دراسة تبرئ جرذان المدن من انتشار الجائحة المقبلة

  • 5/5/2022
  • 01:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

توصلت‭ ‬دراسات‭ ‬أجريت‭ ‬أخيراً‭ ‬إلى‭ ‬خلاصات‭ ‬مخالِفة‭ ‬لفكرة‭ ‬سادت‭ ‬منذ‭ ‬عصر‭ ‬الطاعون‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬عن‭ ‬أن‭ ‬الجرذان‭ ‬ناشرة‭ ‬للأمراض،‭ ‬إذ‭ ‬أظهرت‭ ‬الأبحاث‭ ‬الجديدة‭ ‬أن‭ ‬احتمال‭ ‬تَسَبُّب‭ ‬القوارض‭ ‬وسواها‭ ‬من‭ ‬حيوانات‭ ‬المدن‭ ‬بالجائحة‭ ‬المقبلة‭ ‬اقل‭ ‬مما‭ ‬كان‭ ‬يُعتقد‭. ‬ فعندما‭ ‬انكبّ‭ ‬باحثون‭ ‬من‭ ‬جامعة‭ ‬جورجتاون‭ ‬في‭ ‬واشنطن‭ ‬على‭ ‬درس‭ ‬بيانات‭ ‬نحو‭ ‬ثلاثة‭ ‬آلاف‭ ‬من‭ ‬الثدييات‭ ‬كانوا‭ ‬يتوقعون‭ ‬أن‭ ‬يكتشفوا‭ ‬أن‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬تعيش‭ ‬في‭ ‬بيئات‭ ‬مُدُنية‭ ‬تختزن‭ ‬كمية‭ ‬أكبر‭ ‬من‭ ‬الفيروسات‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تنتقل‭ ‬إلى‭ ‬البشر‭. ‬ ومع‭ ‬أن‭ ‬الباحثين‭ ‬توصلوا‭ ‬في‭ ‬الواقع‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬لدى‭ ‬حيوانات‭ ‬المدن‭ ‬طبعاً‭ ‬أنواعاً‭ ‬من‭ ‬الأمراض‭ ‬أكبر‭ ‬بعشر‭ ‬مرات‭ ‬من‭ ‬غيرها،‭ ‬أدركوا‭ ‬أن‭ ‬ثمة‭ ‬تحيزاً‭ ‬منهجياً‭ ‬يتمثل‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬الدراسات‭ ‬تناولتها‭ ‬أكثر‭ ‬بمائة‭ ‬مرة‭ ‬مما‭ ‬اهتمت‭ ‬بمثيلاتها‭ ‬الريفية‭. ‬ وفوجئ‭ ‬الباحثون‭ ‬لدى‭ ‬تصحيحهم‭ ‬هذا‭ ‬التحيز‭ ‬الكبير‭ ‬بأن‭ ‬احتمال‭ ‬التسبب‭ ‬بمرض‭ ‬جديد‭ ‬ليس‭ ‬أكبر‭ ‬لدى‭ ‬الفئران‭ ‬مما‭ ‬هو‭ ‬لدى‭ ‬حيوانات‭ ‬أخرى‭. ‬ وقال‭ ‬جريج‭ ‬ألبيري‭ ‬الذي‭ ‬أدار‭ ‬الدراسة‭ ‬المنشورة‭ ‬يوم‭ ‬الاثنين‭ ‬في‭ ‬مجلة‭ ‬‮«‬نيتشر‭ ‬إيكولوجي‭ ‬آند‭ ‬أيفولوشن‮»‬‭ ‬إن‭ ‬‮«‬الاقتراب‭ ‬كثيراً‭ ‬من‭ ‬حيوانات‭ ‬المدن‭ ‬ليس‭ ‬مع‭ ‬ذلك‭ ‬فكرة‭ ‬مستحبة‮»‬‭. ‬ ورأى‭ ‬في‭ ‬حديث‭ ‬لوكالة‭ ‬فرانس‭ ‬برس‭ ‬أن‭ ‬‮«‬احتمالات‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬هذه‭ ‬الحيوانات‭ ‬المُدُنية‭ ‬مصدر‭ (‬المرض‭ ‬X‭) ‬المقبل‭ ‬ضئيلة‭ ‬جداً،‭ ‬لكنها‭ ‬غالباً‭ ‬ما‭ ‬تكون‭ ‬مصدراً‭ ‬لأمراض‭ ‬مهمة‭ ‬ومعروفة‮»‬،‭ ‬مشيراً‭ ‬مثلاً‭ ‬إلى‭ ‬داء‭ ‬البريميات‭ ‬وهو‭ ‬مرض‭ ‬بكتيري‭ ‬ينتقل‭ ‬عادة‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬الجرذان‭. ‬ وأضاف‭: ‬‮«‬نعرف‭ ‬الكثير‭ ‬عن‭ ‬طفيليات‭ ‬هذه‭ ‬الحيوانات‭ ‬التي‭ ‬تعيش‭ ‬في‭ ‬المدن‭ ‬إلى‭ ‬درجة‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬نجهله‭ ‬عنها‭ ‬قليل‭ ‬نسبياً‮»‬،‭ ‬نظراً‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الدراسات‭ ‬في‭ ‬شأنها‭ ‬بدأت‭ ‬منذ‭ ‬زمن‭ ‬بعيد‭. ‬ورأى‭ ‬أن‭ ‬‮«‬الحياة‭ ‬البرية‭ ‬في‭ ‬المناطق‭ ‬الريفية‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬مصدر‭ ‬التهديد‭ ‬الكبير‭ ‬التالي‭ ‬نظراً‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المعرفة‭ ‬بها‭ ‬أقل‭ ‬بكثير‭. ‬ لكن‭ ‬أستاذ‭ ‬البيئة‭ ‬المُدُنية‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬ريتشموند‭ ‬جوناثان‭ ‬ريتشاردسون‭ ‬قال‭ ‬لوكالة‭ ‬فرانس‭ ‬برس‭ ‬إن‭ ‬البشر‭ ‬على‭ ‬تماس‭ ‬منتظم‭ ‬مع‭ ‬الجرذان،‭ ‬ويصح‭ ‬تالياً‭ ‬وصف‭ ‬هذه‭ ‬الحيوانات‭ ‬بأنها‭ ‬‮«‬اسفنجات‭ ‬مليئة‭ ‬بالأمراض‮»‬‭. ‬ ونشر‭ ‬ألبيري‭ ‬والمعدّ‭ ‬المشارك‭ ‬للدراسة‭ ‬كولين‭ ‬كارلسون‭ ‬الأسبوع‭ ‬الفائت‭ ‬بحثاً‭ ‬أظهر‭ ‬أن‭ ‬التغير‭ ‬المناخي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يزيد‭ ‬خطر‭ ‬انتشار‭ ‬أوبئة‭ ‬جديدة‭. ‬ وتبين‭ ‬لهما‭ ‬أن‭ ‬هجرة‭ ‬حيوانات‭ ‬كالخفافيش‭ ‬إلى‭ ‬مناطق‭ ‬أكثر‭ ‬برودة‭ ‬تؤدي‭ ‬إلى‭ ‬اختلاطها‭ ‬للمرة‭ ‬الأولى‭ ‬مع‭ ‬أنواع‭ ‬أخرى،‭ ‬وتوفر‭ ‬تالياً‭ ‬فرصاً‭ ‬جديدة‭ ‬للأمراض‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬تصيب‭ ‬البشر‭ ‬لاحقًا‭. ‬ ولاحظ‭ ‬ألبيرى‭ ‬أن‭ ‬الثدييات‭ ‬المُدُنية‭ ‬مثل‭ ‬الفئران‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تؤدي‭ ‬دوراً‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬العملية‭. ‬ كذلك‭ ‬أظهر‭ ‬بحثه‭ ‬عن‭ ‬الاحترار‭ ‬المناخي‭ ‬أن‭ ‬فرصاً‭ ‬جديدة‭ ‬لانتقال‭ ‬الفيروسات‭ ‬من‭ ‬حيوان‭ ‬إلى‭ ‬آخر‭ ‬باتت‭ ‬متوافرة‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الراهن‭ ‬بالقرب‭ ‬من‭ ‬المناطق‭ ‬المأهولة‭.‬

مشاركة :