ما تحدث به أسطورة التدريب الاسكتلندية السير أليكس فيرجسون، عن اعتباره سوء إدارة وحماقة، إذا ما قام نادي تشيلسي بإقالة مدربه البرتغالي جوزيه مورينيو، يتوجب أن تكون الواجهة وإحدى الخطوط العريضة، للعديد من أصحاب القرار، ان كان في الأندية، وكذلك بالمنتخبات، والايمان ان لخسارة المباريات، والتراجع بالنتائج والتدهور مجموعة من الأسباب، يمكن استخلاصها من خلال متابعة دقيقة للفريق، ولكل التفاصيل، دون الاقتصار على أن المدرب، هو الشماعة الأسهل والأقرب التي يمكن أن تعلق عليها جميع الأخطاء. وعندما أشار فيرجسون أن مورينيو يظل أحد أفضل المدربين على مستوى العالم، ففي ذلك ايضا جانب آخر حاول السير الاشارة اليه، والتأكيد على أن المدرب الذي فاز ببطولة أوروبا في مناسبتين، وحقق لقب الدوري في كل بلد درب فيه، لا يمكن أن يصل الى ما وصل اليه من قيمة ومكانة، لولا امتلاكه للعديد من الامكانات والمقومات التي تجعل منه، مدربًا قادرًا على الانسجام مع أي فريق والتناسق مع ثقافة أي بلد يظهر فيه، ومن التلقائي جدًا، وبنظرة حتى وأن كانت سطحية، الايمان أن مورينيو، لا يمكن أن يحقق كل تلك الايجابيات، مالم يكون متسلحًا، بمجموعة من المهارات، يدرك اسطورة التدريب الاسكتلندية معناها، ليس أي شخص آخر بعيدًا عن مهنة التدريب.! ما يمكن أن يظهر من أسباب أمام صاحب القرار قبل الاتجاه الى الحماقة وسوء الادارة والتركيز على الإقالة للمدربين، يمكن حصرها في العديد من الجوانب والاتجاهات، لا شكوك أن اللاعبين يتحملون الجزء الأكبر منها، وهنالك من اللاعبين فئة، لا يستطيعون تحمل ضغوط البطولات والنجومية فترات طويلة، لذلك تجدهم يعلقون ضعفهم على المدرب، ويسعون للتهرب من المسؤولية، متى ما شعروا أن البقاء في تلك الدائرة من الضغوط والأضواء، من شأنها ان تؤثر على حياتهم الشخصية، وفي حدود ليس لها اي علاقة بالاحتراف وعقلية المحترفين.! إن ما يمكن أن يردد عن خلو الساحة الأوروبية من مسببات لتلك الفئة من اللاعبين، والاعتبار أن الأجواء في تلك البقعة تحظى بالعقليات المتطورة والناضجة، لا يمكن أن يرافقه الجزء المناسب من الواقعية والموضوعية، فحتى اللاعب في أوروبا، يتجه في الكثير من الأحيان، الى الانصات لعاطفته، وخياراته البعيده كليًا عن فكر الاحتراف، وربما أيضا يزيد في ذلك بتبني افكار الشلليات وحالات التمرد، وما رافق مورينيو في اللحظات الأخيرة، ليس ابعد من ذلك، بعد أن اكتشف أن من اعتمد عليهم في الموسم الماضي، ليسوا أكثر من شحنات، لا يمكن أن تكفي لموسمين، ليس بسبب قدراتهم البدنية والمهارية، بقدر ما يمكن تفسيرها، بعدم رغبتهم في تجاهل حياتهم الخاصة أكثر تركيزا من أي جانب آخر، وبالتالي الرمي بتخليهم عن المسؤولية تجاه المدرب، في وقت يمكن أن تكون فيه الأسباب مع القارئين السطحيين للموقف، مبهمة ومظللة، هي نفسها ما يساعد اللاعبون في البحث عن فرص أخرى بعيدًا عن مورينيو آخر لا يتوافق مع شطحاتهم.!
مشاركة :