تدفع مجموعة من دول الاتحاد الأوروبي باتجاه بدء المفاوضات بشأن اتفاقيات التجارة الحرة المتعثرة، عادة أن التدخل العسكري الروسي في أوكرانيا يهدد اقتصاد التكتل ومصالحه الأمنية. وأظهرت مسودة خطاب اطلعت عليها وكالة "بلومبيرج" للأنباء، أن عشر دول على الأقل، بينها ألمانيا وإسبانيا، تخطط لإرسال خطاب إلى الاتحاد الأوروبي لتسريع المحادثات المؤجلة. واعترضت فرنسا بفاعلية العمل على الاتفاقيات المنتظرة قبل انتخاباتها الرئاسية في نيسان (أبريل). ويحذر الخطاب من أن الاتحاد الأوروبي قد يتخلف عن دول أخرى مثل اليابان، حيث 80 في المائة من تجارتها تغطيها اتفاقيات التجارة الحرة. وجاء في الخطاب أن الدول الأخرى التي تستغل مثل هذا النوع من المعاهدات التجارية "يجب أن تكون بمنزلة دعوة تحذيرية لأوروبا". وأشار الخطاب إلى أن هذه الاتفاقيات ضرورية لجعل الاتحاد الأوروبي أقل اعتمادية وضعفا. وأضافت مسودة الخطاب التي لا تزال عرضة للتغيير، "تظهر الحرب الروسية - الأوكرانية أن الخيارات الاستراتيجية الخاصة بالاتحاد الأوروبي لا تحدث في فراغ، لكن في سياق عالمي، حيث القوى المختلفة والتكتلات الاقتصادية تتنافس على القيادة". على صعيد آخر بدأت منظمة التجارة العالمية مناقشات هذا الأسبوع حول اقتراح برفع براءات الاختراع عن اللقاحات المضادة لكوفيد - 19 أعدته أربع جهات تصنيع رئيسة. وأصدرت منظمة التجارة العالمية أمس الأول "الوثيقة النهائية الناجمة عن العملية غير الرسمية التي أجريت مع المجموعة الرباعية - جنوب إفريقيا والولايات المتحدة والهند والاتحاد الأوروبي - من أجل الاستجابة لكوفيد - 19 على صعيد الملكية الفكرية". وقالت منظمة التجارة العالمية، "خلال مناقشاتهم، تبنى أعضاء المجموعة الرباعية نهجا.. يهدف إلى تحديد طرق عملية من أجل توضيح وتبسيط طريقة تجاوز الحكومات حقوق براءات الاختراع، في ظل ظروف معينة، بهدف السماح بتنويع إنتاج لقاحات" مكافحة كوفيد. وقدم النص أيضا في اجتماع لمنظمة التجارة العالمية. وبحسب ممثل للمنظمة في جنيف، فإن الاقتراح لن يطبق إلا على البلدان النامية وتلك التي تمثل أقل من 10 في المائة من الصادرات العالمية السنوية من لقاحات كوفيد، ما يستبعد الصين بحكم الأمر الواقع. وبموجب شروط الوثيقة التي نشرتها منظمة التجارة العالمية، يمكن للبلدان النامية المعنية إنتاج وتوزيع اللقاحات المضادة لكوفيد من دون موافقة صاحب براءة الاختراع.