القدس المحتلة – الوكالات: اندلعت صباح أمس صدامات بين متظاهرين فلسطينيين وشرطة الاحتلال الإسرائيلي على أثر تجدد اقتحامات المستوطنين باحة المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة بعد توقف استمر عشرة أيام تقريبا. وقال مدير المسجد الأقصى الشيخ عمر الكسواني إن «600 متطرف اقتحموا باحات المسجد الأقصى» حتى الساعة 11:00 بالتوقيت المحلي (9:00 ت.ج). وأظهرت صور فرانس برس آثارا لمقاعد محطمة ومقتنيات متناثرة في محيط المصلى القبلي الذي سبق لقوات الاحتلال أن انتشرت في محيطه. وأكد مصور وكالة فرانس برس وجود الشرطة الإسرائيلية بشكل مكثف في الموقع الذي يشهد حالة من التوتر بين فلسطينيين وقوات الشرطة التي أطلقت الرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع. وشهدت باحات المسجد الأقصى منذ منتصف الشهر الماضي بالتزامن مع شهر رمضان صدامات عنيفة بين محتجين فلسطينيين وشرطة الاحتلال على خلفية اقتحامات مستوطنين باحات المسجد الأقصى. وأصيب في صدامات أبريل التي تزامنت أيضا مع عيد الفصح اليهودي أكثر من 300 من المتظاهرين الفلسطينيين بينهم مسلمون أجانب وعرب. وجاءت صدامات أمس مع إحياء الفلسطينيين ذكرى «النكبة» التي تزامنت مع إعلان دولة إسرائيل. ولطالما اتهم مسؤولون فلسطينيون وناشطون إسرائيل بالسعي لتقسيم الأقصى إلى قسمين يهودي ومسلم أو تقسيم أوقات الزيارة، كما هو الحال في موقع مقدس آخر في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة. وأدانت وزارة الخارجية الأردنية أمس «السماح للمتطرفين باقتحام المسجد الأقصى المُبارك... تحت حماية الشرطة الإسرائيلية». وطالبت الوزارة في بيان إسرائيل «بصفتها القوة القائمة بالاحتلال، بالكف عن جميع الممارسات والانتهاكات بحق المسجد الأقصى المُبارك... واحترام حرمته ووقف جميع الإجراءات التي تستهدف تغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم، واحترام سلطة إدارة أوقاف القدس». من جهتها، أدانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية قرار رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت إعادة تكرار جريمة اقتحام المسجد الأقصى واعتبرته بمثابة «إعلان رسمي لحرب دينية ستشعل المنطقة برمتها». وحمّلت الوزارة في بيانها عبر موقعها الإلكتروني «المتطرف بينيت شخصيا المسؤولية الكاملة والمباشرة عن هذه الاقتحامات ونتائجها ومخاطرها على ساحة الصراع». أمس أيضا شدد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الإسلامية إسماعيل هنية على هدف «إفشال التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى المبارك من قبل الاحتلال الإسرائيلي». واعتبر هنية «أن المعركة ليست مرهونة بحدث، بل هي مفتوحة وممتدة زمانيًا ومكانيًا على أرض فلسطين، وأن لكل واقعة أدواتها ووسائلها التي نستخدمها لصد العدوان وحماية الهوية». وكانت الحركة قد أكدت في وقت متأخر من مساء الأربعاء أن السماح بدخول المستوطنين إلى باحات المسجد «لعب بالنار وجرٌّ للمنطقة إلى أتون تصعيد يتحمّل الاحتلال كامل المسؤولية عنه». وفي نهاية الشهر الماضي حذر رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة يحيى السنوار من «استباحة» آلاف الكنس اليهودية في العالم، في حال تجدد «الهجوم» على المسجد وتحديدا المصلى القبلي الذي كانت القوات الإسرائيلية قد «اقتحمته» لتفريق المتظاهرين. وأثارت الاشتباكات مخاوف من نشوب نزاع مسلح آخر مماثل للحرب التي استمرت 11 يومًا العام الماضي بين إسرائيل وحماس. لاحقا من امس قتل 3 أشخاص وأصيب 3 آخرون، بعضهم جروحه حرجة، نتيجة عملية طعن في مستوطنة إلعاد. وتفيد الأنباء بإطلاق النار على منفذ عملية الطعن، مما أدى لإصابته بجروح خطيرة. وبحسب مراسل قناتي «العربية» و«الحدث»، فإن الشرطة لا تستبعد وجود منفذين اثنين للعملية، أحدهما طعن المستوطنين بفأٍس والآخر أطلق النار على آخرين. وتحقق الشرطة الإسرائيلية في خلفية الحادث، فيما طلبت بلدية إلعاد من السكان البقاء في منازلهم. وتبحث الشرطة الإسرائيلية عن سيارة هربت من مكان الهجوم.
مشاركة :