الإمدادات العسكرية الغربية تُضعف جهود الحل السلمي للصراع الروسي – الأوكراني

  • 5/3/2022
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

كثفت الدول الغربية مؤخرا من إمداداتها العسكرية لأوكرانيا في مواجهة الغزو الروسي المستمر منذ الرابع والعشرين من فبراير الماضي، في وقت يخشى المحللون من أن تتمكن الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون ببساطة من إبطال الجهود الدبلوماسية التي يبذلها المجتمع الدولي لإنهاء الأعمال العدائية بين روسيا وأوكرانيا سلميا. وأعلنت بريطانيا الثلاثاء، عن حزمة مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا بقيمة 300 مليون جنيه إسترليني (357 مليون يورو)، تشمل على وجه الخصوص أعتدة عسكرية دفاعية. وحتّى الآن، قدّمت بريطانيا إلى أوكرانيا خمسة آلاف صاروخ مضادّ للدبابات وخمس منظومات صاروخية للدفاع الجوي مع أكثر من 100 صاروخ و4.5 أطنان من المتفجّرات. ووفقاً لداونينغ ستريت فإنّ المملكة المتّحدة ستقدم لأوكرانيا في الأسابيع المقبلة طائرات دون طيار لتأمين دعم لوجستي للقوات المسلّحة المعزولة. فلاديمير بوتين: يجب على الغرب أن يكف عن إمداد أوكرانيا بالأسلحة وأرسلت ألمانيا أسلحة ومعدات تزيد قيمتها عن 190 مليون يورو (201 مليون دولار) إلى أوكرانيا في الأسابيع الثمانية الأولى بعد الغزو الروسي. وأعطت ألمانيا الضوء الأخضر لتسليم أسلحة حربية بقيمة 120.5 مليون يورو وأسلحة أخرى بقيمة 71.4 مليون يورو في الفترة بين الرابع والعشرين من فبراير والتاسع عشر من أبريل الماضيين. ويقارن هذا بأكثر من 3.7 مليار دولار من الأسلحة والذخيرة التي وعدت بها الولايات المتحدة أو سلمتها بالفعل إلى أوكرانيا. وقدمت إستونيا حتى الآن مساعدات عسكرية تزيد قيمتها على 220 مليون يورو لأوكرانيا. وبعد يومين من الهجوم الروسي على أوكرانيا، قررت الحكومة الألمانية تزويد منطقة الحرب بالأسلحة، بما في ذلك الصواريخ المضادة للطائرات والبازوكا والذخيرة وكذلك المدافع الآلية. وفي الأسبوع الماضي، وافقت برلين على تصدير 50 دبابة مضادة للطائرات من طراز “جيبرد”، وهي المرة الأولى التي يتم فيها تسليم أسلحة ثقيلة مباشرة من ألمانيا. وصرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في اتصال هاتفي مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون الثلاثاء إنه يجب على الغرب أن يكف عن إمداد أوكرانيا بالأسلحة. وأوضح الكرملين في بيان أن الرئيس بوتين قال إن “الغرب يمكن أن يساعد في وقف هذه الفظائع عبر ممارسة التأثير المناسب على سلطات كييف وكذلك من خلال وقف توريد الأسلحة إلى أوكرانيا”، مؤكدا أن كييف “ينقصها الاستعداد للعمل بجدية” في محادثات السلام. وفي الوقت الذي يبذل فيه المجتمع الدولي جهودا دبلوماسية أملا في إنهاء الأعمال العدائية بين روسيا وأوكرانيا، يخشى المحللون من أن تتمكن الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون ببساطة من إبطال جميع هذه المحاولات من خلال تقديم المساعدة العسكرية بشكل متكرر لأوكرانيا. وسافر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى روسيا وأوكرانيا الأسبوع الماضي لاستكشاف الكيفية التي يمكن أن تساعد بها الأمم المتحدة في إجلاء المدنيين من مدينة ماريوبول المحاصرة. وفي إطار الجهود الدولية للمساعدة في حل الصراع الروسي – الأوكراني، جاءت زيارة غوتيريش في وقت دخل فيه القتال بين البلدين شهره الثالث ووصلت محادثات السلام بينهما إلى طريق مسدود. واجتمع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع غوتيريش في الكرملين الثلاثاء الماضي، حيث أبلغ الأمين العام للأمم المتحدة أنه “على الرغم من العملية العسكرية الجارية، إلا