زيلينسكي يطلق منصة جمع أموال لمساعدة أوكرانيا على كسب الحرب

  • 5/6/2022
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أطلق الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الخميس منصة عالمية لجمع الأموال من أجل مساعدة كييف على كسب الحرب أمام روسيا وإعادة بناء البنى التحتية للبلاد. وقال زيلينسكي في رسالة فيديو بالإنجليزية نشرها على حسابه في تويتر "بنقرة واحدة يمكنكم التبرع بأموال لحماية المدافعين عنا وإنقاذ المدنيين وإعادة بناء أوكرانيا"، معلنا عن منصة "يونايتد 24". وأضاف "كل تبرع مهم للنصر". وبعد تسعة أسابيع على الغزو الروسي تعرضت مدن أوكرانية لدمار كبير. وقال زيلينسكي "جميع المبالغ ستُحوّل إلى بنك أوكرانيا الوطني وتُرصد للوزارات المعنية"، مشيرا إلى أن حكومته ستقوم بتحديث المعلومات "كل 24 ساعة" بشأن كيفية استخدام الأموال. ودعا زيلينسكي المواطنين العاديين في مختلف أنحاء العالم إلى مساعدة كييف على دحر موسكو. وقال "معا فقط لدينا القدرة على وقف الحرب وإعادة بناء ما هدمته روسيا". وأكد أن أوكرانيا "ستتذكر دائما" هذه الإسهامات. فولوديمير زيلينسكي: بنقرة واحدة يمكنكم التبرع بأموال لإعادة بناء أوكرانيا وتلقت كييف مساعدة عسكرية غربية لكن جيشها يبقى أصغر حجما بكثير من الجيش الروسي. وأطنب زيلينسكي (44 عاما) في مخاطبة برلمانات العالم بشكل شبه يومي مناشدا تقديم المساعدة لبلاده منذ بدء الهجوم الروسي. وتسببت الحرب التي شنتها روسيا على أوكرانيا في تحويل أجزاء كبيرة من البلاد إلى أراضٍ قاحلة، حيث تضررت أغلب الهياكل الصناعية بسبب الغارات الجوية، وتأثرت البنية التحتية بشكلٍ كبير، وقُصفت المدن الكبيرة. وذكرت مجلة "إيكونومست" البريطانية أن إعادة الإعمار بعد انتهاء الحرب في أوكرانيا قد تكون مهمة جسيمة، حيث دُمرت الكثير من المنازل والمستشفيات والجسور والموانئ، وكلما استمرت الحرب تفاقم الدمار. ويقوم المسؤولون والخبراء الاقتصاديون الآن بتقييم الأضرار والاستفادة من دروس حرب ألمانيا وأماكن أخرى، ويفكرون في كيفية التعافي النهائي من الأزمة. وحدد باحثون الكلفة الإجمالية لإعادة بناء أوكرانيا، وقد تراوحت بين 220 و540 مليار دولار، وذلك بما يتماشى مع حسابات الحكومة الخاصة. وأشار الخبراء إلى أن الطريقة التي ستتم بها إعادة الإعمار والإصلاحات المصاحبة لها لا تقل أهمية عن الأموال التي يتم إنفاقها. وأضافوا أنه في حال تم القيام بالمهمة بالشكل الجيد، فمن الممكن أن يصبح الاقتصاد أكثر انفتاحاً وديناميكية. وبلغت قيمة المساعدات التي قدمتها الدول الغربية لأوكرانيا 7 مليارات دولار حتى الآن، وقد أسهمت في الحفاظ على السيولة العامة. وحصل المزارعون على أجورهم التي تقدر بـ20 مليار هريفنا، أي ما يعادل 675 مليون دولار، حتى يتمكنوا من مواصلة العمل. كما يمكن للمصنعين التقدم للحصول على المساعدة للانتقال إلى داخل أوكرانيا، وذلك بعد قيام روسيا بإغلاق طريق التصدير الرئيسي لأوكرانيا عبر البحر الأسود، إلا أن الحكومة الأوكرانية تعمل مع الاتحاد الأوروبي لتسهيل التجارة البرية