قالت رئيسة شعبة العمليات في الشرطة الإسرائيلية، سيغال بار تسفي، إن هناك العشرات من الإنذارات حول تنفيذ عمليات في إسرائيل، وهي إنذارات عامة تزداد يومياً وليست محددة. وأشارت في إيجاز للصحافيين، إلى أن الشرطة تستعد لنشر قوات معززة في جميع أنحاء إسرائيل خلال الاحتفالات بـ«عيد الاستقلال»، وستتخذ تدابير أمنية مشددة في المدن المختلطة للتعامل مع كافة السيناريوهات المحتملة. جاء ذلك في وقت أعلنت فيه الشرطة الإسرائيلية أنها ستنشر قوات معززة في جميع أنحاء إسرائيل، عشية الاحتفالات بـ«عيد الاستقلال»، وإحياء ذكرى قتلى الجيش الإسرائيلي التي ستقام يومي الأربعاء والخميس، وذلك للتعامل مع كافة السيناريوهات المحتملة، بعد موجة من العمليات مستمرة منذ عدة أسابيع. وأضافت تسفي أنه «توفرت في الآونة الأخيرة عشرات الإنذارات حول نية جهات متطرفة تنفيذ اعتداءات». ونفذ فلسطينيون منذ نهاية مارس (آذار)، سلسلة من العمليات أدت إلى مقتل 15 إسرائيلياً، وهو ما عزز التقييمات الإسرائيلية التي سبقت هذه العمليات. وبينما كانت إسرائيل تمني النفس باستمرار الهدوء الهش الذي سيطر على الضفة وغزة والقدس نهاية شهر رمضان، نفذ فلسطينيون عملية يوم الجمعة في مستوطنة أرئيل، وقتلوا حارس أمن هناك، اتضح لاحقاً أن «حماس» تقف خلفها. وأعلنت «كتائب عز الدين القسام»، في وقت متأخر الاثنين، مسؤوليتها الكاملة عن عملية «أرئيل»، واعتبرت أنها حلقة في سلسلة ردودها على العدوان على الأقصى. وشددت الكتائب في بيانٍ عسكري، على أن هذه العملية تأتي ضمن سلسلة من عمليات الرد على تدنيس الأقصى والعدوان عليه ولن تكون الأخيرة. وجاء بيان «حماس» ليؤكد اتهامات وزير الأمن الداخلي عومير بارليف، للحركة، بمحاولة «تأجيج الخواطر» خلال الأعياد اليهودية والمسيحية وشهر رمضان. وقال بارليف، أمس الثلاثاء، إن الحركة من قطاع غزة حاولت تأجيج الخواطر خلال هذه الفترة، على خلفية الصراع بين الحركة وحركة «فتح». وأكد الإعلام الإسرائيلي أن «حماس» بتبنيها من غزة العملية في الضفة، ترسل رسائل تحريض واضحة؛ خصوصاً أن الحركة أحجمت عن تبني عمليات في الضفة بشكل علني، في محاولة لتجنب ردود إسرائيلية في غزة. وقال أليؤور ليفي، المراسل العسكري لصحيفة «يديعوت أحرونوت» ، إن إعلان «القسام» لم يحدث منذ زمن طويل، وهو يشبه إطلاق صاروخ من قطاع غزة. وقالت قناة «كان» الإسرائيلية، إن الإعلان يهدف إلى مواصلة إشعال المنطقة، ورأت قناة «13» أنه يهدف إلى تشجيع عمليات أخرى. وعلق محرر الشؤون الفلسطينية غال بيرغر، قائلاً إن الأمر تعدى التشجيع والتحريض على تنفيذ العمليات إلى تنفيذ الحركة أجندتها بنفسها، وهو ما يتوجب الرد عليه بإعادة النظر في استمرار منح الحركة الحصانة في غزة. ونُفذت العملية في أرئيل الجمعة، في الوقت الذي كانت فيه إسرائيل تواصل العمل في حالة التأهب، بما في ذلك استمرار انتشار القوات داخل إسرائيل، ومواصلة العمل على طول خط التماس الذي يفصل إسرائيل عن الضفة الغربية. وحتى موعد تنفيذ العملية، كان الجيش قد نشر 1400 جندي في جميع أنحاء إسرائيل في مهمات مساعدة للشرطة وشرطة حرس الحدود، كما تم تعزيز 12 كتيبة للفرقة المعينة في مناطق الضفة الغربية وخط التماس، بينما تقرر تجنيد 6 كتائب احتياط عسكرية لنشرها على خط التماس، بدلاً من القوات النظامية. وبعد العملية، عززت إسرائيل جهودها الأمنية وشنت حملة اعتقالات في الضفة، طالت أمس 7 فلسطينيين في شمال الضفة، كما اتخذت قراراً بإغلاق الضفة وغزة منذ الثلاثاء حتى الجمعة. وأعلن الناطق باسم الجيش الإسرائيلي فرض طوق أمني شامل على الضفة الغربية وإغلاق المعابر مع قطاع غزة، خلال يومي إحياء «ذكرى قتلى معارك إسرائيل» و«عيد الاستقلال». وقال الناطق، إن الطوق سيستمر منذ الساعة الثالثة من بعد ظهر الثلاثاء بالتوقيت المحلي، لينتهي في منتصف ليلة الخميس- الجمعة القادمة. وسيتقرر رفعه أو إبقاؤه بعد تقييم للأوضاع الأمنية. وأوضح أنه «لن يُسمح إلا للحالات الإنسانية والطبية والاستثنائية بدخول الأراضي الإسرائيلية، بعد الحصول على تصريح استثنائي من منسق أعمال الحكومة في المناطق».
مشاركة :