أننا ما زلنا نأمل في أن نتمكن من التوصل إلى اتفاقات على المسار الدبلوماسي”. وقال غوتيريش إن الأمم المتحدة مستعدة، بالتعاون مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر، لتقييم الوضع في مصنع آزوفستال في ماريوبول من أجل إجلاء المدنيين من هناك. وعقب اجتماعه مع غوتيريش الخميس قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي للصحافيين إن بلاده مستعدة لإجراء محادثات عاجلة لإجلاء الناس من ماريوبول، وأعرب عن أمله في أن تؤدي مشاركة الأمين العام للأمم المتحدة في هذه المهمة إلى تسهيل جهود الإجلاء. وأكد غوتيريش قائلا “سنواصل الدعوة إلى وقف كامل لإطلاق النار، فضلا عن اتخاذ إجراءات عملية فورية لإنقاذ الأرواح وتقليل المعاناة الإنسانية”. وتعليقا على زيارة غوتيريش قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا الخميس إن موسكو تنظر بشكل إيجابي إلى رغبة الأمم المتحدة في لعب دور بناء وغير متحيز. وطلب الرئيس الأميركي جو بايدن الخميس الماضي من الكونغرس تخصيص 33 مليار دولار لمساعدة أوكرانيا في الدفاع عن نفسها ضد الغزو الروسي ، بما في ذلك مساعدات عسكرية وأمنية بقيمة 20.4 مليار دولار. وقبل أسبوع واحد فقط، أعلن بايدن أن الولايات المتحدة ستقدم لأوكرانيا حزمة إضافية من المساعدات الأمنية بقيمة 800 مليون دولار، أو الدفعة الثامنة من هذه المساعدات منذ اندلاع الصراع الروسي – الأوكراني . وقال ديمتري سوسلوف نائب مدير مركز الدراسات الأوروبية والدولية الشاملة في المعهد العالي للاقتصاد بجامعة البحوث الوطنية في موسكو “من الواضح أن الغرب مهتم بإطالة أمد الصراع قدر الإمكان من أجل إلحاق أقصى قدر من الضرر بروسيا”. وأشار إلى أن الغرب يهدف إلى استنزاف الموارد العسكرية لروسيا والإضرار باقتصادها وإضعاف الدولة سياسيا. لكن كيريل مولتشانوف نائب مدير المعهد الأوكراني للسياسة فذكر أنه من الصعب عزل روسيا تماما لأن لديها أرضا شاسعة ذات موارد طبيعية غنية. وأثارت الإمدادات العسكرية الهائلة من الغرب، بما في ذلك العديد من أنظمة الأسلحة الصغيرة المحمولة، مخاوف عامة بشأن الانتشار الخطر للأسلحة في جميع أنحاء أوروبا. رغم أن دعم كييف يحظى بإجماع في البرلمان الأميركي، إلا أنه ثمة تباينات حول مضمون القانون الذي من شأنه تعزيز المساعدة العسكرية وفي مقال نشرته مؤخرا بعنوان “ماذا يحدث للأسلحة المرسلة إلى أوكرانيا؟ الولايات المتحدة لا تعرف حقا”، ذكرت شبكة “سي إن إن” أن الولايات المتحدة لديها طرق قليلة لتتبع أسلحتها التي تم تسليمها إلى أوكرانيا. ورغم أن دعم كييف يحظى بإجماع في البرلمان الأميركي، إلا أنه ثمة تباينات حول مضمون القانون الذي من شأنه تعزيز المساعدة العسكرية. فالديمقراطيون يريدون تعديله ليزيدوا في الوقت نفسه من موازنة مكافحة كوفيد في الولايات المتحدة، لكن الجمهوريين يرفضون ذلك. وتبقى هذه المساعدة ملحة بالنسبة إلى أوكرانيا بعد أكثر من شهرين على بدء النزاع. فموسكو كثفت هجماتها في جنوب البلاد وشرقها. وفي غضون شهرين أدى النزاع إلى تشريد نحو 13 مليون أوكراني غادر أكثر من خمسة ملايين منهم البلاد بحسب أرقام الأمم المتحدة التي تتوقع أن يتجاوز عددهم الثمانية ملايين بحلول نهاية العام 2022. ونظرا إلى تدهور الوضع قالت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين التي كانت تتوقع في بداية النزاع مغادرة أربعة ملايين أوكراني البلاد، إنها بحاجة إلى 1.85 مليار دولار لمساعدة اللاجئين في دول مجاورة. وأعلنت الأمم المتحدة كذلك أنها وجهت في العديد من المرات نداء عاجلا لجمع الأموال لتوفير مساعدات إنسانية لنحو 8.7 ملايين شخص في أوكرانيا ليصل مجموعها إلى 2.25 مليار دولار.

مشاركة :