التي بدورها سهلت خروج 80 في المئة من الصادرات. وقال الخبراء إن إعادة بناء المناطق التي مزقتها الحرب ستكون باهظة الثمن، حيث توجد أمام أوكرانيا مهمة رئيسية لإتمام عملية الإعمار، وهي تطهير المناطق المتضررة من الألغام وغيرها من بقايا الحطام. وعلى الرغم من أن المساحة الكاملة لأماكن وجود الألغام والحطام لا تزال غير واضحة، فإن التجارب السابقة تؤكد أن العملية مكلفة للغاية. آثار الحرب مدمّرة آثار الحرب مدمّرة وقبل الحرب قدرت وزارة الدفاع الأوكرانية كلفة إزالة الألغام من منطقة دونباس التي هاجمتها روسيا في عام 2014 بمبلغ 650 مليون يورو، كما أن جهود إزالة الألغام من العراق بلغت كلفتها على مدى 10 سنوات ما يقارب مليار دولار. وتعد البنية التحتية هي العنصر الأكثر كلفة في عملية إعادة الإعمار، والتي تشمل إعادة بناء المنشآت الصناعية والشوارع وغيرها من المرافق العامة التي تضررت بسبب الحرب. وحتى الآن قدر الخبراء تجاوز تكاليف الدمار الذي لحق بمحطات الطاقة والمصانع والجسور والطرق وغيرها من البنى التحتية حاجز الـ50 مليار دولار، وقد تبلغ كلفة إعادة البنية التحتية والصناعية نحو 119 مليار دولار. وستتطلب عملية إعادة الإعمار خطة تمويل لتخصيص الأموال للمشاريع، وأنشأت الحكومة الأوكرانية صندوقا للتعافي، وتعمل الوزارات على تقديم المقترحات اللازمة لإعادة البناء. ومع خسارة وزارة المالية الأوكرانية عائدات تبلغ نحو ملياري دولار شهرياً، ستكون هناك حاجة إلى بعض الأموال لدعم المالية العامة، حيث ستضيف عملية إعادة الإعمار العديد من الضغوط المالية على الاقتصاد الأوكراني، وقد تكون أوكرانيا بالفعل في وضع لا يسمح لها بالاقتراض أو سداد الديون. مسؤولون وخبراء اقتصاديون يقيمون الأضرار والاستفادة من دروس حرب ألمانيا وأماكن أخرى ويفكرون في كيفية التعافي النهائي من الأزمة وفي مثل هذه الحالات عادة ما تتكفل الحكومات الغربية والمنظمات الدولية والمستثمرون من القطاع الخاص بتأمين التمويل اللازم. وتعد مسألة تخصيص الأموال هي الأصعب، ويقترح مركز البحوث الاقتصادية والسياسية استخدام الاتفاقيات الإطارية وإبرام عقود دائمة مع الشركات لتقديم المنتج بسعر ثابت، وإنشاء العقود التي تضمن الشفافية حتى دون مناقصات. وستشمل المرحلة الأخيرة من إعادة بناء أوكرانيا مساعدة اقتصادها على التعافي. وفي عام 2019 كان الناتج المحلي الإجمالي للفرد بالقيمة الحقيقية أقل مما كان عليه عند انهيار الاتحاد السوفييتي، وهو ما يدل على أن البلاد تفتقر إلى الإصلاح افتقارا طويل الأمد. وكانت الكثير من الشركات الأوكرانية العاملة المملوكة للدولة والبالغ عددها 1500 شركة خاسرة أو بالكاد تدر أرباحاً، وحتى قبل الحرب كان صندوق النقد الدولي قد حث الحكومة على تعزيز مكافحة الفساد وسيادة القانون. وأوضح الخبراء أن عملية إعادة الإعمار ستكون فرصة لجعل الاقتصاد الأوكراني أكثر حداثة وتنافسية، وفي الوقت نفسه تشير عمليات إعادة الإعمار الماضية إلى أن نجاحها يمكن أن يأتي أيضا من حدوث تكامل أوثق مع أوروبا، كما حدث مع ألمانيا الغربية منذ عقود.

مشاركة :