موسكو - أطلقت روسيا اليوم الثلاثاء هجوما واسها من البر والجو على آخر معقل للمقاومة الأوكرانية التي تتحصن بمصنع آزوفستال الضخم في مدينة ماريوبول الساحلية بجنوب أوكرانيا التي تم إجلاء المدنيين منها في الأيام الأخيرة بفضل وقف إطلاق النار. ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن وزارة الدفاع قولها إن القوات الروسية بدأت قصف مصنع آزوفستال للصلب بعد أن استغل جنود أوكرانيون هدنة انسانية للتمركز في مواقع لإطلاق النار هناك. ونسبت الوكالة إلى الوزارة قولها "جرى الإعلان عن وقف لإطلاق النار وكان يتعين إجلاء المدنيين من منطقة آزوفستال. استغل جنود آزوفستال والجنود الأوكرانيون المتمركزون في المصنع وقف إطلاق النار. خرجوا من الطابق السفلي واتخذوا مواقع لإطلاق النار في المنطقة وفي مباني المصنع". وأشار المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية فاديم أستافييف في مقطع فيديو بثّته وكالات روسية إلى أن "وحدات من الجيش الروسي ومن جمهورية دونيتسك الشعبية، بدأت تدمّر بواسطة المدفعية والطائرات مواقع إطلاق النار" للمقاتلين الأوكرانيين الذين خرجوا من المصنع. وأكّد المتحدث باسم القوات المسلّحة الروسية أن كتيبة آزوف الأوكرانية (قومية متطرفة) التي تؤمّن حماية المصنع "استخدمت" وقف إطلاق النار المعلن لإجلاء المدنيين والخروج من أقبية المصنع و"اتخاذ مواقع إطلاق النار في الإقليم" و" في مباني المصنع". وقال سفياتوسلاف بالامار نائب قائد كتيبة آزوف للموقع الإخباري أوكرانيسكا برافدا "لقد تم قصفنا طوال الليل. قُتلت امرأتان والآن يجري هجوم على آزوفستال". ودعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى "اتخاذ إجراءات صارمة لأن الوضع صعب جدا" بعد أن تمّ إجلاء نحو مئة مدني نهاية هذا الأسبوع من معمل آزوفستال الضخم في مدينة ماريوبول وهي ميناء استراتيجي في جنوب دونباس يسيطر عليه الروس بالكامل تقريبا. وقالت وزارة الدفاع الروسية أيضا إن قواتها قصفت قاعدة جوية عسكرية بالقرب من مدينة أوديسا بجنوب غرب أوكرانيا بصواريخ، مما أدى إلى تدمير طائرات مسيرة وصواريخ وذخيرة قدمتها الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون إلى أوكرانيا. وتابعت "صواريخ أونيكس عالية الدقة أصابت مركزا لوجستيا في مطار عسكري بمنطقة أوديسا كان يتم من خلاله توصيل أسلحة أجنبية. تم تدمير حظائر تضم طائرات مسيرة من طراز بيرقدار تي.بي2، بالإضافة إلى أسلحة صاروخية وذخائر من الولايات المتحدة ودول أوروبية". وضربت الصواريخ والمدفعية الروسية أيضا أهدافا عسكرية مختلفة في جميع أنحاء أوكرانيا، بما في ذلك مراكز القيادة والترسانات ونظام الصواريخ إس-300 المضادة للطائرات. وقال حاكم أوديسا مكسيم مارشينكو إن ضربة صاروخية أصابت المدينة الساحلية المطلة على البحر الأسود مساء أمس الاثنين، مما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى. وفي تطور آخر تعتزم المملكة المتحدة تزويد أوكرانيا بمساعدة عسكرية جديدة بقيمة 300 مليون جنيه استرليني (376 مليون دولار) تشمل خصوصا رادارات وطائرات مسيّرة، حسبما أعلن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الثلاثاء في خطاب أمام البرلمان الأوكراني. وقال جونسون في خطابه عبر الفيديو من لندن "سنواصل تزويد أوكرانيا بالأسلحة والتمويل والمساعدة الإنسانية حتى تحقيق هدفنا على الأمد الطويل، أي تحصين أوكرانيا بحيث لا يجرؤ أحد على مهاجمتكم مرة أخرى". وتشمل خطة المساعدة الجديدة "رادارات لتحديد مواقع قصف المدفعية لمدنكم وطائرات مسيّرة ثقيلة لتزويد قواتكم بما يلزمها وآلاف من أجهزة الرؤية الليلية"، وفق جونسون. وكانت لندن قد قدمت 450 مليون جنيه إسترليني من المساعدات العسكرية إلى كييف بما في ذلك توفير آلاف الصواريخ الخفيفة المضادة للدبابات والمركبات المدرعة التي وعدت بها مؤخرا لعمليات الإجلاء والصواريخ المضادة للسفن وأنظمة الدفاع المضادة للطائرات. واعترف جونسون خلال خطابه بأن الغربيين كانوا "بطيئين جدا في فهم ما كان يحصل" وفي فرض عقوبات على موسكو، قائلا "لا يمكننا أن نكرّر هذا الخطأ". وحيّا جونسون الذي زار كييف في أبريل/نيسان، مقاومة الأوكرانيين الذين أبعدوا القوات الروسية "عن أبواب كييف" و"لم ينجزوا فقط أعظم إنجاز في القرن الحادي والعشرين"، بل "كشفوا أيضا الجنون التاريخي لفلاديمير بوتين". وتابع "دمّرتم أسطورة أن بوتين لا يقهر وكتبتم أحد أكثر الفصول روعة في التاريخ العسكري وفي حياة بلدكم"، مضيفا "إنها ساعة النصر في أوكرانيا وسنتذكرها ونرويها لأجيال".
مشاركة :