ربما يستغرب كثيرون أننا نتحدث عن سيّد قطب، اليوم، الذي انتهى مشنوقًا عام 1966، نتيجة الحكم عليه بتدبير انقلاب ضد قيادة «ثورة يوليو» التي كانت تحكم مصر آنذاك، حيث تزعَّم قطب تنظيمًا داخل جماعة الإخوان المسلمين، واتُّهم التنظيم بالعمل على تغيير نظام الحكم بالقوة في مصر.على الرغم من ذلك، ظلت أفكار سيد قطب المتشددة تُلهي أجيالًا من الإرهابيين، وفق باحثين عرب وغربيين، وجماعة «الإخوان المسلمون»، «السرورية»، وغيرهما كُلها تيارات كانت حاضرة، مؤثرة، شارك بعض رموزها في وضع المناهج التعليمية في أكثر من قُطر، وباتت أفكارهم جزءًا من العقل المجتمعي الذي تربَّى عليه النشء لأكثر من جيل، ولأكثر من 60 عامًا.لقد كانت كُتب سيد قطب، ومحمد قطب، وحسن البنَّا، ومتون فتاوى السلفية المتشددة، متوافرة في مكتبات كثير من المدارس، حتى الابتدائية منها، وبمراجعة كتاب (ظلال القرآن) لسيد قطب الذي يُعدُّ ركيزة لتيارات التطرف وحاملي السلاح، ويتضمن 6 مجلدات من 4500 صفحة، منها 400 صفحة موزعة على الكتاب، ينظر فيها إلى تكفير المجتمعات جميعًا، وانقطاع الدين على الوجود، فلا يمكن غض الطرف عن أفكار سيد قطب؛ لأن أفكاره محرِّكة لكل منظِّري الإرهاب في العالم، في حديثه عن الجاهلية المزعومة، وتكفيرالمجتمعات، والتي جاءت من صلب أفكار حسن البنا مؤسِّس جماعة «الإخوان المسلمون» الإرهابية، فمحاولة تطبيق هذه الأفكار هي أصل ما تعانيه الإنسانية من إرهاب وتطرُّف وعنف.المملكة تصدت لفكر ومشاريع الإخوان بالعودة إلى تعاليم الإسلام المثالية، وإلى حيث تمتع المسلمون بمجتمعات منفتحة ومسالمة، وتحييد كل ما يتخذه المتطرفون سلمًا لتنفيذ أجنداتهم.فبعد عام 2011، زادت الاختلالات السياسية التي شهدتها المنطقة، من انكشاف دور الجماعة المهدد لاستقرار البلدان العربية، في اندلاع موجةٍ غير مسبوقة من العنف، كانت تموّل شرعيتها من الأقطاب الفكرية للجماعة.وفي عام 2020، صدر بيان شديد اللهجة عن هيئة كبار العلماء في السعودية، وتضمن وصف جماعة «الإخوان المسلمون» بـ(الإرهابية) التي لا تمثل منهج الإسلام، وتتستر بالدين، وتمارس ما يخالفه من الفتنة والعنف والإرهاب، واستكمالاً للموقف الرسمي الذي أعلنته السعودية في 2014، باعتبارها جماعة «الإخوان المسلمون» تنظيمًا إرهابيًا.مسيرة المملكة ستكون مستمرة في محاربة هذه الجماعة الإرهابية وبحِكمةٍ وشجاعةٍ واستمرارية، وبتعاون من جميع القطاعات ذات العلاقة.@HindAlahmed