أوضح مدير مركز طب وبحوث النوم بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة البروفيسور سراج عمر ولي، أنه من الطبيعي أن يحدث الخلل في مواعيد النوم والاستيقاظ سواء عند الكبار أو الصغار خلال الأسبوع الأول من شهر شوال، تزامنًا مع حلول أيام العيد، وهي الفترة الانتقالية نحو تعديل الساعة البيولوجية. وفي التفاصيل، أوضح البروفيسور "ولي" أن أيام عيد الفطر تتميز عند كثير من الأفراد بخصوصية السهر ليلًا إلى ساعات متأخرة من الصباح، وبعدها التوجه للخلود إلى النوم والاستيقاظ عصرًا ومن ثم السهر، وهذه الطريقة تعتبر حالة غير صحية، ويجب تداركها بالنوم الصحي لمدة 8 ساعات متواصلة دون السهر لساعات ممتدة حتى تتعود الساعة البيولوجية الجديدة للتأقلم. وبيّن "ولي" أن الأسلوب غير الصحي للنوم يؤدي إلى عدم حصول الجسد على كفايته من ساعات النوم والراحة، وفيه يكون الفرد أكثر عرضة للحرمان من النوم الذي ينتج عنه بعض الأعراض؛ ومنها تقلب المزاج والشعور بالصداع وضعف الإنتاجية واستمرار النعاس والتثاؤب والتعب والخمول وتشويش الذهن، إلى جانب الشعور بالإرهاق وعدم الرغبة في القيام بأي أعمال. وأبان استشاري طب النوم أن النوم الصحي يعتبر بمثابة الغذاء التي يحتاج إليه الدماغ والجسد؛ بينما السهر وسوء النوم يدفعان الجسد على أن يتفاعل (عن طريق هرموناته) بشكل غير مستقر وغير متوقع، فعلى سبيل المثال اضطراب إفراز الأنسولين في الجسم والذي يؤدي بدوره إلى اضطراب طريقة الجسم في التعامل مع السكر أو حرقه ليمد الجسم بالطاقة وبالتالي يتم تخزينه في الجسم على شكل دهون، كما أن جهاز المناعة أثناء النوم الصحي يقوم بإنتاج مواد وقائية لمكافحة العدوى، ومن هذه المواد السيتوكينات، حيث تساعد على النوم، وتمدّ الجهاز المناعيّ بالطاقة اللازمة للدفاع عن الجسم ضد البكتيريا، والفيروسات. وتابع: بالإضافة إلى ذلك فإن لفسيولوجية النوم واليقظة لدى الإنسان دوراً في تنظيم وظائف جهازه المناعي، إذ أثبتت دراسات عديدة علاقة النوم بالجهاز المناعي وأثر الحرمان من النوم على الجهاز المناعي، وقد خلصت في مجملها إلى أن الحرمان من النوم يُضعف الجهاز المناعي، ويساعد على العدوى بالبكتيريا والفيروسات المختلفة. وأكد "ولي" أن الجسم يستجيب جيداً للروتين، لذا يجب على كل فرد أن يخطط ليومه في أيام العيد، ويحاول أن يوفر لنفسه وقتًا للحصول على قسط كاف من النوم، لذلك يُنصح بتحديد مواعيد النوم والاستيقاظ، ومحاولة الالتزام بذلك حتى يحصل الفرد على عدد ساعات النوم الكافية.
مشاركة :