أرجوك لا تفهمني خطأ

  • 12/9/2015
  • 00:00
  • 28
  • 0
  • 0
news-picture

من العدل والإنصاف أن نعرف مجريات الأحداث بشكلٍ مفصل ومن كل الاتجاهات، والخوض في أغوار دهاليز الأحداث التي آلمت بنا لعقدين من الزمن، واختطفت أجمل ما نملك، وغيبت على آخر شمسٍ أشرقت على البدور، تلك البدور اللواتي أينعت أن تكون منهاج الأدب والعلوم والفلك. كنا لبرهة من الزمن كدنا نجتاز شوطاً من التقدم؛ ولكن حال بيننا وبين الانطلاق نحو الفضاء حشرجاتٌ أوقفت ذلك المسير. لقد ضخت المنطقة بكل ما أوتيت من قوة لدفع الشر والعنف نحو الهاوية والخلاص من كل الفتن. تلك الفتن التي أودت بحياة كثير من الأبرياء وصاحبت عقول الأذكياء نحو الغباء المميت. ولا سبيل لطوق النجاة إلا بمعرفة الأسباب، فحين يكون الإهمال من أنفسنا لا من غيرنا، وحين تكون المراقبة على طرفي نقيض؛ حينها تتعقد المسألة وتكون أكثر غموضاً. لقد شاهد الجميع الفيلم الوثائقي (كيف واجهت السعودية القاعدة) بأجزائه الثلاثة عبر قناة العربية، وحجم الأضرار التي لحقت طوال تلك السنوات وكيف مرت أيام عصيبة عطلت أشياء كثيرة وشغلت الأمة بهموم لا طائل لها بها. من المؤسف أن منفذي تلك الجرائم هم أبناءٌ لنا ويتردد السؤال دوماً من المحرض؟ ومن الممول؟. نفهم من هذا أن هناك منظرا للأدلجة وآخر ممولا للدعم المالي. ولعل الخطورة تُشكل في التنظير، وهذا الفكر لا يتم دحضه إلا بفكرٍ أقوى حجةً وأقرب للصواب إن لم يكن هو الصواب. إن الصراع الفكري الفوضوي هو الأخطر في الوقت الراهن وهو يشكل حجر أساس للفكر الضال وتدور رحى هذه الفوضى بأزمة المرأة وتحديداً حول غياب حقوقها أو اكتمالها. ففريقٌ يرى أنها كاملة الأهليِّة ويحق لها التصرف دون الرجوع لولي أمرها، أما الفريق الآخر فيرى عدم جواز هذا التصرف وأن ذلك خلاف للدين والشرع. فهذه التناقضات تشكل خطرا على الأمة حيث من الأجدر ترك المرأة وشأنها وألا نخوض في هذه الورقة. حيث تبين لاحقاً ليس من أجلها كذاتها الإنسانية أو شرعية الأمر والحفاظ على الأخلاق والدين، وإنما صراعٌ من أجل الوجود والركون إلى الحزبية وخلق جو من الفوضى لأغراض شخصية ومصالح ذاتية. فهذه الفجوة تساهم بتفكيك النسيج الوطني والدخول من خلال تشققاتها العناصر الإرهابية صاحبة التنظير الفكري، عندها يصعب تحديد الواعظ الحقيقي من الواعظ المزيف، ومن المفكر الإصلاحي من المفكر التخريبي ( تويتر) المعركة الفكرية التناقضية التي تشهدها الساحة الإعلامية بوجود شخصيات لامعة ولها أتباع كثيرون، وأن بعض الشخصيات المحسوبة على التيار الديني تجاوز حدوده بالقذف والشتم وعلى المرأة تحديداً وأخذ يلمح ويلوح على إحدى سيدات المجتمع. وهذا القذف ليس له دوافع شخصية، وإنما دوافع لها أبعاد حركية حزبية لها أجندات وخفايا وهي إثارة مزيد من الفوضى لإشغال المجتمع والدولة عن العدو الحقيقي وهو الإرهاب بكل فروعه وتنظيماته، وإن كان خلاف ذلك؛ قد تكون دوافع نفسية تجاه المرأة عندها يخضع الأمر للتشخيص النفسي. ففي نهاية المطاف قد يرمي أحدنا الكلمة بحسن نية فيتلقفها من لا يحسن النية، أو يصيغها بعبارة أخرى عن جهلٍ. وهنا مربط اللجام في أزمتنا الحقيقية وهي ضياع الجوهر الأخلاقي وتجاهل عُلم الكلام. بعد هذه القراءة ندرك تمام الإدراكأإننا مقبلون على مزيدٍ من العنف والتطرف طالما هناك نفوسٌ تتوق للدماء بسبب التعبئة الفكرية الضالة التي زيِّنت بشعاراتٍ براقة هدفها السيطرة وحشد النفوذ بجعل هذه الأمة دوماً في سباتٍ وركود عن النهوض في تولي زمام مصالحها نحو التطور والتمدن.

مشاركة :