على متن سفينة إنقاذ في المتوسط يداوى مهاجرون عُذبوا في ليبيا

  • 5/2/2022
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

قال جون "لا توجد حكومة في هذا البلد. ولا قوانين ... تم اختطافي في الكفرة وبيعي لمهربين. وبعد ذلك لآخرين". وصل جون وهو من إريتريا إلى ليبيا في 2018 بعد عبور إثيوبيا والسودان، وأمضى كما يقول أربع سنوات في الدولة الواقعة في شمال إفريقيا. وروى لطبيب منظمة أطباء بلا حدود وهو يصور بيديه كيف قيدوه وجلدوه وغزوه بالإبر "لقد تم توثيق يديَّ وضربي وصعقي بالكهرباء". كان الشاب يعرف مخاطر طريق الهجرة، لكن الوصول إلى أوروبا يستحق برأيه كل التضحيات: "نعلم أنه أمر خطر. لكننا نريد الذهاب إلى إيطاليا". يحمل فيليمون كيسيتي على فخذه الأيمن أربعة ندوب كل منها طوله عدة سنتيمترات. بدوره، خُطف الشاب الإريتري البالغ من العمر 17 عامًا في الكفرة في جنوب شرق ليبيا ثم احتُجز مدة تسعة أشهر. قال فيليمون: "لقد أجبروني على الاتصال بأهلي كل أسبوع لطلب المال". بعدما عجز عن دفع المال، قال إنه تم تقييد يديه خلف ظهره وقدميه وسحله على الأرض داخل حاوية. قال إيلادج ندياي: "في كل مكان في ليبيا تتعرض للسرقة وتتعرض للضرب". وأوضح الشاب السنغالي البالغ من العمر 19 عامًا أنه سُجن "من دون أن أعرف السبب"، ثم ضُرب على رأسه ووجهه بعبوة زجاجية ما ترك ندبة على فروة رأسه وجرحًا تحت شفته. على متن السفينة جيو بارنتس، وصفت كل الشهادات المتعددة التي جمعتها وكالة فرانس برس ليبيا بأنها سجن لا يمكن الخروج منه سوى مقابل فدية كبيرة أو المجازفة بالهرب. ما زال الكثير من المهاجرين تحت الصدمة ورفضوا الإدلاء بشهاداتهم خوفًا من الانتقام من أقاربهم العالقين في ليبيا. وقال أحدهم "سيقتلونهم". قال الطبيب محمد فضل الله من منظمة أطباء بلا حدود "عانى العديد من الناجين من العنف وأحيانًا التعذيب أثناء رحلتهم. بعض هذه الإصابات يمكن أن تسبب مشكلات طويلة الأمد، في الكتف والذراع، مما يؤثر على مهاراتهم الحركية. ونرى أيضًا إصابات ناجمة عن طلقات نارية وحروق وعلامات الصعق بالكهرباء". ومن بين الانتهاكات التي عددتها منظمة أطباء بلا حدود الضرب بالعصي أو بأعقاب البنادق أو الطعن بالسكين أو الجَلد أو الصعق بالكهرباء أو التعليق من المعصمين أو سحب الأظافر أو الحرق بالبلاستيك المذاب أو رش الكحول على الجلد إضافة إلى قلة النظافة ونقص الطعام في الحجز. تقوم فرق العيادة العائمة بفحص هذه الإصابات التي يعود تاريخها أحيانًا لعدة أشهر وتقديم الإسعافات الأولية قبل نزول الضحايا إلى الميناء حيث يمكنهم الاستفادة من العلاج في المستشفى. وقال الطبيب فضل الله إن أهم ما يجب تقديمه إلى "أولئك الذين مروا بمثل هذه المحن هو التعاطف واللطف". وأوضح أن "الكثير منهم يعانون من اضطرابات نفسية من سماتها الخوف وصعوبة النوم واستعادة الذكريات المؤلمة والقلق والاكتئاب". سفينة الإسعاف هي أول مكان يمكن للضحايا فيه الحديث بأمان. عندها يحين وقت التوثيق. قال محمد فضل الله "نحدد الندوب والأدلة على العنف. نفحص ونصف الإصابات والظروف طبيا وهي يمكن أن تكون بمثابة أدلة وربما تساعد على تحسين وضع حقوق الإنسان". في تشرين الأول/أكتوبر 2021، تحدث تقرير للأمم المتحدة عن "جرائم ضد الإنسانية" تُرتكب في حق المهاجرين في ليبيا. وقالت جيليا ساني، المحامية المتخصصة في الدفاع عن حقوق اللاجئين في مكتب داوتي ستريت تشامبرز Doughty Street Chambers بلندن "لم يعد من الممكن تجاهل الوضع الحرج للاجئين والمهاجرين في ليبيا. ولا يمكن الدفاع عن تعاون الاتحاد الأوروبي مع خفر السواحل الليبي لاعتراض قوارب المهاجرين". وأضافت ساني: "يجب على الدول الأوروبية تركيز جهودها على إنشاء مسارات هجرة آمنة وقانونية وتوفير الحماية القانونية لأولئك الذين يصلون إلى شواطئها وضحايا التعذيب وضمان الوصول إلى إعادة التأهيل وفقًا للقانون الدولي".

مشاركة :