شهد عيد الفطر لهذا العام عودة عادة المعايدة بعد عودة الحياة إلى طبيعتها وتخفيف الدولة أيدها الله للإجراءات الاحترازية والوقائية ضد فيروس كورونا. ويعمد الكثير من سكان محافظة صبيا إلى الانطلاق بعد أداء صلاة العيد إلى زيارة الأقارب ومعايدتهم بدءًا بالوالدين؛ فالإخوة والأخوات، فالجيران وكبار السن والأعيان، في عادة اعتاد عليها السكان قبل أن يحد انتشار فيروس كورونا منها خلال العامين الماضيين. وشهد اليوم عودة المعايدة التي يتزامن معها تقديم الوجبات الشعبية التي تعد بالأنامل النسائية ويتنافسن في إعدادها وتقديمها ومن أبرزها المفالت والثريد والخمير الحواسي والمرسة والسمك الكسيف"المالح" والمغاش وغيرها. وفي كل منزل تتم زيارته لمعايدة أهله تقدم سفر الطعام ويلتم حولها الجميع وسط تجاذب للحديث واستذكار للماضي وترحم على من غاب في هذا العيد عن الأنظار. ويودع المعايدون بالبخور والأشجار العطرية مثل الريحان والبرك والشذاب التي لا يخلو منها منزل في العيد، وسط توثيق لتلك الفرحة عبر التقاط الصور التذكارية ونشرها عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وتوارث أهالي صبيا العديد من العادات والتقاليد في مناسبات الأعياد التي أصبحت رمزا للعيد بما يظهر البهجة بمقدم العيد السعيد والفرحة بما منّ الله على الجميع من إكمال صيام شهر رمضان المبارك . وتتجلى تلك العادات في الاستعداد المبكر للعيد من خلال تجهيز المنازل وترتيبها وتهيئتها بشكل لافت, وتنظيف الطرقات القريبة من المنازل والساحات الداخلية, حرصاً على أن يبدو صاحب كل منزل بأنه الأكثر اهتماماً بمقدم العيد والمعايدين, فيما يحرص الجميع على شراء حلويات العيد والورود والعطور وشراء الفل وغيره من النباتات العطرية التي تزين أركان المنزل وتتجمل بها السيدات وعلى مائدة الإفطار التي تمتد في صفوف قد يصل طولها لبضعة أمتار تتوزع الآواني المليئة بأنواع المأكولات الشعبية التي عرفت بها المنطقة ومنها المغش، ذلك الإناء الفخاري الذي يعد فيه اللحم، والحيسية التي يقدم فيها الخمير والذرة، والمفالت الذي يُعدّ من الذرة أو الدخن الممزوج باللبن والسمن البقري الخالص المضاف إليه السكر أو العسل حسب ذائقة كل شخص . ومن الأطباق التي تعج بها مائدة العيد في جازان المرسة التي يدخل في تكوينها الدقيق والسمن والعسل لينتج عن ذلك وجبة غذائية غنية تقدم مقرونة في أغلب الأحيان بقطع السمك المملح، وهو ما يعرف لدى الأهالي بالجزايري أو الكسيف،إضافة للحنطة والعصيدة وكبسة الأرز وغيرها من الوجبات التي عرفت بها المنطقة . ولا ينتهي العيد في جازان عند الإفطار بل يستمر طيلة أيام العيد حيث تتبادل الزيارات بين الأهالي والأصدقاء حتى وإن كانت تبعد المسافات البعيدة فالكل يحرص على زيارة كل أقاربه في العيد وتفقد أحوالهم
مشاركة :