كبار المستثمرين في العالم ينصحون بالتركيز وليس التنويع بالأسهم

  • 12/10/2015
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

أعتقد أن نسبة مهمة من المستثمرين في أسواق الأسهم في المنطقة لا تتوفر لديهم فكرة عن الملياردير بافت، والذي يبلغ عمره حالياً حوالي ٨٤ عاماً، وتقدر ثروته بحوالي ٦٧ مليار دولار، مصدر معظمها الاستثمار في أسهم الشركات المساهمة ليصبح ثالث أغنى أغنياء العالم بعد بيل جيتس وكارلوس سليم، ومازال يواصل نجاحاته واستثماراته في أسواق المال مع العلم بأنه كون ٩٩٪ من ثروته بعد بلوغه الخمسين من عمره، ولقد قدم ومازال يقدم العديد من النصائح للمستثمرين في أسهم الشركات المساهمة العامة في مختلف أنحاء العالم، استناداً إلى خبراته ونجاحاته في الاستثمار في أسهم الشركات، وباعتقادي أن المستثمرين في أسواق المنطقة يجب أن يستفيدوا من هذه النصائح، بعد أن تكبد معظمهم خسائر فادحة في هذه الأسواق نتيجة انخفاض الوعي الاستثماري، وانخفاض ثقافة الاستثمار في أسهم الشركات المساهمة العامة، وحيث يشير في إحدى نصائحه إلى المستثمرين بأن عليهم أن يتذكروا عندما يشترون أسهم أي شركة أنهم يقومون بشراء جزء من شركة فعلية، وأن سوق المال لا يعتبر شيئاً مهماً في حد ذاته، بل باعتباره ممثلاً عن شركة حقيقية لها وجود فعلي وتتداول أسهمها في هذا السوق، ويؤكد أن شراء أسهم الشركات القوية لا يمكن لها أن تتدهور على المدى الطويل، ولكنها سوف تزدهر وتنمو وينصح عند شراء أسهم أي شركة أن يأخذ المستثمر في الاعتبار أربعة أشياء أساسية، الأول: اختيار الشركات التي يستطيع المستثمر فهمها وفهم طبيعة نشاطها، وبالتالي سهولة التنبؤ بأرباحها المستقبلية، والثاني: الشركات التي لها توقعات مستقبلية مبشرة، والثالث: الشركات التي يديرها أشخاص أكفاء وشرفاء ومتخصصون، والرابع: الشركات التي تتداول أسهمها في الأسواق المالية بأقل من قيمتها العادلة. والاستثمار في أسهم الشركات لا يعتمد مطلقاً على العواطف، بل يعتمد على العديد من الحقائق منها طبيعة الشركة وتوقعات مستقبلها مع أهمية عدم الانتباه إلى السعر فقط، بل الانتباه أكثر إلى قيمة الشركة فالقيمة تحددها أعمال الشركات وقدرتها على المنافسة. وسياسة شراء الأسهم والاحتفاظ بها لفترة طويلة لا تجدي مع الشركات الضعيفة وفي كثير من الأحيان يكون سجل إنجازات الشركة في الماضي هو أفضل مؤشر لإنجازاتها في المستقبل. ويؤكد بافت أنه عندما يقرر المستثمر الاستثمار في أسهم شركات مساهمة فإنه من المفترض أن يبحث عن شركات كبرى يتولى إدارتها أشخاص أكفاء وذو خبرة، وبالتالي أهميه تقييم الفريق الذي يتولى إدارتها، من حيث هل يقوم هذا الفريق بالعمل لصالح المساهمين، أم إنه يعمل بهدف التربح على حساب المساهمين من خلال الرواتب والمكافآت والخيارات والمميزات الأخرى، وبالتالي تثقل كاهل الشركات بالمصروفات غير الضرورية، وهل يعمل فريق الإدارة لتحسين قيمة الأسهم في السوق من أجل تعزيز قيمة حقوق المساهمين والتخطيط الرشيد لرأس المال وهل يعامل فريق الإدارة المساهمين كشركاء أم غرباء منافسين وهل يعمل فريق الإدارة على إصدار تقرير سنوي للشركة يتميز بالمصداقية والاستقامة، أم بالغش والتلاعب وإخفاء معلومات مهمة وأرقام حقيقية وانهيار شركات عظمى مثل اينرون ورلدكوم وهيلث ساوث، هو نتيجة الفوضى وعدم تحلي الإدارة بالقيم الأخلاقية والقيادة غير النزيهة، لذلك ينصح بافت بالاستثمار لدى الإدارة والأشخاص الذين تثق بهم، ويؤكد بافت أهمية وضع المستثمرين استراتيجية ومنهج في الاستثمار، من حيث القيام بإجراء دراسات كافية على الشركات قبل شراء أسهمها، إضافة إلى متابعة الأسهم التي يملكها في محفظتك بشكل دوري، ولا تتجاهل النصائح الخاصة بالاستثمار في البورصة بغض النظر عن مصدرها، كما ينصح المستثمر بعدم اتباع القطيع عند الشراء أو البيع، بل الاعتماد على النفس في اتخاذ هذه القرارات معتمداً على التفكير المستقل مع أهمية التحلي بالصبر والانتظار حتى تحقق الشركات قيمتها العادلة ولا تستثمر في شركات أو أعمال أو أنشطة لا تفهمها وأقدم على الشراء، عندما يسيطر الخوف على الآخرين، وبادر إلى البيع عندما يطمع الآخرون، وتابع قراءة الصحف والمجلات الاقتصادية والمالية، وأخيراً ينصح بافت المستثمرين بتقليل عدد الشركات التي تستثمر بها بعكس نصيحة نسبة مهمة من خبراء الاستثمار، والتي تشجع على التنوع وعدم وضع كل البيض في سلة واحدة أي امتلاك العديد من أسهم الشركات في جميع القطاعات وفي وقت واحد، وحيث يعتبر بافت هذا الأسلوب أو المنهج في الاستثمار غير سليم ويحمل أخطاراً مختلفة، بينما يرى أن التركيز على عدد محدود من أسهم الشركات المناسبة والأسهم المناسبة يطبق الفلسفة التي تقول من الأفضل الاستزادة من الخيرات، وبالتالي ينصح بافت المستثمرين عندما يقتنعون بأداء وأهداف وطموحات وفريق الإدارة لشركتين أو ثلاث من الشركات القوية المبادرة إلى زيادة استثماراتهم بها، بدلاً من توزيع أموالهم على شراء خمس عشرة شركة أو أكثر، ويعتقد المراقبون أن الصبر وعدم التنويع المفرط، هما من أسباب النجاح المذهل الذي حققه الملياردير بافت. وأخيراً ينصح بافت المستثمرين بالتحلي بالشجاعة، وحيث إن الكثير من استثماراته تمت أثناء حدوث الأزمات الاقتصادية، وفي الأوقات التي كانت أحوال الشركات تبدو متدهورة وكان الآخرون يخشون من الاستثمار وينتظرون مرور الأزمة، كما يحدث حالياً في أسواق المال في المنطقة.

مشاركة :