أشارت تقارير صحفية أمريكية إلى معلومات استخباراتية قدمتها الولايات المتحدة للجيش الأوكراني "ساعدته على استهداف جنرالات روس"، وهو ما نفاه مجلس الأمن القومي الأمريكي مشددا على أن واشنطن تساعد كييف في "الدفاع عن نفسها". قالت مصادر أوكرانية إن هناك نحو 200 مدني ومقاتلين أوكرانيين مازالوا محاصرين في شبكة من الثكنات تحت الأرض في مصنع آزوفستال للصلب في ماريوبول ذكرت صحيفة نيويورك تايمز نقلا عن مسؤولين أمريكيين كبار أن الولايات المتحدة وفرت معلومات استخباراتية ساعدت القوات الأوكرانية في "قتل الكثير من الجنرالات الروس" خلال الحرب الأوكرانية. وقالت الصحيفة إن واشنطن مدت أوكرانيا بتفاصيل عن التحركات المتوقعة للقوات الروسية ومواقعها وتفاصيل عن المقرات العسكرية الروسية المتنقلة، مضيفة أن أوكرانيا "استفادت من هذه المعلومات" ونفذت ضربات مدفعية وهجمات أخرى أسفرت عن مقتل ضباط روس. ووفقا للصحيفة قال مسؤولون أوكرانيون إنهم قتلوا نحو 12 جنرالا روسيا في مضمار القتال استنادا على المعلومات التي وفرتها المخابرات الأمريكية. في المقابل، وصف مجلس الأمن القومي الأمريكي المعلومات التي أوردها التقرير الصحفي بأنها "غير مسؤولة". وقالت المتحدثة باسم المجلس  أدريان واتسون لوكالة فرانس برس في رسالة بالبريد الإلكتروني إن "الولايات المتحدة تقدم معلومات استخباراتية عن ساحة المعركة لمساعدة الأوكرانيين في الدفاع عن بلادهم"، مشددة أن الولايات المتحدة "لاتقدم" معلومات استخباراتية "بهدف قتل جنرالات روس". مسؤولون روس وسط المعارك؟ وفي هذا الإطار، كان البنتاغون قد أعلن الإثنين الماضي أن رئيس الأركان الروسي فاليري غيراسيموف قام بزيارة استمرت "لأيام" الأسبوع الماضي على الجبهة في منطقة دونباس بشرق أوكرانيا، ما يوحي بأن كبار المسؤولين العسكريين الروس يقتربون من ساحة المعارك. لكن البنتاغون لم يؤكد شائعات تحدثت عن إصابة غيراسيموف بجروح. بينما أعلن مستشار لوزير الداخلية الأوكراني الأحد الماضي أن عددا من الضباط الروس أصيبوا في "انفجار" في إيزيوم بشرق أوكرانيا، وأن رئيس الأركان الروسي كان متواجدا في الموقع، لينفي مسؤول أوكراني آخر بعد ذلك إصابة الجنرال الروسي. الوضع في ماريوبول في الوقت نفسه وخلال رسالته اليومية المصورة، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إنه تم إجلاء 344 شخصا الأربعاء من ماريوبول والمناطق المحيطة بها إلى مدينة زابوريجيا الخاضعة لسيطرة أوكرانيا على بعد حوالي 230 كيلومترا. لكنه أكد أنه "ما زال هناك مدنيون (...) نساء وأطفال". وأجلت الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر مئات الأشخاص من ماريوبول ومناطق أخرى هذا الأسبوع. لكن مسؤولين أوكرانيين يقولون إن هناك نحو 200 مدني ومقاتلين أوكرانيين مازالوا محاصرين في شبكة من الثكنات تحت الأرض في مصنع آزوفستال للصلب في ماريوبول. وتعهدت روسيا بوقف النشاط العسكري في آزوفستال خلال النهار اليوم الخميس (5 أيار/مايو 2022) وفي اليومين التاليين للسماح بإجلاء المدنيين. وقال زيلينسكي إن أوكرانيا مستعدة لتأمين وقف إطلاق نار في ماريوبول. ميدانيا، واصلت القوات الروسية هجومها في الشرق وقصفت عددا من الأهداف في الغرب، من لفيف إلى منطقة ترانسكارباتيا الجبلية غير بعيدة عن الحدود المجرية وكانت في منأى عن الحرب حتى الآن. وعلى الحدود الشمالية لأوكرانيا بدأت بيلاروسيا حليفة موسكو، أمس مناورات عسكرية "مفاجئة" لاختبار قدرات رد جيشها، حسبما قالت وزارة الدفاع في هذا البلد. كما أعلنت موسكو أن جيشها قام بمحاكاة إطلاق صواريخ ذات قدرة نووية في جيب كالينينغراد الروسي الواقع بين بولندا وليتوانيا، وهما دولتان عضوان في الاتحاد الأوروبي. وشارك في هذه التدريبات أكثر من مئة جندي. وأوضحت وزارة الدفاع الروسية أن الوحدات القتالية تدربت أيضا على "عمليات في ظل ظروف إشعاع وتلوث كيماوي". ووضعت روسيا قواتها النووية في حالة تأهب قصوى بعد وقت قصير من إرسال قوات إلى أوكرانيا في 24 شباط/فبراير الماضي. ا.ف/ و.ب  (أ.ف.ب، رويترز، د.ب.أ)