تشهد هذه الأيام العديد من مناطق صحراء الحدود الشمالية في تضاريسها المختلفة مابين الجبال والتلال والكثبان الرميلة وأرضها المستوية والصحراء المنبسطة التي توالت عليها “أمطار الوسم” ربيعاً يُبهر المتنزهين وهواة الرحلات البرية وقاصدي الصحراء من جميع مناطق المملكة للاستمتاع بجمال مناظر أراضيها الخلابة التي توشحت صحراؤها باللون الأخضر الذي يكسو سطحها وتلالها جمالاً وبهاءً يسر الناظرين. بعد أن كانت صحراء الأمس قاحلة أرضها جرداء بائسة الاخضرار، أشجارها بالية كجذع نخلة خاوية تعتريها الرياح العاتية . هاهي قد أهتزت وربت بفضل الله بعد أن شهدت أمطاراً موسمية غزيرة وتهيئة خصوبة تربتها لعوامل مناخية ملائمة ومناسبة ساهمت مبكراً على سرعة ظهور بوادر نبت بذورها المتعددة بخليط من أنواع الأعشاب المورقة ذات الروائح العطرة النفاذة الزكية التي تتزايد خضرة ونظرة وجمال بكثرة. في هجر منطقة الحدود الشمالية الواقعة على إمتداد طريق الشمال الدولي جنوب محافظة رفحاء ومن أكثر الهجر وما يقع ضمن نطاقها من أماكن ومواقع شهدت كثافة اتساع رقعتها تلاطم تعدد أنواع أعشاب الربيع ، في تلالها ورياضها وفياضها وسفوح جبالها وأراضيها المنبسطة، هجرة لوقة – هجرة الهبكة – هجرة قيصومة فيحان -نواضر – الإيدية- زهوة -وغيرها الكثير. حيث تنبثق الروائح العطرية الزكية مابين أزهار نبتت البابونج والنفل وعشبة الرشاد البري العطرية وأغصان شجيرات الشيح والقيصوم البري ومن كل حدب وصوب. تارة تهب نسمات الليل وسكونه وتحمل بطياتها عبير عبق الزهور البرية وشذى نفح عطرها الفواح ، وتارةً تهب نسمات صباح النهار الباكر وهدوءه فتشرح النفوس وتأسر القلوب بجمال تناسق ألوان زهور الربيع بمناظر بديعة تسر الناظرين. ومايزيد الربيع حلة وترنم وشجن أهازيج أصوات أسراب الطيور وهي تلوح بالأفق.