شن مقاتلون مدججون بالسلاح من حركة الشباب الإسلامية المتطرفة هجوما على قاعدة للاتحاد الأفريقي في الصومال الثلاثاء، تلته اشتباكات عنيفة أدت إلى عدد كبير من الإصابات. وأرسلت قوات الاتحاد الأفريقي مروحيات قتالية في أعقاب الهجوم الذي وقع قبيل الفجر بسيارة مفخخة، وإطلاق نار على المعسكر الذي يضم عناصر حفظ سلام بورونديين قرب سيل باراف، القرية التي تبعد 160 كلم شمال شرق مقديشو. وقال القائد العسكري المحلي محمد علي “وقعت اشتباكات عنيفة ألحقت خسائر بشرية في الجانبين”. وأضاف “شنوا الهجوم بتفجير سيارة مفخخة قبل اندلاع تبادل كثيف لإطلاق النار”. وتشن حركة الشباب تمردا داميا ضد الحكومة الصومالية الهشة منذ أكثر من عقد. وأصدرت الحركة بيانا تبنت فيه الهجوم وقالت إنها قتلت العشرات من الجنود البورونديين. بعثة الاتحاد الأفريقي مكلفة بمهمة مساعدة القوات الصومالية على تحمل المسؤولية الرئيسية عن الأمن في الدولة وقال شاهد العيان وليو معاليم إن “مسلحي الشباب اقتحموا المعسكر في ساعة مبكرة صباحا، ووقعت انفجارات كبيرة وتبادل لإطلاق النار. أخلى البورونديون المعسكر ودخلوا قرية سيل باراف قبل أن تصل مروحيات وفرت إسنادا جويا”. وأضاف شاهد عيان آخر هو أحمد عدنان أن “المروحيات أطلقت صواريخ ونيران رشاشات ثقيلة، رأينا الدخان يتصاعد فوق المعسكر لكننا لا نعرف الوضع على وجه التحديد”. وحلّت مهمة الاتحاد الأفريقي الانتقالية في الصومال “أتميس” مكان بعثة “أميصوم” لحفظ السلام عقب انتهاء تفويضها في نهاية مارس. والبعثة الجديدة مكلفة بمهمة مساعدة القوات الصومالية على تحمل المسؤولية الرئيسية عن الأمن في الدولة المضطربة الواقعة في القرن الأفريقي. وبموجب قرار الأمم المتحدة، يُفترض أن تخفض البعثة الانتقالية عدد أفرادها من 20 ألف جندي وشرطي ومدني، إلى الصفر بحدود 2024. التأخير المتكرر للانتخابات يثير قلق المجتمع الدولي، الذي يعتقد أنه يصرف انتباه السلطات عن القضايا المصيرية للبلاد وسيطر مقاتلو حركة الشباب على مقديشو حتى 2011 عندما أخرجتهم منها قوة الاتحاد الأفريقي. لكنهم لا يزالون يسيطرون على مناطق في الريف، وكثيرا ما يهاجمون أهدافا مدنية وعسكرية وحكومية في مقديشو وخارجها. ويأتي الهجوم الأخير بعد أقل من أسبوع على اختيار رئيسين جديدين لغرفتي مجلس النواب، وهي خطوة رئيسية في مسار انتخابات تأخرت عن موعدها. وشهد مسار الانتخابات أعمال عنف دامية وصراعا مريرا على السلطة بين الرئيس ورئيس وزرائه. ويثير هذا التأخير المتكرر للانتخابات قلق المجتمع الدولي، الذي يعتقد أنه يصرف انتباه السلطات عن القضايا المصيرية للبلاد، مثل تمرد حركة الشباب وخطر المجاعة المتزايد في أجزاء كبيرة من البلاد.
مشاركة :