لم تجد محاولات الأمين العام لحزب العدالة والتنمية عبدالإله بنكيران (الذي شغل أيضا في وقت سابق منصب رئيس للحكومة المغربية) لتأليب النقابات ضد الحكومة برئاسة عزيز أخنوش -بعد توقيعهما اتفاقا اجتماعيا- تجاوبا من قبل تلك النقابات. وقال الأمين العام للاتحاد المغربي للشغل المنعم ميارة إنه يحتفظ بالاحترام لبنكيران، موضحا أنه من حقه الإدلاء برأيه في الشأن العام انطلاقا من موقعه في حزب العدالة والتنمية. وأضاف ميارة في تصريح أوردته صحيفة “هسبريس” المحلية الثلاثاء أن “نقابتنا غير معنية بتصريحات بنكيران، ونحن وقعنا على اتفاق مع سعدالدين العثماني (رئيس الحكومة السابق) أيضا ووقتها كان حزب الاستقلال في المعارضة”. بنكيران اتهم النقابات بأنها مجرد أداة بيد الاتحاد العام لمقاولات المغرب الذي شارك في توقيع الاتفاق مع الحكومة وتابع في معرض رده على تصريحات بنكيران التي اعتبرت استفزازية، أن “مصلحة الوطن تأتي قبل الاصطفافات، ومن أجل ذلك عقد الاتحاد المغربي للشغل اتفاقا مع حكومة العثماني رغم تحالفه واعتباره جزءا من حزب الاستقلال”. وكانت المركزيات النقابية في المغرب قد وقعت اتفاقا وميثاقا وطنيا للحوار المجتمعي مع الحكومة قبل يوم من عيد العمال الذي يصادف الأوّل من مايو كل سنة في خطوة لاقت ترحيبا من قبل عدة أطراف سياسية ونقابية في البلاد. لكن بنكيران قال الأحد في كلمة له أمام أعضاء نقابة الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، الذراع النقابية لحزب العدالة والتنمية، إن “الاتفاق الذي وقعت عليه النقابات السبت لا يرقى إلى ما اقترحته عليها سنة 2016”. واتهم الأمين العام لحزب العدالة والتنمية النقابات بأنها مجرد أداة بيد الاتحاد العام لمقاولات المغرب في خطوة رفضتها قيادات نقابية. وتابع بنكيران ساخرا من احتفال النقابات العمالية في المغرب بعيد العمال الذي صادف هذا العام عيد الفطر، قائلا “ما هذه الهشاشة التي أصبحت عليها النقابات؟ وما المانع أن نحتفل يوما قبل عيد الفطر أو حتى يوم عيد الفطر؟ يبدو أنهم قرروا صوم 29 يوما فقط”. بنكيران عاد إلى التشكيك في النتيجة التي حصل عليها حزبه في الانتخابات الأخيرة، معتبرا أن 13 مقعدا لا تعكس حجمه وأضاف “أريد أن أقول للمنخرطين في هذه النقابات فِيقُوا (انتبهوا)، إن هذه النقابات أصبحت تتعاون مع كبار الباطرونا (اتحاد المقاولات)”. ولطالما واجه بنكيران انتقادات بأنه يوظف شعبويته لتعزيز شعبيته، وأنه تمت الاستعانة به إثر الهزيمة التي مني بها حزبه في سبتمبر الماضي من أجل تجاوز الانتكاسة، لكن المهمة تبدو صعبة رغم تركيز حملته على الحكومة برئاسة أخنوش. واعتبر بنكيران أن ما يشتكي منه المغاربة ليس غلاء الأسعار، لأنها “يمكن أن ترتفع، ولا نعرف ما الذي نحن مقبلون عليه، لكن المغاربة يشتكون من الظلم وعدم العدل”. وأضاف “إذا كان الخير يجب أن نوزعه بنوع من العدل، أما إذا كانت الظرفية صعبة فإن المغاربة عاشوا بالخبز وأَتايْ (الشاي) ومستعدون للعيش به مرة أخرى، لكن يجب أن توزع الخيرات بعدل كذلك”. وعاد بنكيران إلى التشكيك في النتيجة التي حصل عليها حزبه في الانتخابات الأخيرة، معتبرا أن 13 مقعدا لا تعكس حجمه. ShareWhatsAppTwitterFacebook
مشاركة :