اشتباكات عنيفة بين الجيش العراقي ومسلحين في سنجار

  • 5/3/2022
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

بغداد - قتل جندي عراقي وأصيب اثنان بجروح خلال معارك الاثنين بين الجيش العراقي ومقاتلين أيزيديين مرتبطين بحزب العمال الكردستاني الذي يشنّ تمرداً في تركيا، في منطقة واقعة في شمال العراق، كما أفاد مسؤول عسكري ونائب. وتشهد منطقة سنجار، معقل الأقلية الإيزيدية في العراق، معارك متفرقة بين القوات العراقية و"وحدات حماية سنجار" بين الآونة والأخرى. واندلعت الاشتباكات ليل الأحد وتواصلت حتى الاثنين فيما يتهم كل طرف الآخر بإشعالها. وفي بيان، اتهمت القوات الأمنية العراقية المقاتلين الايزيديين بإغلاق الطرق المؤدية إلى قرية سنوني في شمال سنجار، ونصب حواجز ومنع حركة المدنيين في تلك المنطقة. وجاء في بيان لخلية الإعلام الأمني أن الجيش شرع صباح الاثنين "بفتح الطرق"، لكن قواته "تعرضت إلى رمي كثيف مع انتشار للقناصين على أسطح عدد من البنايات وزرع الطرق بالعبوات الناسفة". وأضاف البيان أن الجيش تعامل مع مصادر النيران. وقال النائب عن محافظة نينوى حيث تقع سنجار شيروان الدوبرداني إن "المعارك كانت مستمرة حتى بعض ظهر" الاثنين. وأشار إلى أن جندياً عراقياً قتل، مؤكداً أن المقاتلين الايزيديين هاجموا القوات العراقية. بدوره، قال مصدر عسكري رفيع "لدينا شهيد وجريحان"، لافتا في المقابل إلى مقتل 13 عنصراً من "وحدات حماية سنجار". وتتهم وحدات حماية سنجار الجيش بأنه يريد السيطرة على منطقتهم وطردهم منها، في حين يريد الجيش العراقي تنفيذ اتفاقية بين بغداد وأربيل، تقضي بانسحاب المقاتلين الايزيديين وحزب العمال الكردستاني من المنطقة. وتعرف "وحدات حماية سنجار" حالياً بالفوج 80 ضمن قوات الحشد الشعبي والذي يتبع للحكومة العراقية. وتأسست بدعم من حزب العمال الكردستاني في العام 2014 للدفاع عن المدينة بعدما سقطت بيد تنظيم الدولة الإسلامية. وقال الدوبرداني إن المقاتلين الايزيديين يرفضون "الانسحاب من سنجار وطرد العناصر الأجنبية من داخل مركز قضاء سنجار والنواحي التابعة له"، في إشارة إلى قوات حزب العمال الكردستاني. وتحدّث موقع "أنف نيوز" الالكتروني المقرب من حزب العمال الكردستاني عن استخدام الجيش العراقي "الاسلحة الثقيلة من دبابات ومدافع" في سنجار. من جهتها، كتبت الناشطة الايزيدية الحائزة جائزة نوبل للسلام في العام 2018، ناديا مراد، في تغريدة تعليقاً على المعارك "بعد سنوات من النزوح، يجد السكان العائدون للتو أنفسهم مرغمين على الفرار من جديد من بيوتهم بسبب الاشتباكات الحالية في سنجار". وأضافت "أدعو المجتمع الدولي للتدخل والعمل مع الحكومة العراقية لحلّ مشكلة المنطقة الأمنية الدائرة وحماية المدنيين". وأعربت بعثة الأمم المتحدة في العراق في تغريدة عن قلقها "إزاء الاشتباكات في سنجار وما لها من عواقب وخيمة على المدنيين". ودعت إلى أن "تكون سلامة وأمن أهالي سنجار في صُلب وصدارة الاهتمام"، معتبرةً أنهم "يستحقون السلام تحت سلطة الدولة". وتشن القوات التركية بدورها بانتظام عمليات ضد القواعد الخلفية لحزب العمال الكردستاني في شمال العراق. ويشن حزب العمال الكردستاني تمرّدا ضد السلطات التركية منذ العام 1984 أوقع عشرات آلاف القتلى، فيما تصنّفه أنقرة وحلفاؤها الغربيون منظمة إرهابية. وفي آب/أغسطس 2021، قتل ثمانية أشخاص بقصف تركي على المنطقة، استهدف مستشفى في سنجار كان عنصر في حزب العمال الكردستاني يتلقى فيه العلاج. وتعرضت الأقلية الايزيدية الناطقة بالكردية للقتل والاضطهاد على يد تنظيم الدولة الاسلامية خلال سيطرته على المنطقة بين عامي 2014 و2017. وقتل مقاتلو التنظيم آلافا من ابناء هذه الأقلية وسبوا نساءها وأطفالها. وقد دعت حكومة إقليم، الإثنين، الحكومة الاتحادية في بغداد، إلى اتخاذ الإجراءات الكفيلة بإنهاء الهجمات المتكررة على الإقليم. جاء ذلك في بيان إدانة صادر عن رئيس حكومة الإقليم مسرور بارزاني، غداة تعرض محافظة أربيل لهجوم صاروخي جديد تسبب باندلاع النيران في أحد مستودعات الوقود. ودعا بارزاني، وفق البيان رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي، إلى "اتخاذ الخطوات اللازمة لإنزال العقوبات ضد المجاميع التخريبية الخارجة عن القانون (دون تسميتها)". كما طالب بـ"تشكيل لجنة مشتركة لاتخاذ الإجراءات اللازمة للسيطرة على تلك المناطق التي باتت تشكل تهديدا لاستقرار وأمن إقليم كردستان والعراق". وقال بارزاني "يجب أن لا تستمر هذه الهجمات بعد الآن، ويتعين أن يكون هناك موقف جدي، ولا بد من اتخاذ إجراءات عملية لإنهاء هذه الاعتداءات". والأحد، أعلن جهاز مكافحة الإرهاب بالإقليم، في بيان، أن "ستة صواريخ سقطت قرب نهر بادينان في حدود قضاء خبات مستهدفة مصفاة للنفط بمحافظة أربيل". فيما أعلنت لاحقا خلية الإعلام الأمني (تتبع الدفاع) في بيان، أن الهجوم الصاروخي الذي استهدف مصفاة للنفط تسبب باندلاع حريق بأحد مستودعات الوقود. وتعرضت أربيل بما فيها قضاء "خبات" خلال الأشهر الماضية، إلى هجمات بالصواريخ والطائرات المسيرة، استهدفت عدة أهداف، عسكرية أمريكية ونفطية، وغيرها. وتتهم الولايات المتحدة، فصائل مسلحة شيعية عراقية مرتبطة بإيران بشن الهجمات التي تستهدف مواقع انتشار قواتها في العراق.

مشاركة :