شرع الله سبحانه وتعالى على المسلمين صوم شهر رمضان، وإحياء لياليه بالطاعات وعمل الخيرات والتسبيح والحمد والاستغفار آناء الليل وأطراف النهار، وبعد هذا الاجتهاد والصبر كرم الله الصابرين بعيد الفطر المبارك ليكون فرحة لهم وجزاء لعباده الصائمين، وقد قال رسول الرحمة -صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم-: «للصائم فرحتان: فرحة حين يفطر وفرحة حين يلقى ربه»، فالعيد هو مناسبة لنشر مظاهر التسامح بين الناس وصلة الأرحام وزيارة المريض وإدخال البهجة إلى الأطفال بما يجعل الجو العام جو رحمة وخير وسلام ومبعثا للطمأنينة.*التغافر في عيد الفطر يؤكد تشجيع الإسلام على التسامح*صبيحة عيد الفطر المبارك يتوجه المسلمون إلى بيوت الله مهللين مكبرين حيث يؤدون صلاة العيد وقلوبهم عامرة بذكر الله وحمده على نعمه «فطوبى للمخلصين مصابيح الهدى»، فترى وجوههم مشرقة تملؤها الابتسامة المشرقة عملًا بقول رسولنا الأكرم -صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم-: «تَبَسٌّمُك في وجه أخيك صدقةٌ»، وبعد الصلاة يتغافر المسلمون فيما بينهم في مشهد إسلامي يزيدنا فخرا بانتمائنا إلى هذا الدين الذي يدعونا إلى السلام والتحابب «تصافحوا تحابوا» و«أفشوا السلام بينكم»، فكم هو جميل أن يتوحد المسلمون وتكون قلوبهم على قلب رجل واحد كما في قوله تعالى: «واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا»، وقوله: «وأن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون».*عيد الفطر مناسبة لطي مظاهر الغل والكراهية*إن الإسلام دين جاء لينزع الغل والكراهية من قلوب البشر، فقد قال جل جلاله: «ونزعنا ما في صدورهم من غل تجري من تحتهم الأنهار»، كما سئل رسول الله -صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم- عن أي الناس أفضل فأجاب: «كل مخموم القلب صدوق اللسان، قيل صدوق اللسان نعرفه، فما مخموم القلب؟ قال: هو التقي النقي، لا إثم فيه ولا بغي، ولا غل ولا حسد»، إضافة إلى الكثير من الآيات الكريمات والأحاديث النبوية التي تنبذ صفات الحقد والغل والكراهية لما لها من تأثير سلبي ونتائج وخيمة على العلاقات الاجتماعية، ولا ينبغي أن ننسى أننا أمة محمدية تقتدي بنبيها وسيرته العطرة وتهتدي بهديه في كل سلوكه وأخلاقه وأقواله فهو معلمنا ودليلنا وسبيلنا إلى النجاة وهو رمز المحبة والعفو والتسامح، وكيف لا وهو من عاد مريضا يهوديا، وهو الذي مات ودرعه مرهونة عند يهودي، فعيد الفطر المبارك هو فرصة لكل مسلم لنشر الأخلاق الفاضلة والقيم الإنسانية المشتركة من محبة وتسامح وإخاء، والتي من شأنها أن ترص صف المسلمين لأنهم جسد واحد كما قال نبينا -صلى الله عليه وسلم-: «مثل المؤمنين في توادهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد»، كما ينبغي على المسلمين مهما كانت مذاهبهم ومشاربهم أن يضعوا حدا لكل مظاهر الكراهية وأسباب الفرقة التي تضرب من جهة النسيج الاجتماعي ومن جهة أخرى الوحدة الإسلامية.@sayidelhusseini
مشاركة :