا، مخزن أسلحة وذخائر استحصل عليها من الولايات المتحدة ودول أوروبية، إضافة إلى المدرج. وكان قد تحدث حاكم المنطقة مكسيم مارتشنكو عن ضربة صاروخية على مطار هذه المدينة الساحلية التي تعد مليون نسمة.

مشاركة :