نجحت البعثة الأثرية المصرية العاملة في منطقة جبل الهريدي بمحافظة سوهاج بجمهورية مصر العربية في الكشف عن إحدى نقاط التفتيش والمراقبة من عصر الملك بطليموس الثالث، ومعبد ونحو 85 مقبرة من العصر البطلمي. وأوضح الدكتور مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى المصري للآثار» أن نقطة التفتيش المكتشفة عبارة عن مبنى من الطوب اللبن يسمى بمبنى البرج «Tower House»، تم بناؤه بهدف التفتيش والمراقبة وإحكام المرور بين حدود الأقاليم وجمع الضرائب وتأمين السفن وحركة الملاحة في النيل. وأضاف أن المعبد المكتشف تم تكريسه للآلهة إيزيس وهو يعود لعصر الملك بطليموس الثالث «يورجتيس»، ويمتد بطول 33م وعرض 14م، بمحور من الشمال إلى الجنوب. وخلال أعمال الحفائر عثرت البعثة في الجهة الشمالية للمعبد على حوض للتطهير من الحجر الجيري ولوحة نذرية للمعبد، كما عثرت في الناحية الشمالية على عدد 5 أوستراكات عليها كتابات بالخط الديموطيقي، بالإضافة إلى 38 عملة معدنية تعود إلى العصر الروماني وجزء صغير من عمود من الحجر الجيري بالإضافة إلى الكشف عن بعض العظام الحيوانية، التي تبين من خلال دراستها أنها كانت تمثل طعام كهنة المعبد. وعثر بداخل المقابر التي تعود للعصر البطلمي على عدد 30 بطاقة مومياوات وكانت تعد بمثابة تصريح للدفن مكتوبة باللغة اليونانية القديمة فقط والخط الهيراطيقي والديموطيقي مع بقايا رفات آدمية وبقايا مومياوات، وعادة ما تتضمن تلك البطاقات اسم المتوفى واسم والده أو والدته وموطنه ومهنته وعمره عند الوفاة، بالإضافة إلى بعض الأدعية الخاصة بالآلهة المصرية القديمة. وقامت البعثة كذلك ببعض أعمال التوثيق لمجموعة من المحاجر الموجودة بالموقع منها محجر للملك رمسيس الثالث من الأسرة التاسعة عشرة، حيث قامت البعثة بتنظيفه وتقوية اللوحة الصخرية الخاصة برمسيس الثالث التي تم ذكرها في برديه هريس بأن الملك رمسيس الثالث أوفد 38 عاملاً ماهراً من عمال المحاجر إلى هذه المنطقة (جبل هريدي) لقطع الأحجار لبناء معبد له في الإقليم العاشر، بالإضافة إلى ثلاثة محاجر بطلمية لكل من بطليموس الثالث والرابع والخامس وبطليموس الثاني عشر، مما يثبت أن منطقة جبل الهريدي كانت مصدراً للأحجار في العصر البطلمي نظراً لجودة الأحجار بهذا الموقع.
مشاركة :